مجزرة الكنائس...

الإرهاب يضرب مصر من جديد، أثناء احتفالات أحد الشعانين، مستهدفًا كنيستين في طنطا والإسكندرية، حيث تواجد البابا الذي نجا من الهجوم

مجزرة الكنائس...

ضرب الإرهاب اليوم الأحد كنيستين في طنطا والإسكندرية بالتزامن مع احتفالات الأقباط في مصر بـ'أحد الشعانين'، ما أدى إلى سقوط 27 قتيلا في تفجير انتحاري في كنيسة مار جرجس في طنطا، وسقوط 17 شخصا في التفجير الانتحاري قرب الكنيسة المرقسية في الإسكندرية.

وقد طرح نجاح الإرهابيين في استهداف الكنائس في يوم العيد تساؤلات حول مستوى الاستعدادات الأمنية التي اتخذتها الحكومة المصرية، إذ تمكن إرهابي تفجير طنطا من اختراق الإجراءات الأمنية، فيما نجح الإرهابي تفجير نفسه في الإسكندرية وسط رجال الأمن، أثناء تواجد بابا الأقباط في مقره بالكنيسة المستهدفة، لكن وسائل إعلام مصرية أكدت عدم إصابته بأذى ونشرت صورًا له بعد أن خلع صدريته الكنسية حدادًا على الضحايا.

من جهته، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الهجومين في بيان نقلته وكالة 'أعماق' المقربة منه، جاء فيه أن 'مفرزة أمنية تابعة له نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية'.

وأوضحت الداخلية المصرية في بيان لها أن هجوم الإسكندرية تم باستخدام حزام ناسف من قبل إرهابي.

وجه محللون وساسة انتقادات للنظام بتركيزه على 'الأمن السياسي' وإهماله لما سموه 'الأمن الاجتماعي والاقتصادي'، الذي يشكل في نظرهم 'أرض خصبة' للتنظيمات الإرهابية. كما وجهوا انتقادات إلى أن النظام يقوم بالاستنفار بعد كل استهداف للكنائس لكن سرعان ما تعود حالة الترهل، داعين إلى إعادة هيكلية وزارة الداخلية، إذ أن الترهل الأمني والقمع السياسي كان من بين ضحاياه أفراد الأمن في مناطق مختلفة في مصر في ما يعرف 'ضحايا الكمائن الثابتة'.

وفي أعقاب التفجيرين غرد مصريون على مواقع التواصل تحت وسم (هاشتاغ) 'الإرهاب يجمعنا' رفضا لمحاولات ضرب وحدة الشعب المصري.

وتأتي العمليات الإرهابية قبل 10 أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان لمصر في 28 و29 نيسان/ أبريل الجاري.

وكان مفجر انتحاري ينتمي لتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) قد أوقع 25 قتيلا في الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة في كانون الأول/ ديسمبر.

التفجير في الإسكندرية

فجر انتحاري نفسه ظهر اليوم في محيط الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، بعد ساعات من تفجير طنطا.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل رئيس مباحث قسم العطارين بانفجار الكنيسة بالإسكندرية، فيما أكدت وزارة الصحة مقتل 11 شخصا وإصابة 25  بينهم قيادات أمنية.

وأفادت وسائل إعلام بمغادرة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية للكنيسة المرقسية، قبل دقائق من تفجير انتحاري في محيطها. في حين قالت الشرطة في ببان لها، لاحقًا، تواجده في الكنيسة أثناء الانفجار. وذكرت قناة محلية أن البابا تواضروس كان يتواجد في الكنيسة منذ الصباح لإقامة القداس، وهو بحال جيدة، مشيرة إلى أن الانفجار وقع بمدخل الكنيسة.

رويترز

وقال سكرتير البابا تواضروس الثاني إن انتحاريا فجر نفسه في محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وأضاف في تصريحات لفضائية مصرية إن البابا تواضروس كان يترأس قداس أحد السعف من الإسكندرية، مؤكدًا أن حالته جيدة ولم يتأثر بشيء.

وقال شهود عيان بمحيط الكنيسة المرقسية إن الانتحاري حاول دخول الكنيسة ومنعه أفراد الأمن ففجر نفسه ما تسبب بمقتل شرطي.

