زعم الرئيس التونسي، قيس سعيّد، الخميس، أنّ "الحريات مضمونة في تونس أكثر من أي وقت مضى"، لكنّه أعرب عن رفضه لما سمّاه "العنف"، إثر تظاهرة فرّقتها قوات الأمن بعنف الأسبوع الفائت في ذكرى ثورة 14 يناير.
وقال خلال لقائه وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، بحسب مقطع فيديو نشرته "رئاسة الجمهورية" في صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، "نرفض مظاهر العنف والتجاوزات من أي طرف كان خاصة من يريدون ضرب الدولة"، مؤكّدًا "تطبيق القانون على الجميع".
وفي مشاهد عنف لم تشهدها العاصمة منذ عشر سنوات، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين، ونفّذت عشرات الاعتقالات بشكل عنيف خلال تظاهرة الجمعة للاحتفال بذكرى ثورة 2011 وللتنديد بقرارات سعيّد.
كما أعلنت النيابة العمومية في تونس، الأربعاء، فتح تحقيق في وفاة شخص إثر التظاهرة التي تم خلالها توقيف العشرات من الأشخاص وتعنيف بعض الصحافيين.
واستنكرت أكثر من عشرين منظمة غير حكومية تونسية، السبت، "القمع البوليسي" و"الاعتداء الهمجي" على الصحافيين والمتظاهرين خلال الاحتجاجات.
وتعرّض مراسل صحيفة "ليبراسيون" ومجلة "جون أفريك" و"إذاعة فرانس إنتر" خلال التظاهرة لـ"ضرب عنيف" في تونس من الشرطة، بحيث مُنع من تغطية الاحتجاجات، حسبما أعلنت الصحيفة والإذاعة ونادي المراسلين الأجانب في شماليّ أفريقيا.
ومنذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، تحققت في البلاد مكاسب سياسية من أهمها حرية التظاهر والتعبير، غير أنّ انتقادات واسعة توجه لسعيّد في هذا المجال منذ توليه السلطات في البلاد وتعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة السابق في 25 تمّوز/يوليو الفائت.
ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود"، الأربعاء، الرئيس التونسي إلى "المحافظة" على حرية الصحافة والتعبير، إحدى "مكاسب" ثورة 2011 التي كانت شرارة لانطلاق "الربيع العربي" في المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا | "الأعلى للقضاء" التونسي: سنواصل مهامنا رغم مرسوم سعيّد
وأصدرت المنظمة تقريرها عن "الصحافة في تونس: لحظة الحقيقة" وعّبرت فيه عن "إطلاق جرس الإنذار" وأن واقع الإعلام في تونس "يشهد منعرجا في تاريخه" محذرة من "خطر تمييع مكاسب الثورة".
التعليقات