رئيسي يزور تركيا لإجراء محادثات مع إردوغان لتسوية الخلافات

تأتي زيارة رئيسي لأنقرة، فيما بدأت الحرب في غزة تأجيج التوترات وتصعيد القتال في كل أنحاء الشرق الأوسط.

رئيسي يزور تركيا لإجراء محادثات مع إردوغان لتسوية الخلافات

(Getty Images)

توجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى أنقرة، الأربعاء، لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أرجأت مرتين وتهدف إلى تسوية الخلافات السابقة ومحاولة وقف توسع رقعة الحرب الإسرائيلية على غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتأتي زيارة رئيسي لأنقرة، فيما بدأت الحرب في غزة تأجيج التوترات وتصعيد القتال في كل أنحاء الشرق الأوسط.

كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا ضرباتهما الجوية المشتركة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ردا على هجماتهم على سفن شحن في البحر الأحمر.

واغتالت إسرائيل شخصيات مرتبطة بطهران في سورية، ويبدو أنها على وشك شن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله اللبناني.

وتبادلت إيران وباكستان الأسبوع الماضي ضربات ضد أهداف وُصفت بأنها "إرهابية"، وكثفت تركيا هجماتها ضد مجموعات كردية في سورية وإيران.

وأجبرت وتيرة التصعيد السريعة في الشرق الأوسط رئيسي على إرجاء زيارته لأنقرة مرتين.

وأُلغيت محادثات كانت مقررة في أنقرة مطلع كانون الثاني/يناير، بعدما تسبب انفجاران تبناهما تنظيم "داعش" بمقتل 89 شخصا في ضريح اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، والذي اغتيل عام 2020 في غارة أميركية في العراق.

وألغيت رحلة سابقة كانت مقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، بسبب تضارب الجداول الزمنية للدبلوماسيين المشاركين في المشاورات حول الحرب في غزة.

وأوضحت الرئاسة التركية أن رئيسي وإردوغان سيقيمان مؤتمرا صحافيا، بعد إجراء محادثات وترؤس اجتماع لكبار وزرائهما خلال الزيارة التي تستغرق يوما.

وشبّه إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالزعيم النازي أدولف هتلر لمواصلته الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 25 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.

يتحدّث محلّلون عن الغضب الذي يعبّر عنه في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في إيران إزاء استمرار العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.

ويضاف ذلك إلى التوترات القائمة بين القوتين الإقليميتين في سورية، حيث دعمتا معسكرين متعارضين في الحرب الأهلية في البلاد، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول جيب ناغورني قره باغ.

تتشارك إيران وتركيا حدودا تمتد على 535 كيلومترا، كما يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية الوثيقة والخلافات الدبلوماسية.

وتزايد قلق إيران مع تزويد تركيا أذربيجان أسلحة لمساعدتها على هزيمة الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، ومجددا العام الماضي.

كذلك، تتخوف طهران من أن يؤدي صعود جديد لباكو في منطقة القوقاز، إلى تغذية الطموحات الانفصالية للأقلية العرقية الأذربيجانية الكبيرة في إيران.

ويعتقد محللون أن الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط.

وقال أراش عزيزي الأستاذ في جامعة كليمسون "من المحتمل أن يعلن رئيسي وإردوغان بعض الإجراءات الرمزية بشأن فلسطين".

وأضاف "لكنني أعتقد أن الجزء الأكبر من تركيزهما سيكون على طريقة احتواء الصراع والتأكد من عدم توسعه، وهو أمر تريده كل من أنقرة وطهران".

التعليقات