اسرائيل تفضل "بقاء الاسد في الحكم ولكن ضعيفا"...

-

اسرائيل تفضل
قالت مصادر في الأمم المتحدة انه لن يتم فرض عقوبات على سورية في هذا المرحلة على خلفية تقرير اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري فيما ترى اسرائيل انه يتوجب بقاء الرئيس الاسد في الحكم ولكن ضعيفا.

ونقلت صحيفة هآرتس اليوم الثلاثاء عن مصادر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قولها ان مجلس الامن الدولي، الذي سيجتمع اليوم، سيبحث موضوعا مركزيا يتعلق بتمديد عمل لجنة التحقيق الدولية.

من جهة أخرى كتب المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شمعون شيفر مقالا، اليوم، قال فيه ان "اسرائيل لن تشجع متخذي القرارات في الولايات المتحدة وأوروبا على العمل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد".

وأضاف ان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أجرى عدة مداولات في هذه القضية بمشاركة وزير الأمن شاؤل موفاز ووزير الخارجية سيلفان شالوم وقادة أجهزة الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند.

كذلك نقل الوزير تساحي هنغبي الذي ترأس الوفد الاسرائيلي للحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الى الادارة الامريكية هذا الموقف الاسرائيلي من الرئيس السوري.

وقال شيفر ان "اسرائيل تعتقد بان الإطاحة ببشار الاسد قد يزعزع المنطقة وصعود جهات اسلامية متطرفة الى سدة الحكم في سورية ما سيؤدي الى تصعيد على الحدود الاسرائيلية السورية التي يسودها الهدوء منذ اتفاق فصل القوات الذي اعقب حرب العام 1973".

من جهة أخرى أشارت جهات أمنية اسرائيلية الى انه "حتى لو بقي الاسد في الحكم خاضعا لضغوط دولية قوية فان الحدود مع لبنان قد تشتعل".

ونقل شيفر عن مصدر أمني اسرائيلي قوله ان "السوريين سيحاولون تصعيد الجبهة الشمالية لصرف انظار المجتمع الدولي عنهم".

ويذكر ان الجيش الاسرائيلي رفع مؤخرا مستوى الاستنفار في صفوف قواته عند الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان.

وقال شيفر نقلا عن أحد المشاركين في المداولات التي اجراها شارون "علينا الاهتمام بان يبقى الأسد خاضعا لضغوط متواصلة لكن يحظر علينا في جميع الأحوال ان نؤيد هؤلاء الموجودين في واشنطن ويطالبون بالإطاحة بالاسد".

وأضاف الكاتب ان اسرائيل ساعدت رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ديتليف ميليس "وزودته بمواد تجرم وتربط اجهزة الاستخبارات السورية في لبنان مع مقتل رئيس الوزراء الحريري".

وتابع شيفر ان شارون اصدر تعليمات لقادة اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تقضي "بالامتناع عن اجراء اتصالات مع وسطاء يقترحون مرة واحدة في الاسبوع على الاقل فتح قناة محادثات مع الاسد".

وذكر شيفر نقلا عن مصدر قريب من شارون ان هؤلاء الوسطاء عرضوا مؤخرا اجراء محادثات سرية مع الاسد حول اعادة رفات الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين المدفون في سورية "لكن فحصا اجراه اشخاص مقبولون على شارون اظهر ان موقف الاسد هو انه يمكن اعادة رفات كوهين فقط بعد توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل وسورية".

وتناولت الصحف الاسرائيلية عملية اغتيال النائب اللبناني جبران تويني امس في بيروت موجهة اصبه الاتهام نحو سورية.

وكتبت مراسلة يديعوت احرونوت للشؤون العربية سمدار بيري اليوم انها التقت عدة مرات مع تويني في القاهرة وباريس.

وافتتحت مقالها باقتباس من اقوال تويني لها قبل أربعة شهور في باريس حيث قال "طالما انا على قيد الحياة فانك لن تكتبي اننا التقينا وتحدثنا.

"ويحظر عليك ان تمنحي اعداءنا المشتركين سلاحا.

"أليس خسارة ان يقتلوني؟".

ومضت بري "لقد التقينا لاول مرة في مصر في نهاية صيف ملتهب".

واضافت ان "تويني ناشر صحيفة النهار الواسعة الانتشار هرب من لبنان بعد نشر مقالات مؤيدة للعماد ميشيل عون.

"وقد وافق (تويني) على الحديث (مع بيري) في بيت صديق في القاهرة فقط بعد ان وعدته بعدم نشر اي شيء".

وتابعت بيري ان تويني "ابدى معرفة عميقة في السياسة الاسرائيلية وكان تأييده للمواقف الاسرائيلية بخصوص حزب الله وسورية وضعف النظام اللبناني غير قابل للمساومة".

واستطردت بيري "تحدثت معه مرة اخرى خلال زيارة الى القاهرة، وقد تحدث (تويني) هذه المرة عن /المرشدين الايرانيين/ في لبنان وعن طريق عمليات تهريب الاسلحة من دمشق الى البقاع وعن البضائع المهربة من لبنان الى السوق السوداء في سورية بواسطة ضباط الجيش".

وقالت بيري ان اللقاء الاخير بينها وبين تويني كان في باريس حيث القى خطابا في حفل تأبين الصحفي سمير قصير.

واضافت انه "عندما نزل عن المنصة همس قائلا عندما يصلني السوريون لا تعلنوا عني /شهيدا/ بل انعوني كصحفي سقط في ساحة الكلمة المكتوبة وناضل حتى موته من اجل استقلال لبنان".

ونقلت بيري عن محرر كبير في النهار قوله لها امس بعد اغتيال تويني ان "جبران تلقى تهديدات على حياته واعتقد انهم لن يجرؤوا على قتله لانه العدو المعلن لقصر الرئاسة السورية.

"لكن الاستخبارات السورية لا تأبه بان كل العالم يوجه اصبعه نحوها".


التعليقات