أولمرت عمل لصالح شركة سايبر هجومي أدخِلت للقائمة السوداء الأميركية

أولمرت يؤكد أنه عمل لصالح شركة "إنتليكسا"، التي أسسها ضابط مسرح من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وطورت برمجيات تجسس تم بيعها لأنظمة قمعية في العالم، وقال إنه توقف عن العمل فيها

أولمرت عمل لصالح شركة سايبر هجومي أدخِلت للقائمة السوداء الأميركية

أولمرت لدى خروجه من السجن، عام 2017 (Getty Images)

عمل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، لصالح شركة السايبر الهجومي "إنتليكسا"، التي أسسها الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، طال ديليان، ولا تخضع لرقابة وزارة الأمن الإسرائيلية في بيع برامجها التجسسية لدول وجهات في أنحاء العالم.

وصادق أولمرت على ذلك في مقابلة أجراها معه موقع التحقيقات الاستقصائية الإسرائيلي "شومْريم"، ونشرها اليوم الخميس، وقال إنه أنهى عمله في هذه الشركة قبل عدة أشهر، وكان من المقرر أن يمثل الشركة في لقاء مقرر مع جهاز أمن ألماني.

ويذكر أن أولمرت تولى منصب رئيس الحكومة في العام 2006 حتى العام 2009، بعد أن اضطر إلى الاستقالة في أعقاب اتهامه بمخالفات فساد وتلقي رشى وأدين بها لاحقا وسُجن.

وكشفت تقارير استقصائية في السنوات الأخيرة عن برنامج طورته "إنتليكسا" باسم "بريداتور" (المفترس)، القادر على اختراق أجهزة الهواتف الذكية والتجسس على حامليها، وبيعه إلى أنظمة قمعية في العالم ليستخدم ضد ناشطي حقوق إنسان وصحافيين ومعارضين سياسيين. وأدى هذا الكشف إلى إدخال "إنتليكسا" إلى القائمة السوداء الأميركية.

وجرى اكتشاف عمل أولمرت في "إنتليكسا" في إطار مشروع التحقيقات الدولي "ملف بريداتور". واستند المشروع إلى وثائق وإفادات جمعتها مجلتا "مديبارت" الفرنسية و"دير شبيغل" الألمانية، وشاركت 15 وسيلة إعلامية في تحليلها، بينها موقع "شومريم"، وبمساعدة منظمة العفو الدولية "أمنستي".

أولمرت خلال محاكمته (Getty Images)

وتشير التحقيقات بأن "إنتليكسا" باعت برمجيات التجسس التي طورتها، "بريداتور وغيره، إلى دول لاحقت أنظمتها معارضين سياسيين وصحافيين وناشطين حقوقيين، بينها مصر، فيتنام، مدغشقر. كما اقترحت الشركة بيع برمجيتها إلى ليبيا، ماليزيا، الكاميرون وسييرا ليون. وهناك أدلة تشير إلى بيع "بريداتور" إلى السعودية، وربما تم اقتراح بيعها على العراق وإندونيسيا.

وشملت الوثائق التي تم الكشف عنها في تحقيقات "ملف بريداتور" مراسلات بين منسق الاستخبارات الألمانية السابق، براند شميدباوار، وبين "المكتب الفدرالي الألماني لأمن المعلومات" (BSI) المسؤول عن الحماية السيبرانية الألمانية لتعيين موعد للقاء مع مندوبي "إنتليكسا" لبيع منتجاتها لألمانيا.

ويتبين من المراسلات أن المكتب يتردد من عقد لقاء ويقترح لقاء بمستوى متدن. وكتب شميدباوار للمكتب، في 27 كانون الثاني/يناير من العام الماضي، أنه "لا أفهم كيف سيعمل هذا الأمر، ومن سيمثلكم في اللقاء. وخططنا أن نضم إلى اللقاء خبير ذي اسم بمستوى عالمي، رئيس حكومة إسرائيلي سابق، ونائب رئيس إنتليكسا، المسؤول عن الإستراتيجية في أوروبا".

ورغم الضغوط التي مارسها شميدباوار، إلا أن اللقاء مع BSI لم تخرج إلى حيز التنفيذ، بعد تراجع BSI عن أي لقاء وفسرت ذلك أنها ليست بحاجة إلى برمجيات "إنتليكسا" للدفاع السيبراني.

في الوثيقة التي وصلت إلى "شومريم"، تم طمس اسم أولمرت بخط أسود. إلا أن أولمرت صادق من خلال محادثة هاتفية مع صحافي "شومريم" أنه عمل في الماضي لصالح "إنتليكسا". وأضاف أولمرت حول اللقاء في ألمانيا أنه "لم أكن هناك"، ورفض التوسع في الحديث.

إلا أنه في شهر نيسان/أبريل 2022، أفاد تقرير بأن شميدباوار وأولمرت شوهدا سوية مع عدد من أعضاء البرلمان الألماني في مطعم إيطالي في برلين. وبعث صحافي "شومريم" أسئلة إلى أولمرت الذي امتنع عن الإجابة عليها. ثم أرسل أولمرت للصحافي رسالة عبر واتسآب قال فيها إنه يقضي إجازة عائلية خارج البلاد وأنه علاقته مع "إنتليكسا" التي لها استشارات قد توقفت منذ عدة أشهر.

وأولمرت ليس المسؤول الإسرائيلي السابق الأول الذي عمل في "إنتليكسا". فقد أفاد تقرير استقصائي نُشر في اليونان ومقدونيا بأن المسؤول السابق عن الأمن في وزارة الأمن الإسرائيلية، نير بن موشيه، عمل في شركة السايبر الهجومي أيضا.

التعليقات