أميركا تنفذ غارات جديدة ضد "داعش" شمال العراق

أعلن البنتاغون أن القوات الأميركية شنت مساء أمس الجمعة غارات جوية جديدة على مقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) شمال العراق أسفرت عن "تصفية إرهابيين".

أميركا تنفذ غارات جديدة ضد

عناصر من البشمركة في منطقة خازر غرب أربيل (أ ف ب)

أعلن البنتاغون أن القوات الأميركية شنت مساء أمس الجمعة غارات جوية جديدة على مقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) شمال العراق أسفرت عن "تصفية إرهابيين".
 
وقال الناطقة باسم البنتاغون، جون كيربي، إن قرابة الساعة العاشرة بتوقيت واشنطن أدت غارة شنتها طائرة من دون طيار إلى "تصفية إرهابيين" كانوا يزودون مدفع هاون بالقذائف. وفي الساعة 11,20، القت 4 مقاتلات 8 قنابل استهدفت قافلة ومدفع هاون قرب أربيل، عاصمة أقليم كردستان العراق.
 
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، قصفت طائرات أميركية مواقع مسلحين متطرفين في شمال العراق للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد عام 2011، ما يمكن أن يشكل نقطة تحول في أزمة مستمرة منذ شهرين بعد سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية - داعش على مناطق في شمال العراق وتهجير أعداد كبيرة من المسيحيين والأيزيديين.
 
وتوقع رئيس أركان الجيش العراقي، بابكر زيباري، بعد هذا القصف أن تشهد بلاده "تغيرات كبيرة خلال الساعات القادمة". وقال زيباري لوكالة فرانس برس: "الساعات القادمة ستشهد تغيرات كبيرة. الطائرات الأميركية بدأت بضرب تنظيم داعش في جنوب مخمور وأطراف سنجار" وكلاهما شمال العراق.
 
وأشار إلى أن "العملية ستشمل مدنا عراقية تخضع لسيطرة تنظيم داعش”،وأوضح زيباري أنه تم "تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطا من الجيش العراقي والبشمركة (الكردية) وخبراء من القوات الأميركية، لتحديد الأهداف وتطهير المناطق بمشاركة (مروحيات) طيران الجيش" العراقي.
 
من جهته حذر رجل الدين العراقي مقتدى الصدر من أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية باتوا مستعدين لمهاجمة العاصمة العراقية، متعهدا تعبئة انصاره للدفاع عن بغداد.
 
وقال الصدر في بيان اصدره مكتبه إن "معلومات استخباراتية وردت تفيد بأن القوى الظلامية وبعض التنظيمات الإرهابية قد أتمت استعداداتها للدخول إلى العاصمة الحبيبة بغداد". وأضاف “أننا على أتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عن المقدسات بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك".
 
إلى ذلك، سيطر مسلحو “داعش” على سد الموصل ، شمال مدينة الموصل، أحد أهم سدود البلاد ويضم محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث يفرض التنظيم سيطرته على مناطق واسعة منذ شهرين، حسبما أفادت مصادر رسمية عراقيةـ أمس الجمعة.
 
وقال هلكورت حكمت، الناطق باسم وزارة البشمركة (الدفاع) لإقليم كردستان لفرانس برس ، ان "المسلحين يسيطرون منذ مساء أمس (الخميس) على سد الموصل".
 
ويعد سد الموصل على نهر دجلة عند بحيرة الموصل التي تقع على بعد حوالى خمسين كيلومترا شمال الموصل، المصدر الرئيسي للمياه في محافظة نينوى والمناطق المحيطة بها.
 
وتمثل محطة الطاقة الكهربائية، أحد المحطات الرئيسية في البلاد، المصدر الرئيسي للطاقة لمحافظة نينوى ومناطق اخرى في شمال العراق.
 
وحذر السفير الاميركي في العراق عام 2007، ريان كروكر وقائد القوات الأميركية انذاك في العراق الجنرال ديفيد بترايوس من خطورة تعرض السد للانهيار.
 
وكتب في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء نوري المالكي ان اي "فشل (انهيار) كارثي في سد الموصل يؤدي فيضانات على امتداد نهر دجلة حتى بغداد". وأضاف أنه عند حدوث “أكثر الأمور سوءا، قد يحدث انهيار لسد الموصل في طاقته الخزنية القصوى ما يولد موجة (ارتفاعها) عشرين مترا على مدينة الموصل تؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح وأضرارا جسمية".
 
وتستغل الدولة الاسلامية السدود التي تسيطر عليها كأسلحة عبر إغراق مناطق واسعة كما فعلت مطلع العام الحالي، وأغرقت مناطق واسعة قرب مدينة الفلوجة، غرب بغداد.
 
لكن الموصل أحد أهم وأكبر مواقع تواجد تنظيم “داعش”، ويعد سد الموصل مهما لاقتصاد “داعش” التي تعتبرها مركزا "لدولة الخلافة" التي اعلنتها حزيران/يونيو الماضي.
 
ويرى جون دريك الخبير في مجموعة "ايه كي اي" الامنية انه "طبيعي ان تطرح مخاطر قيام المسلحين بفتح المياه واغراق المناطق المنخفضة، لكن الامر في الموصل سيكون كانك تطلق النار على قدمك" في اشارة لاهمية المنطقة للمسلحين.

التعليقات