تقرير: احتمالات انضمام الحوثيين للحرب ومعضلات إسرائيل

"رد إسرائيلي كبير على إطلاق الحوثيين صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إيلات، من شأنه أن يدفع الحوثيين إلى العمل ضد دول الخليج، وبذلك التسبب بإعادة اشتعال حرب اليمن والسعودية، وحتى اشتعال إقليمي أوسع"

تقرير: احتمالات انضمام الحوثيين للحرب ومعضلات إسرائيل

مظاهرة الحوثيون في صنعاء تضامنا مع غزة، أول من أمس (Getty Images)

قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون في أعقاب إطلاق الحوثيين في اليمن عدة صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، واعترضتها دفاعات جوية أميركية وإسرائيلية، إن إسرائيل قد ترد على ذلك باستهداف الحوثيين. لكن تقرير نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الأحد، أشار إلى أنه بالإمكان، حاليا، احتواء هذه الهجمات في حال عدم تصاعدها.

واعتبر التقرير أن إيران تحث الميليشيات الموالية لها بإظهار وجود جبهة موحدة متضامنة مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية شرسة. وادعى التقرير أن أحد أهداف إيران هو توسيع المشاركين في الصراع ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

وحسب التقرير، فإن إيران تسعى إلى نشوء وضع تتعاون فيه المنظمات المسلحة المدعومة من إيران مع بعضها، وأن توحدها في كفاحها ضد إسرائيل بات يثمر، وهذا يشمل حزب الله في لبنان، والميليشيات في العراق التي تستهدف القوات الأميركية هناك وفي سورية، وانضم الحوثيون بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل.

وأشار التقرير إلى أن التخوف من دخول الحوثيون إلى الحرب قد ينعكس على دول أخرى المنطقة، وعلى السعودية بشكل خاص. وبحسبه، فإنه خلال هجوم الحوثيين على منطقة جيزان غربي السعودية قُتل أربعة جنود سعوديين، "ربما انتقاما من اعتراض صواريخ الحوثيين التي أطلِقت نحو إسرائيل" في أجواء السعودية. ويتهم الحوثيون السعودية والإمارات بالتعاون مع إسرائيل في حربها على غزة.

رغم ذلك، اعتبر التقرير أن عدة عوامل قد تجعل الحوثيين يقلصون استهدافهم لإسرائيل. العامل الأول يتعلق بالمسافة بين اليمن وإسرائيل وتصل إلى حوالي 2000 كيلومتر حتى إيلات في أقصى جنوب إسرائيل.

والعامل الثاني مرتبط بإرادة الحوثيين "بالتسبب باشتعال حرب إقليمية كبيرة، وإن كان ذلك كي لا يشكلون خطرا على الإنجازات التي حققوها في أعقاب تفاهمات بينهم وبين السعودية، وتم خلالها الموافقة على معظم مطالبهم المالية، إلى جانب وقف إطلاق النار الذي يسمح لهم بالتركيز على بناء قوتهم العسكرية".

وحسب التقرير، فإن تأثير إيران على الحوثيين، رغم إمدادهم بالسلاح وتدريبهم عسكريا، أقل نسبيا من تأثير إيران على حزب الله، على سبيل المثال.

ولفت التقرير إلى أن العوامل التي تمارس على الحوثيين من أجل لجمهم من دخول الحرب، تمارس على إسرائيل أيضا، وبضمنها البُعد الجغرافي وتعقيدات الحلبة اليمنية، "التي تضع مصاعب أمام إسرائيل لتطوير ردود لاستهداف الحوثيين كرد فعل أو ردعهم من مواصلة هجماتهم. وواجها السعودية والإمارات صعوبة طوال الحرب التي استمرت سبع سنوات من مواجهة هجمات الحوثيين ضدهما، رغم قربهما الجغرافي من اليمن".

وتابع التقرير أن هجوما إسرائيليا ضد الحوثيين يستوجب "مشاورات وكذلك تنسيق مسبق ليس مع الولايات المتحدة فقط، وإنما مع حلفاء إقليميين آخرين، في مقدمتهم السعودية والإمارات، وليسوا معنيين باتساع الحرب وانتقالها إلى أراضيهم".

وبحسب التقرير، فإن "للسعوديين مصلحة أساسية باستهداف حماس ومنع إنجاز يحققه ’محور المقاومة’، لكنها تفضل بشكل واضح أن تبقى خارج المواجهة التي في مركزها الحرب بين إسرائيل وحماس لأن الحرب قد تنتقل إلى أراضيها أيضا. وعموما، الخطورة المتزايدة بنشوب حرب إقليمية تزيد مستوى المخاوف في الخليج، ومن شأنها أن تدفع دول الخليج إلى تفضيل إنهاء الحرب على الفائدة التي يجنونها من استهداف محتمل لحماس".

وتابع التقرير أن "إيران والحوثيين يدركون ذلك ويحاولون توضيح المعضلة أمام السعوديين: إلى أي مدى هم مستعدون ’لاختيار جانب’ والانضمام للأميركيين أي إلى إسرائيل، وتشكيل خطر على ثمار مصالحتهم مع إيران".

ومن شأن اتساع الحرب ضد إسرائيل، حسب التقرير، أن يخدم إيران ويعزز مكانتها الإقليمية. "ولذلك، توجد مصلحة إسرائيلية واضحة بمواصلة التركيز على حلبة الحرب ضد حماس، وكلما يكون الضرر اللاحق بحماس أعمق وأوضح وإذا لم تتسع الحرب، تتضح حدود قوة ’جبهة المقاومة’ التي بنتها إيران".

وتوقع التقرير أنه "كلما يزداد تخوف إيران على ضعف حماس، سيزداد الضغط من جانبها ومن جانب حماس وحزب الله على الحوثيين كي يصعدوا هجماتهم. وفي هذه الحالة ستواجه إسرائيل صعوبة في احتوائهم وقد تضطر إلى شن هجمات ضد الحوثيين. ورد إسرائيلي كبير من شأنه أن يدفع الحوثيين إلى العمل ضد دول الخليج، وبذلك التسبب بإعادة اشتعال حرب اليمن والسعودية، وحتى اشتعال إقليمي أوسع".

التعليقات