أكدت وزارة الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، أن تركيا "بلد آمن"، في رد غير مباشر على السلطات الإسرائيلية التي دعت رعاياها إلى مغادرة البلاد في ظل المخاوف لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية من التهديدات الإيرانية الأخيرة باستهداف إسرائيليين.
وقالت الوزارة في بيان "أصدرت بعض الدول تحذيرات لمواطنيها في تركيا (...) تركيا بلد آمن وتواصل محاربة الإرهاب داخل وخارج حدودها". واعتبرت أنقرة أن الدعوات إلى مغادرة تركيا تتعلق بـ "تطورات ودوافع دولية مختلفة".
وأضافت الوزارة أن "الجهات المعنية تتخذ كافة التدابير الأمنية اللازمة في إطار آليات التعاون لمكافحة الإرهاب". واعتبر البيان الصادر عن متحدث وزارة الخارجية التركية، طانجو بيلغيتش، أن النتائج الإيجابية للجهود التركية في مكافحة الإرهاب "واضحة للعيان".
وتابع المتحدث التركي "بينما تواصل بلادنا كفاحها ضد الإرهاب دون تمييز بين التنظيمات الإرهابية، فإنها تساهم أيضًا في أمن المجتمع الدولي، وهذا أمر معروف ويحظى بتقدير المجتمع الدولي".
يأتي ذلك في ظل تصاعد المخاوف لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية من إقدام جهات مرتبطة بطهران على تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية في تركيا، وعلى ضوء ذلك، حثت إسرائيل مواطنيها على تجنب السفر إلى إسطنبول أو العودة منها إذا كانوا هناك بالفعل، في تشديد لتحذير أصدرته في 30 أيار/ مايو من السفر إلى تركيا، بسبب ما قالت إنه تهديد يتمثل في محاولات إيرانية لقتل أو خطف إسرائيليين يقضون عطلاتهم في البلاد.
وأمس، الإثنين، حث وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، المواطنين الإسرائيليين المتواجدين في تركيا على العودة "في أقرب وقت ممكن" على خلفية التهديدات الإيرانية الأخيرة باستهداف إسرائيليين. وقال لبيد "أود أن أشكر الحكومة التركية على جهودها لحماية أرواح المواطنين الإسرائيليين"، دون أن يقدم تفاصيل.
اقرأ/ي أيضًا | إسرائيل تحث مواطنيها على مغادرة إسطنبول وتحذر إيران
في وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر لم تسمها أن عملاء إيرانيين خططوا لخطف إسرائيليين في تركيا قبل شهر؛ ووفقا للمزاعم الإسرائيلية فإنه تم إحباط المؤامرة بعد أن نبهت إسرائيل أنقرة بشأن التهديد.
وأفادت التقارير الإسرائيلية بأن تشديد تحذير السفر إلى تركيا عموما وإلى مدينة إسطنبول على وجه التحديد، يأتي على خلفية تمكن جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (MİT) من إحباط عملية خطف وإطلاق نار استهدفت مواطنين إسرائيليين في إسطنبول، عبر اعتقال الخلية التي خططت للعملية، في حين أشارت القارير إلى أن أعضاء في الخلية الإيرانية لا يزالون طلقاء ورهن الملاحقة.
وانخرطت إيران وإسرائيل في حرب ظل منذ سنوات، لكن التوترات تصاعدت بعد سلسلة من الحوادث البارزة التي ألقت طهران باللوم فيها على إسرائيل، وعلى رأسها عملية اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني، حسن صيّاد خدائي، نهاية أيار/ مايو الماضي.
وتعتبر تركيا وجهة شهيرة لقضاء العطلات بالنسبة للإسرائيليين، بما في ذلك على مدى أكثر من عقد من الانقسام الدبلوماسي بين البلدين. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى تواجد آلاف الإسرائيليين حاليًا في إسطنبول، وعشرات الآلاف في جميع أنحاء تركيا.
التعليقات