بينيت يتباهى باستقبال وزراء إسرائيليين بدبي والبحرين.. بفضل NSO

مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي يتهمون بينيت بأنه "عديم المسؤولية وضلل الجمهور" ويقولون إن نظام اعتراض الصواريخ بالليزر لن يطور خلال سنة وإنما ثلاث سنوات، وأنه في خطابه أمس استعرض "مشهدا كاذبا"

بينيت يتباهى باستقبال وزراء إسرائيليين بدبي والبحرين.. بفضل NSO

(أ ب)

تجاهل رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، خلال خطابه في المؤتمر السنوي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أمس الثلاثاء، الفلسطينيين وامتنع عن التطرق إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، باستثناء جملتين قصيرتين جدا، وفق ما أشار المحلل الأمني في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، اليوم الأربعاء.

ووصف بينيت في الجملة الأولى محمد من غزة بأنه سيصاب بـ"الإحباط" عندما تنصب إسرائيل نظام اعتراض القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة وقذائف الهاون بالليزر. وقال في الجملة الثانية إن "الصراع مع جيراننا، الذي كان يحدد في الماضي أي اتصال لنا مع العالم، ما زال موجودا. لكنه يحددنا أقل الآن. لماذا؟ لأن ثمة ما يمكننا منحه".

وأشار بن يشاي إلى أنه "في رؤية بينيت، فإن التهديدات الكامنة في عناق الدب العنيف الذي نشهده مع جيراننا تتقزم مقابل الحقيقة أنه في واشنطن وعدة عواصم أوروبية منشغلون الآن بأزمات ملحة أكثر ودفعت الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى ركن الزاوية. وهو ينتشي أيضا من إمكانية أن لديه ولدى المسؤولين في حكومته، بفضل إنجازات الهايتك الإسرائيلي (مثل برنامج التجسس السيبراني "بيغاسوس")، باستقبالات بحفاوة كالملوك في قصور دبي والبحرين من دون إزعاجهم أكثر مما ينبغي بالموضوع الفلسطيني".

وأضاف بن يشاي أن "بينيت وحكومته يحاولون تعزيز قيادته فتح من أجل منع سيطرة حماس على الشارع والقيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) نتيجة فوضى عنيفة عندما يتنحى أبو مازن. وهم يحاولون أيضا، بواسطة منافع اقتصادية وبمساعدة المصريين والقطريين، تهدئة الشارع الغزي وشراء الهدوء في يهودا والسامرة. وهذه كلها وسائل تكتيكية تؤخر الانفجار الذي يعلم الجميع، خاصة في الشاباك والجيش الإسرائيلية، أنه قادم لا محالة في نهاية المطاف".

وتابع أن "بينيت يوافق على الحقيقة أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ما زال موجودا، من دون حل أو اتفاق أو على الاقل تسوية معقولة تحيّد إمكانية اشتعاله والتهديد الوجودي الكامن فيه على دولة إسرائيل ومواطنيها. وذلك في الوقت الذي تظهر فيه الاستطلاعات أن معظم الجمهور في البلاد يدرك ضرورة الانفصال عن الفلسطينيين في الضفة، حتى لو أن هذا الأمر لن يجلب سلاما ومقرون بمخاطرة أمنية".

مسؤولون أمنيون: بينيت ضلل الجمهور بشأن نظام الاعتراض بالليزر

وعلى صعيد آخر، نفى مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي أقوال رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، بشأن بدء استخدام نظام اعتراض الصواريخ بالاعتماد على الليزر خلال سنة، واتهموا بينيت "بتضليل الجمهور.

وشكك مسؤولون أمنيون إسرائيليون بإمكانية تطوير نظام الاعتراض بالليزر خلال الفترة الزمنية التي ذكرها بينيت، وإنما خلال ثلاث سنوات على الأقل، وبعد وقت طويل من انتهاء ولاية بينيت كرئيس للحكومة. وأضافوا أن بينيت ألقى خطابه من دون التشاور معهم، وأن أقواله يمكن أن تلحق ضررا بإجراءات تطوير هذا النظام وأن تعرض أمام شركاء إسرائيل في عملية التطوير مشهدا كاذبا، وأن طريقة استعراضه الأمور كان "عديم المسؤولية وتضليلا للجمهور"، حسبما نقل عنهم موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الأربعاء.

وقال بينيت في خطاب ألقاه في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أمس، إن المبالغ الطائلة المطلوبة من أجل تطوير نظام الاعتراض بالليزر ستتوفر نتيجة النمو الاقتصادي المتسارع في إسرائيل، وأن الأموال التي ستتجمع ستستخدم في تعاظم القوة العسكرية؛ وهذا التعاظم سيسمح بتنفيذ عمليات كثيرة وهامة ضد إيران وستوقف المواجهات العسكرية في المنطقة؛ والهدوء الأمني الذي سيحدث سيسمح باستمرار نمو الاقتصاد.

وكرر بينيت في خطابه أن قرر استثمار موارد كبيرة للغاية من أجل إضعاف إيران بدلا من المواجهة المتواصلة مع أذرعها في المنطقة، حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، وأن جهاز الأمن سيركز الآن على ملاحقة "رأس الأخطبوط الإيراني"، بدلا من تآكل قوة إسرائيل في "مشاجرات" في بنت جبيل في لبنان أو الشجاعية في غزة.

وتطرق بينيت في خطابه إلى العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. وقال إنه "توجد لدى واشنطن مصالح خاصة بها، وينبغي الاعتراف بصراحة أنها لا تتطابق مع مصالحنا دائما"، وأن اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة آخذة بالتراجع، "وعيونها مركزة الآن على حدود روسيا – أوكرانيا وهي موجودة في صراع إستراتيجي مقابل الصين".

وأضاف بينيت أنه "ينبغي العمل داخل الظروف الموجودة، وليس في عالم الأمنيات"، واعتبر أن "مكان الولايات المتحدة في المنطقة يمكن أن تملأه، لا قدر الله، قوى إرهاب وكراهية، ويمكن أن تملأه إسرائيل".

التعليقات