التفجير الانتحاري في طنطا

قتل 25 شخصا قتلوا في الانفجار الذي اليوم في كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية. ونقل التلفزيون المصري عن متحدث باسم وزارة الصحة قوله إن 69 شخصا آخرين أصيبوا. وقال محافظ الغربية اللواء، أحمد ضيف، إن 'الانفجار حدث داخل الكنيسة أثناء الصلاة.'

وجاء التفجير بالتزامن مع قداس للأقباط في 'أحد الشعانين'. و'أحد الشعانين' هو الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح المسيحي.

وقالت إحدى المصليات، وتدعي فيفيان والتي كانت داخل الكنيسة وقت حدوث الانفجار، إن النيران الناجمة عن الانفجار ملأت الكنيسة كما انبعث الدخان وسقطت أجزاء من القاعة وتناثرت أشلاء الضحايا الذين كانوا يجلسون في الصفين الأول والثاني من المقاعد.

وأضافت في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز أنه 'أثناء الصلاة حدث انفجار شديد جدا. النار ملأت المكان والدخان كذلك. حالات الإصابة صعبة جدا. رأيت أحشاء مصابين ورأيت مصابين سيقانهم مقطوعة بالكامل. أشلاء الجالسين ملأت المكان'.

وقال شهود عيان أن التفجير قام به انتحاري يتراوح عمره بين 30 و35 عامًا، وكان يرتدي معطفا بني اللون، وربطة عنق وحذاء أسود، وأنه تقدم من الخلف حتى الصف الأول في الكنيسة، وفور وصوله ضغط على الحزام الناسف مفجراً نفسه.

وقال سكرتير عام محافظة الغربية اللواء طلعت منصور، في تصريحات صحافية إن الانفجار أسفر عن سقوط 25 قتيلا و42 جريحا، ورجح أن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع كون الانفجار وقع داخل الكنيسة.

ونقلت مواقع مصرية عن مصدر أمني قوله إن الانفجار على ما يبدو وقع في الصف الأول للمقاعد داخل الكنيسة. وتظهر صورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الجثة المتناثرة بين مقاعد المصلين داخل الكنيسة.

وقبل ثمانية أيام قتل شرطي وأصيب 12 آخرون في انفجار أمام مركز تدريب لقوات الشرطة في طنطا وأصيب ثلاثة مدنيين أيضا. وأعلنت جماعة إسلامية إرهابية تسمي نفسها 'لواء الثورة' مسؤوليتها عن هذا الهجوم في حساب على تويتر.  وتقول وزارة الداخلية إن لواء الثورة وجماعة مسلحة أخرى تسمي نفسها حركة سواعد مصر (حسم).

رويترز

وكلف النائب العام المصري، المستشار نبيل أحمد صادق، فريق موسع من أعضاء النيابة العامة، بالانتقال ومباشرة إجراءات التحقيق على وجه السرعة في التفجيرات. وقال النائب العام في بيان له إنه أمر بسرعة إجراء المعاينات واتخاذ القرارات القانونية اللازمة حيال حصر أعداد المجني عليهم القتلى وسؤال المصابين، وتكليف أجهزة الأمن المختصة بإجراء التحريات اللازمة للوقوف على كيفية وقوع الحادث الإرهابي، وتكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة بإجراء التحريات بشأن الحادث والتوصل إلى مرتكبيه والمحرضين عليه لتحديد المسؤوليات الجنائية.

من جانبه كلف وزير العدل المصري، المستشار حسام عبدالرحيم، فريقاً من الأطباء الشرعيين برئاسة الدكتور هشام عبد الحميد، كبير الأطباء الشرعيين، بالانتقال إلى مستشفيات طنطا لتوقيع الكشف الطبي الشرعي على المصابين، كذلك كلّف بإعداد تقرير الصفة التشريحية للمتوفين، وبيان وتحديد أسباب الوفاة أو الإصابات.

البابا فرنسيس يدين التفجيرات

أدان البابا فرنسيس، اليوم الأحد، الهجوم الإرهابي في طنطا.  وقال البابا في ختام عظته بمناسبة أحد الشعانين أمام عشرات الألوف في ساحة القديس بطرس: 'أصلي من أجل القتلى والضحايا. أدعو الرب أن يهدي قلوب من بثوا الرعب والعنف والقتل وكذلك قلوب من ينتجون ويهربون الأسلحة'.

وقدم البابا تعازيه الحارة لجميع المصريين ولرئيس الكنيسة القبطية.


 

التعليقات