غرق بلدة المعابد في الهند... هل تكون أولى ضحايا التغيّرات المناخية؟

ونُقلت أكثر من 600 أسرة إلى معسكرات الإغاثة الحكوميّة، كما أظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعيّ، تصدّعات وتشقّقات في الطرق العامّة

غرق بلدة المعابد في الهند... هل تكون أولى ضحايا التغيّرات المناخية؟

(getty)

أوقف مسؤولون في بلدة في الهند، نشاطات البناء، بالإضافة إلى إصدار قرارات في نقل المئات من السكّان إلى ملاجئ، وذلك بعد انهيار معبد دينيّ، وتضرّر أكثر من 600 منزل في البلدة، بسبب ما أسموه "غرق الأرض". وبدأت الملاحظات في تشقّقات المنازل، بعد فيضانات عام 2021 التي أصيبت فيها مدن وقرى هنديّة عديدة، كما يصف سكّان بلدة جوشيمات في ولاية أوتارانتشال.

ونُقلت أكثر من 600 أسرة إلى معسكرات الإغاثة الحكوميّة، كما أظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعيّ، تصدّعات وتشقّقات في الطرق العامّة، وعلى إثر ذلك، سوف تدفع الحكومة الهنديّة تعويضات لمن أصبحوا بلا مأوى، وهي بلدة معروفة بمعابدها، ويسكنها حوالي 25000 شخصًا.

من جهتها، قالت إدارة الكوارث في الولاية، إنّ السبب المباشر للشقوق، هو تسرّب المياه من تحت المنازل، ممّا أدّى إلى غرقها.

وفي عام 2013، شهدت المنطقة هطول أمطار غزيرة في وقت قصير، وهو ما أدّى إلى وفاة المئات، والفيضانات الشديدة التي واجهتها البلدة عام 2021. وحسب خبراء، فإنّ الانكماش السريع للأنهار الجليديّة، وبسبب التغيّرات المناخيّة التي بدأت أعراضها تظهر مؤخرًا، هي سبب رئيسيّ في ذلك.

وحسب القرار بوقف كافّة أنشطة البناء، كان وقف المشروع الحكوميّ الاتّحاديّ لربط مواقع الحجّ الهندوسيّة المختلفة، ومحطّات الطاقة الكهرومغناطيسية.

من جهته، قال خبير سياسة المياه، كافيتا أوبادياي، إنّه بين عامي 2015 ومنتصف 2021، تمّت ملاحظة هطول الأمطار الغزيرة في أوقات قصيرة نسبيًّا، وهو ما لم نعتده هُنا، وهذا يزيد من عدد المباني والطرق المتضرّرة، ممّا قد يساهم في معاناة السكّان أكثر.

أ ب

وتتكوّن منحدرات جوشيمات من حطام الانهيارات الأرضيّة، وهذا يعني أنّ هناك حدًّا يمكن أن يثقل كاهل المدينة. وكانت دراسة أجرتها هيئة إدارة الكوارث، قد حذّرت في دراسة أجرتها، من أنّ البناء عن طريق إزالة الصخور في المدينة، سيؤدي إلى كوارث بيئيّة جسيمة.

وفي مايو من العام الماضي، أصيبت شابّة بالصدمة، بعد سماعها لصوت المياه التي تتدفّق من تحت قدميها. تقول "في ذلك الوقت، أدركت أنّ شيئًا ما سيحدث في بلدتنا… في أيلول/ سبتمبر، لاحظت صدعًا صغيرًا، وما لبث أن اتّسع حتّى أخلينا المنزل".

لقد غيّر البشر النظم البيئيّة بشكل واسع خلال العقود الماضية، وهو ما يعتبره العلماء، أنّه أكبر بكثير من أيّ فترة زمنيّة قد مرّت سابقًا، وذلك بسبب الثقافة السائدة في "النزعات الاستهلاكيّة"، والتي تسببت في تفاقم ظاهرة التغيّر المناخي خلال السنوات الأخيرة. وتقول دراسات كثيرة، إنّ 318 مدينة من مدن التراث العالميّ، هي مدن تقع مباشرة على السواحل، وتتأثّر بشكل مباشر في التغيّرات المناخيّة الجارية، وذلك بحسب أرقام منظّمة اليونسكو، التي تضيف أيضًا، إنّ حوالي 190 مليون طنّ من ثاني أكسيد الكربون، يتمّ امتصاصه بشكل سنويّ من خلال الغابات.

وما زالت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والتساقطات الثلجيّة تتواصل في ولاية كاليفورنيا، والتي تشهد منذ الأسبوع السابق ما يسمّى بـ"القنبلة الإعصاريّة"، والتي أثّرت على مئات آلاف الأسر الأميركيّة من قطع للتيار الكهربائي، وتسبّبت بإغلاقات واسعة للطرق.

وكان الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، قد أعلن حالة الطوارئ بسبب العواصف التي تسبّبت حتّى الآن بمقتل 12 شخصًا. وقال البيت الأبيض في إعلان حالة الطوارئ، إنّ حالة الطوارئ تخوّل الوكالة الاتّحاديّة لإدارة الطوارئ بتنسيق جهود الإغاثة من الكوارث، وحشد جميع موارد الطوارئ الممكنة.

وأصابت الفيضانات مدنًا وقرى صغيرة على سواحل شمال كاليفورنيا، والتي نتجت عن الطقس القاسي والرياح العنيفة التي تشهدها الولايات المتّحدة الأميركيّة في هذه الأوقات.

وبحسب بيانات موقع "باور أوتدج دوت يو إس"، فإنّ انقطاع التيّار الكهربائيّ طال أكثر من 120 ألف منزل وشركة، وذلك بعد أن عطّلت العاصفة الحركة على الطرق وأثارت سيولًا وانهيارات صخريّة واقتلاع أشجار.

وعلى جانب آخر، شهدت أوروبا شتاء غير ذلك الذي اعتادت عليه، إذ بدأت بفرض الإغلاقات على منتجعات التزلّج، وذلك بسبب النقص في الثلوج. ووفق المنظّمة العالميّة للأرصاد الجويّة، فإنّ درجات الحرارة خلال أوّل أيّام 2022، ارتفعت إلى أكثر من 20 درجة مئويّة في الكثير من الدول الأوروبيّة، ومن بين الدول الأوروبيّة التي سجّلت أكثر أيّام شهر يناير الحاليّ سخونة في التاريخ، هي هولندا والدنمارك وبولندا والتشيك وبيلاروسيا ولاتفيا وليتوانيا.



التعليقات