13/06/2022 - 17:34

إسرائيل تحث مواطنيها على مغادرة إسطنبول وتحذر إيران

شددت إسرائيل اليوم، الإثنين، تحذيرها للمواطنين من السفر إلى مدينة إسطنبول التركية، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، ليصل مستوى التحذيرات الإسرائيلية المتعلقة بسفر مواطنيها لتركيا إلى الدرجة القصوى، وذلك تحسبا من هجمات إيرانية محتملة على أهداف إسرائيلية.

إسرائيل تحث مواطنيها على مغادرة إسطنبول وتحذر إيران

وفد إسرائيلي يترأسه هرتسوغ يصل إلى دار الضيافة في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، أرشيفية (Getty Images)

شددت إسرائيل اليوم، الإثنين، تحذيرها للمواطنين من السفر إلى مدينة إسطنبول التركية، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين، ليصل مستوى التحذيرات الإسرائيلية المتعلقة بسفر مواطنيها لتركيا إلى الدرجة القصوى، وذلك تحسبا من هجمات إيرانية محتملة على أهداف إسرائيلية في الأراضي التركية.

وحثت إسرائيل مواطنيها على تجنب السفر إلى إسطنبول أو العودة منها إذا كانوا هناك بالفعل، في تشديد لتحذير أصدرته في 30 أيار/ مايو من السفر إلى تركيا، بسبب ما قالت إنه تهديد يتمثل في محاولات إيرانية لقتل أو خطف إسرائيليين يقضون عطلاتهم في البلاد.

وجاء في بيان صادر عن "شعبة محاربة الإرهاب" في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن مستوى درجة التحذير من سفر المواطنين إلى مدينة إسطبنول التركية ارتفع إلى أعلى مستوى من التحذيرات (المستوى 4).

وأضاف البيان أن القرار يأتي في ظل "التهديد المستمر وتصعيد النوايا الإيرانية لاستهداف الإسرائيليين في تركيا، مع التركيز على مدينة إسطنبول، يدعو مجلس الأمن القومي الإسرائيليين المقيمين في المدينة إلى مغادرتها في أسرع وقت ممكن".

كما دعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، المواطنين الإسرائيليين الذين يعتزمون السفر أو مغادرة والتوجه إلى تركيا بـ"الامتناع عن السفر إليها حتى إشعار آخر"، ولفت إلى أنه "قبل أسبوعين، تم تحذير الجمهور من السفر إلى تركيا، إثر مخاوف المؤسسة الأمنية من محاولات إيرانية للإضرار بأهداف إسرائيلية حول العالم، مع التركيز على تركيا".

وأوضح البيان أن "المناطق الأخرى في تركيا تخضع لتحذير من المستوى الثالث (مستوى متوسط) من السفر إليها، وبالتالي يوصي مجلس الأمن القومي الإسرائيليين أيضًا بتجنب السفر غير الضروري لبقية الوجهات التركية"، وشدد البيان على أن التحذيرات لا تشمل الرحلات الجوية غير المباشرة التي تبهط في المطارات التركية طالما "لا تشمل مغادرة مطار".

وكان مجلس الأمن القومي، قد أعلن في 30 أيار/ مايو الجاري، أن "مستوى الخطر مرتفع تجاه الإسرائيليين في تركيا في هذه الأيام"، وذلك "على خلفية تهديد حقيقي تجاه إسرائيليين في المنطقة التركية"، وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتحسب من "محاولات إيرانية لاستهداف غايات إسرائيلية في أنحاء العالم"، على وقع "اتهام إيران لإسرائيل بموت ضابط في الحرس الثوري"، في إشارة إلى العقيد في الحرس الثوري الإيراني، حسن صياد خدائي.

من جانبه، قال وزير الخارجية، يائير لبيد، في وقت سابق، اليوم، إن "جهودا كبيرة" تبذلها قوات الأمن الإسرائيلية أنقذت "أرواح إسرائيليين في الأسابيع الماضية"، وشكر الحكومة التركية على مساهمتها في هذه الجهود التي لم يدل بمزيد من التفاصيل حولها.

وقال لبيد في بيان مصور بثته القنوات التلفزيونية إنه "ندعو الإسرائيليين إلى عدم السفر إلى إسطنبول، وإذا لم يكن لديكم سبب ضروري، فلا تسافروا إلى تركيا. إذا كنتم بالفعل في إسطنبول، عودوا إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن".

وأضاف أن "هذه التهديدات الإرهابية تستهدف الإسرائيليين الذين يقضون عطلات. إنهم يختارون، بطريقة عشوائية ولكن عن عمد، مواطنين إسرائيليين لاختطافهم أو قتلهم". وتابع "أريد، من موقعي هذا، أن أبعث برسالة إلى الإيرانيين أيضا. لن يفلت من يلحق الأذى بالإسرائيليين أيا كان من العقاب. ذراع إسرائيل الطويلة ستنال منهم، بغض النظر عن مكانهم".

وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن أنقرة اعتقلت عددا ممن يشتبه بأنهم "عملاء" للحرس الثوري الإيراني، وزعم أنهم خططوا لاختطاف إسرائيليين وتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية في شهر أيار/مايو الماضي.

وأفاد مراسل الشؤون السياسية للإذاعة الإسرائيلية، بأن عملية الاعتقال للنشطاء في الحرس الثوري الإيراني، جاءت في "إطار التعاون الاستخباراتي بين تل أبيب وأنقرة"، وذلك بغرض ما وصفه "إحباط اعتداءات إرهابية في تركيا".

وزعمت الإذاعة نقلا عن مصدر إسرائيلي كبير-لم تسميه- أن "التعاون الاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل أفضى إلى اعتقال نشطاء في الحرس الثوري الإيراني، تواجدوا على الأراضي التركية، وخططوا لاختطاف إسرائيليين، وإحباط هجوم إيراني على أهداف إسرائيلية متواجدة على الأراضي التركية"، دون الكشف عن طبيعة هذه الأهداف.

وتأتي هذه التطورات بعد أقل من 24 ساعة على ادعاء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بإحباط هجوما إيرانيا على أهداف إسرائيلية داخل الأراضي التركية، الشهر الماضي، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مصادر في الأجهزة الأمنية.

وتعهدت طهران بالانتقام من إسرائيل التي تتهمها بالمسؤولية عن اغتيال صياد خدائي، الذي قتل برصاص مهاجمين كانا يستقلان دراجة نارية في 22 أيار/ مايو، قرب منزله في شارع سكني هادئ في طهران.

ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن اغتياله، وهذه هي سياستها المعتادة إزاء اتهامات الاغتيالات. واتهمت خدائي بالتخطيط لهجمات على مواطنيها في أنحاء العالم.

بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول استخباري وصفته بأنه مطلع، أن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأميركيين بأنها تقف وراء عملية اغتيال خدائي.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن خدائي كان قائدا لوحدة سرية مكلفة بعمليات اختطاف وقتل إسرائيليين وأجانب آخرين في العالم، لكن إيران تقول إن هذه الوحدة غير موجودة.

وأبلغ الإسرائيليون الأميركيين، بحسب "نيويورك تايمز"، بأن عملية الاغتيال تحذير لإيران لوقف عمليات مجموعة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم الوحدة 840.

وتركيا مقصد سياحي يحظى بشعبية بين الإسرائيليين. ويعمل البلدان على إصلاح العلاقات بينهما بعد توتر دام أكثر من عقد.

التعليقات