اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن الإعلام "ضخّم" قضي الجاسوس المزدوج السابق، سيرغي سكريبال، الذي تعرض للتسميم مع ابنته في بريطانيا منذ عدّة أشهر، رافضا الاعتراف بأن السلطات الروسية أمرت بمحاولة اغتياله.
وأضاف بوتين أن سكريبال "خائن" و "حقير"، قائلا إنه تعامل مع أجهزة الاستخبارات الغربية رغم الإفراج عنه من السجون الروسية.
مع ذلك، أصر بوتين على رفض اتهام السلطات البريطانية لضابطين في الاستخبارات العسكرية الروسية، بمحاولة قتل سكريبال في آذار/ مارس الماضي، بالقرب من سكنه في مدينة سالزبري.
وشدد بوتين خلال تصريح أدلاه خلال منتدى الطاقة في موسكو، على أن سكريبال "مجرد جاسوس وخائن لوطنه (...) مجرد حقير، بكل بساطة. لكن هناك حملة إعلامية كبيرة تمت فبركتها حول هذا الأمر".
وأسهب "قُبض عليه وعوقب وأمضى خمس سنوات في السجن. أفرجنا عنه وذهب (إلى بريطانيا) وواصل التعامل وتقديم المشورة لأجهزة الاستخبارات".
وكانت السلطات الروسية حكمت، في العام 2006، على سكريبال الذي عمل ضابطا في الاستخبارات الروسية، بالسجن 13 عاما بتهمة "الخيانة العظمى" بعد إدانته ببيع معلومات للبريطانيين.
وحصل سكريبال على العفو عام 2010، وأطلق سراحه في صفقة تبادل للجواسيس بين موسكو ولندن وواشنطن، واستقر في بريطانيا.
وتناقض تصريحات بوتين عن مواصلة سكريبال التعامل مع أجهزة استخبارات غربية تصريحات سابقة للمتحدث باسمه قال فيها إن الجاسوس السابق "لا يمثل أي قيمة ولا أي أهمية" لدى موسكو.
وتأتي تصريحاته في أعقاب تقارير ذكرت أن سكريبال ساعد في السنوات الماضية في فضح العديد من الجواسيس الروس في دول أوروبية.
واستخف الرئيس الروسي باتهامات بريطانيا لضابطين في الاستخبارات العسكرية الروسية بمحاولة تسميم سكريبال وابنته يوليا بغاز "نوفيتشوك".
ونجا سكريبال وابنته لكن زوجين بريطانيين هما دون ستورجس، وتشارلي راولي، لمسا غاز الاعصاب نفسه قرب سالزبري في وقت لاحق وتوفيت ستورجس.
وقلل بوتين من أهمية الأزمة في العلاقات مع بريطانيا التي تسببت بأكبر عملية طرد لدبلوماسيين روس من دول غربية منذ الحرب الباردة ووصفها بأنها "خلاف بين أجهزة أمنية".
ورفض بوتين مجددا الاتهامات لروسيا بالوقوف وراء التسميم قائلا "لم يكن أحد بحاجة لتسميم أي شخص هناك (في بريطانيا)".
وتابع "أحيانا أنظر إلى ما يحدث حول هذا القضية وببساطة ينتابني الذهول (...) كلما انتهت (فضيحة سكريبال) بسرعة كان ذلك أفضل".
قالت السلطات البريطانية إن بوتين يتحمل المسؤولية في النهاية عن التسميم وهي اتهامات ندد بها الكرملين وقال إنها "غير مقبولة".
وطالب بوتين بريطانيا أن تسلك القنوات الصحيحة للتعاون مع روسيا في القضية وذلك عبر إرسال معلومات إلى المدعي العام كي تتمكن موسكو "من الاطلاع على ما حصل فعلا".
وفي أيلول/ سبتمبر الماضب، دعا بوتين الرجلين اللذين تتهمهما بريطانيا بالسعي لاغتيال سكريبال، للظهور على التلفزيون قائلا إنهما مدنيان.
وأثارت مقابلتهما مع قناة "روسيا اليوم" المملوكة من الكرملين، تساؤلات كثيرة بعد أن ادعى الرجلان أن اسمهما مطابق لما ورد بالتحقيق البريطاني، لكنهما لا يعملان في السلك العسكري، وأنهما ذهبا إلى سالزبري كسائحين ما أثار سخرية في روسيا وخارجها.
وقال موقع الاستقصاء البريطاني "بيلينغكات" الأسبوع الماضي إن المدعو رسلان بوشيروف (وهو أحد الرجلين) هو في الحقيقة أناتولي تشيبيغا، وهو كولونيل في الاستخبارات العسكرية منح وسام "بطل روسيا" الأرفع في روسيا، ويستخدم هوية زائفة منذ 2010.
ورفضت موسكو التقرير قائلة إن "لا دليل" إذ أن الشبه الجسدي لا يعني شيئا وقال الكرملين إنه لن يناقش المسألة بعد الآن مع صحافيين.
وهذا الأسبوع نشرت العديد من وسائل الإعلام صورة جديدة لأناتولي تشيبيغا بين صور خريجين من كليته العسكرية الواقعة في أقصى الشرق ويبدو فيها الشبه ببوشيروف واضحا.
اقرأ/ي أيضًا | روسيا تُطالب بريطانيا بمعلومات رسمية في "أزمة سكريبال"
التعليقات