دراسة: الإغلاقات ليست ناجعة وتبعاتها الصحية خطيرة وطويلة الأمد

الدراسة تشير إلى تأثر عدة عوامل بشكل مباشر من الإغلاق، مثل البطالة،، السُمنة وإغلاق مؤسسات التعليم، ويؤدي ذلك إلى فقدان سنوات من الحياة أكثر من نجاعة الإغلاقات في إنقاذ سنوات الحياة. وينبغي تغيير الخطاب إلى "العيش مع كورونا"

دراسة: الإغلاقات ليست ناجعة وتبعاتها الصحية خطيرة وطويلة الأمد

تعطيل جهاز التعليم خلال الإغلاق (أ.ب.)

أظهرت معطيات جديدة نُشرت اليوم، الخميس، إخفاقات سياسة الإغلاقات التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية، وتلحق اضرارا بالصحة العامة والتعليم والاقتصاد. وقالت منظمة Our World in Data إن إسرائيل واحدة بين ثلاث دول فرضت إغلاقات صارمة، لفترة متراكمة من 4.5 أشهر. كذلك أكدت دراسة جديدة، أجراها خبراء من جامعة MIT الأميركية ومن إسرائيل، أن للإغلاقات تبعات صحية خطيرة وطويلة الأمد، ولا يتم التعبير عنها بشكل كاف من خلال الخطاب العام والصحي في إسرائيل.

وأجريت الدراسة بطلب من وزيرة السياحة الإسرائيلية، أوريت فركاش – هكوهين، وفقا للقناة 12 التلفزيونية. واستعرض الدراسة مجلس الطوارئ العام لأزمة كورونا، الذي حلل الأضرار الصحية المرافقة للإغلاقات، وتتمثل بفقدان سنوات من الحياة للجمهور نتيجة أزمة كورونا وقرارات الحكومة بفرض إغلاقات.

وأشار فريق الخبراء، برئاسة بوفيسور ريتسيف ليفي، إلى تأثر عدة عوامل بشكل مباشر من الإغلاق، مثل البطالة،، السُمنة وإغلاق مؤسسات التعليم، ويؤدي ذلك إلى فقدان سنوات من الحياة أكثر من نجاعة الإغلاقات في إنقاذ سنوات الحياة.

وعلى سبييل المثال، فإن إغلاق مؤسسات التعليم يسبب فقدان سنوات تعليم، عادات الدراسة وضررا بالكفاءات الاجتماعية. والضرر الصحي الناجم عن ذلك هو 37,500 سنة حياة أسبوعيا. وفي المقابل، فإن النموذج الذي وضعه بروفيسور عيران سيغل، الذي استندت الدراسة إليه، يقدر أن الإغلاق لأسبوع ينقذ ما بين 130 إلى 800 سنة حياة فقط.

وأحد أسباب الوفاة المتأثرة منن الإغلاقات مباشرة هي السمنة، الناجمة بالأساس من إغلاق معاهد اللياقة البدنية والدورات والقلق والتوتر. واستند فريق الخبراء إلى دراسة أجريت في الجامعة العبرية في القدس، التي أشارت إلى زيادة وزن نصف السكان في إسرائيل، وقدروا أن الضرر الصحي الناجم عن ذلك هو 25 الف سنة حياة أسبوعيا.

حاجز للشرطة الإسرائيلية لتطبيق الإغلاق (أ.ب.)

وشددت الدراسة على الضرر الناجم من تأخير علاجات صحية عادية وعاجلة، مثل أمراض القلب والسكري. واقتبسوا بحثا يفيد بأنه خلال الإغلاق الأول طرأ ارتفاع بنسبة 100% بوصول أولاد في حالة تشكل خطرا على حياتهم إلى مراكز علاج السكري.

وأشارت الدراسة إلى أن طفرات كورونا "متوقعة بيولوجيا، مثل أي فيروس آخر". وأضافت أنه ليس معروفا حتى الآن عن طفرة مقاومة للقاح المضاد لكورونا أو تسبب انتشارا أوسع للفيروس. وشددت الدراسة على أنه لا يوجد لإغلاق مطار بنن غوريون أي تأثير حقيقي على انتشار الطفرة.

وأوصى فريق الخبراء أمام الحكومة بإعادة عمل جهاز التعليم بشكل كامل؛ المصادقة على أنشطة رياضية وفتح المحميات الطبيعية والمتنزهات؛ فتح التجارة وإخضاعها لقيود الشارة البنفسجية (كمامات وإبعاد اجتماعي وما إلى ذلك). وكانت التوصية المركزية "تغيير اللغة" تجاه الجمهور والانتقال إلى توجه "العيش مع كورونا"، وذلك من أجل خفض مستوى الهلع الاقتصادي والصحي.

وشدد بروفيسور ليفي على أنه "عندما ندير أزمة، لا يمكن النظر إلى بُعد صحي ذي بُعد واحد من أموات ومرضى. ويجب أن تكون نظرتنا متعددة الأبعاد، ولما أن إدارة الأزمة بواسطة إغلاقات تسبب وفيات، الآن وفي المستقبل أيضا، من خلال ضرر ملموس بمتوسط الأعمار لأشخاص أصغر سنا".

وأضاف أنه "عندما نقول إن كورونا يصيب الأولاد، ثمة أهمية للتشديد على أن غالبيتهم يعبرون ذلك بسهولة، لكن في الوقت نفسه نتجاهل الضرر المباشر والخطير الذي يسببه الإغلاق لعدد أكبر من الأولاد. والحديث ليس عن إغلاق جهاز التعليم فقط،، فهناك طبقات من الأضرار التي لا أحد يتعامل معها".

وأوضح ليفي أن "المشكلة الأساسية هي الموت الخفي لأنه لا يجري الحديث عنه، وذلك لأنه لا يحدث الآن وإنما على مدار عدة سنوات. وإذا كان يعتقد أحد أنه بإمكاننا تغيير ذلك بعد عدة سنوات فإنه مخطئ. وحتى لو ازداد وزنك وبعد ذلك خفّضته، فإن متوسط الأعمار يقصر. وهذا ينطبق على كافة العوامل التي فحصناها".

وخلص ليفي إلى أن الرسالة التي يجب أن تصل إلى صناع القرار هي أن "الإغلاق ليس مفيدا للإنقاذ من الموت مقابل الضرر الذي يلحقه. الإغلاقات قاتلة، الآن ولاحقا".

في هذه الأثناء، وعلى خلفية اجتماع تعقده الحكومة الإسرائيلية، اليوم، لبحث تمديد الإغلاق بأسبوع، تسود بين أعضاء طاقم الخبراء المرافق للجنة الوزارية لمكافحة كورونا (كابينيت كورونا) خيبة أمل ومشاعر اليأس من نسب انتشار الفيروس الحالية

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني عن طاقم الخبراء أنه "واضح أنه ليس بالإمكان التواجد في إغلاق إلى الأبد. ونرى أن فاعليته هامشية حتى الآن ونجاعته محل شك. وندرك أننا نواجه حدثا مستمرا أكثر، وذلك بسبب الطفرة البريطانية على ما يبدو".

وأضافوا أنه "يوجد خياران أمامنا: إما إغلاق وفتح طوال العام 2021، وواضح أن الجمهور لا يمكنه الصمود في وضع كهذا، أو فتح الإغلاق في موازاة تطعيم السكان، من خلال الإدراك أنه سيكون لذلك أثمانا. وقد وصلنا إلى الخط الأحمر من الأضرار التي يسببها الإغلاق الطويل والمتواصل".

التعليقات