شارك عشرات الآلاف، في تظاهرات متفرقة خرجت في عدة دول أوروبية، احتجاجًا على العنصرية، في أعقاب موجة الاحتجاجات التي اندلعت في الولايات المتحدة إثر مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي، جورج فلويد، الذي توفي مختنقا بعدما جثا على رقبته ضابط شرطة أبيض في ولاية مينيابوليس الأميركية، فيما أثار مقتله موجة احتجاجات عالمية ضد العنصرية ووحشية الشرطة.
وقالت شرطة برلين إن 93 شخصا على صلة بمظاهرة في العاصمة الألمانية، قد اعتقل معظمهم بعد انتهاء المسيرة الرئيسية، فيما تمّ التخطيط لمزيد من المظاهرات المناهضة للعنصرية، اليوم الأحد، في جميع أنحاء بريطانيا، بما في ذلك مظاهرة خارج السفارة الأميركية، جنوب نهر التيمز.
وتجمهر ما لا يقل عن 15 ألف شخص في برلين، أمس السبت، ردًّا على مقتل فلويد في 25 أيار/ مايو، والذي أثار احتجاجات عالمية ضد العنصرية ووحشية الشرطة.
وقالت الشرطة إن العديد من الضباط، ومصور صحافي أصيبوا في برلين عندما أُلقيت زجاجات وحجارة من حشدٍ تجمع على الرغم من أوامر الشرطة بإخلاء ميدان ألكسندر في المدينة بعد ساعة من انتهاء المظاهرة.
وذكرت شرطة برلين أن 28 ضابطا أصيبوا بجروح طفيفة في المشاجرات، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء.
وقال أكبر قائد للشرطة في بريطانيا، إن 14 ضابطا أصيبوا، أمس السبت، خلال اشتباكات مع متظاهرين في وسط لندن بعد مظاهرة سلمية شهدت مشاركةَ عشرات الآلاف.
وقالت مفوضة شرطة العاصمة، كريسيدا ديك، إن الاعتداء على الضباط "صادم وغير مقبول على الإطلاق"، مضيفة أنه تم إجراء عدد من الاعتقالات وأن "العدالة ستتبع".
واندلعت الاشتباكات في وقت مبكر من المساء بالقرب من مكاتب "داونينغ ستريت" القريبة على منزل رئيس الحكومة، بوريس جونسون.
وأظهرت لقطات مصورة على الإنترنت ضابطة شرطة تصطدم بإشارة ضوئية عندما بدا أن حصانها قد انطلق، وقالت الشرطة إن الضابطة نُقلت إلى المستشفى وأن إصاباتها لا تهدد حياتها.
وفي مدينة مرسيليا الساحلية الفرنسية، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل في مناوشات مع متظاهرين.
واجتذبت المسيرة أكثر من 2000 شخص، وجثا متظاهرون على ركبهم أمام ضباط مكافحة الشغب، وألقوا خطابات وهتفوا قبل الانطلاق في مسيرة عبر المدينة من مينائها القديم والشهير. لكن نهاية المسيرة انتهت بالفوضى مع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.
وسلط مقتل فلويد، الضوء، على انتهاكات مماثلة للشرطة الفرنسية وأعطت صوتا لشكاوى الأقليات من أنهم يتعرضون بشكل متكرر لمضايقات ومعاملة أسوأ من ضباط فرنسيين. ونُظمت مسيرة مناهضة للعنصرية أمس السبت في باريس على الرغم من الحظر الذي فرضته الشرطة، لكنها مرت بسلام.
وانضم آلاف من الإسبان والإيطاليين كذلك، اليوم الأحد، إلى المتظاهرين المناهضين للعنصرية في جميع أنحاء العالم، وتجمع حوالي ثلاثة آلاف شخص، بحسب شرطة مدريد، ظهرا، أمام السفارة الأميركية في العاصمة الإسبانية. وندد المتظاهرون من البيض والسود، بمقتل فلويد، وفق وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وفي روما، جمعت تظاهرة غير مقررة سابقا في ساحة ديل بوبولو الواسعة، آلاف الشباب الذين ركعوا في صمت رافعين قبضاتهم لمدة تسع دقائق، وهو الوقت الذي وضع فيه شرطي ركبته على عنق فلويد حتى مات، وهتفوا عندما نهضوا "لا أستطيع التنفس".
كما جثا متظاهرون على ركبهم في مدريد وهم يرفعون قبضاتهم، وهي حركة ابتكرها لاعب كرة القدم الأميركي، كولين كايبرنيك في عام 2016 في ملعب بينما كان يعزف النشيد الوطني للولايات المتحدة. وساروا بعد ذلك إلى بويرتا ديل سول الشهيرة في قلب العاصمة.
وفي برشلونة، امتلأت ساحة سانت جاومي، حيث مقر حكومة كاتالونيا الإقليمية، بمئات المتظاهرين الذي يضعون كمامات ملتزمين قواعد التباعد الإجتماعي، رافعين لافتات باللغة الإنكليزية للتنديد بالعنصرية في إسبانيا وأوروبا.
ودعت منظمة جالية السود والأفارقة والمتحدرين من أصل أفريقي في إسبانيا، للتظاهر في نحو عشر مدن، من بامبلون في إقليم الباسك إلى جزر الكناري قبالة السواحل الإفريقية.
ومن المقرر إقامة تظاهرات أخرى اليوم في كوبنهاغن وبروكسل وغلاسكو ولندن، حيث انتهت السبت تظاهرة سلمية لآلاف الأشخاص باندلاع صدامات وجرى رمي مقذوفات وزجاجات باتجاه الشرطة التي سعت إلى تفريق المتظاهرين.
وامتد السخط، الذي أدى إلى تظاهر عشرات الآلاف من الأميركيين بعد وفاة جورج فلويد الذي قضى خلال اعتقاله بسبب ارتكابه جناية صغيرة في 25 أيار/ مايو الماضي في مينيابوليس، تدريجيا إلى بلدان عدة في العالم.
وجرت تظاهرات من أستراليا إلى تونس مرورا بفرنسا وبريطانيا أمس السبت، ندد المشاركون فيها بالعنصرية في بلدانهم.
التعليقات