باقة الغربية: مظاهرة قطرية مطالبة بحرية الأسير المريض وليد دقة

رفع المشاركون في المظاهرة لافتات حملت صور الأسير وليد دقة وأخرى مطالبة بحريته، إذ كتب على بعض منها "حرية وليد مطلبنا"، "وليد بحاجة للعائلة والعلاج"، "وليد أنهى الحكم الجائر".

باقة الغربية: مظاهرة قطرية مطالبة بحرية الأسير المريض وليد دقة

جانب من المظاهرة إسنادا لحرية الأسير دقة (عرب 48)

نظمت في مدينة باقة الغربية مساء السبت مظاهرة قطرية مطالبة بحرية الأسير وليد دقة الذي يعاني من مرض السرطان ولا يزال يقبع في السجون الإسرائيلية رغم انتهاء فترة محكوميته الأساسية التي امتدت إلى 37 عاما.

وانطلقت المظاهرة من أمام مقهى "الزيتونة" في باقة الغربية، مرورا بشوارع باقة ووصولا إلى منزل عائلة الأسير دقة.

ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات حملت صور الأسير وليد دقة وأخرى مطالبة بحريته، إذ كتب على بعض منها "حرية وليد مطلبنا"، "وليد بحاجة للعائلة والعلاج"، "وليد أنهى الحكم الجائر".

وجاءت هذه المظاهرة التي دعت إليها لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، وذلك ضمن سلسلة من النشاطات والفعاليات التي نظمت في الفترة الأخيرة إسنادا لحرية الأسير دقة.

رائد دقة (عرب 48)

واستهل رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة، الحديث في المهرجان المركزي بالقول إن "قضية وليد دقة إنسانية بامتياز، لذلك يجب علينا مواصلة النضال حتى يتحرر وليد وكافة الأسرى ويتسنى له العلاج كما يجب".

وذكر رئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، أن "ما يحصل مع وليد هو نتيجة سياسة هؤلاء الذين يتمتعون بقتل وتعذيب الفلسطينيين في كل مكان، وهذا ما يحصل مع الأسرى الإداريين وكل الأسرى، وخارج السجون أيضا يتمتعون بشلال الدم الذي يجتاح المجتمع العربي".

وقالت زوجة الأسير دقة، سناء سلامة، لـ"عرب 48"، إن "هذه المظاهرة والمسيرة جاءت ضمن الفعاليات التي تنظم كل أسبوع، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح وليد، وهذه المسيرة رقم 11 ولكنها تختلف عن الدعوات الثابتة لأنها نظمت من لجنة المتابعة التي تمثل الجماهير العربية في مناطق الـ48، لذلك رأينا نشطاء من كل الأحزاب السياسية".

وتطرقت إلى حالة الأسير بالقول "كنا بزيارة لوليد يوم الخميس الماضي، حالته الصحية مستقرة ولكن هذا لا يقول أن حالته سهلة لأنه يعاني من وضع مركب ومعقد، وهو بحاجة إلى متابعة حثيثة بالإضافة إلى ضرورة تواجده في مستشفى حتى يستوفي علاج حالة صحية معقدة كهذه".

زوجة الأسير دقة وابنتهما (عرب 48)

وعن الجانب القضائي، أشارت إلى أننا "لا نزال ننتظر قرار المحكمة المركزية في اللد، وعلى ما يبدو أنهم يحاولون تفصيل شيء قانوني. وليد بحاجة ماسة للعلاج والجلسة كانت الشهر الماضي ومنذ قرابة شهر ونحن ننتظر القرار".

وذكر رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي والنائب السابق، سامي أبو شحادة، لـ"عرب 48"، أن "المسيرة والمظاهرة الاحتجاجية هذه جاءت ضمن النضال لتحرير الأسير وليد دقة، سيما وأنه أنهى محكوميته منذ أكثر من عام وهو يحاكم اليوم ضمن عقلية إجرامية انتقامية، وهذا حكم جائر وانتقام من وليد".

سامي أبو شحادة (عرب 48)

وأضاف أن "وليد يعاني من حالة صحية معقدة، ومصاب بمرض سرطان نادر ومعقد، لذلك نحن نطالب بإطلاق سراحه لأن حالته إنسانية من الدرجة الأولى حتى نتمكن من إنقاذ حياته، وما تقوم به السلطات الإسرائيلية هو إعدام لوليد، إذ أن عيادة سجن الرملة الذي يتعالج فيها ليست لديها الإمكانيات لعلاجه".

وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، في حديث لـ"عرب 48"، أن "مطلبنا واضح وهو إطلاق سراح الأسير وليد دقة حتى يتلقى العلاج بشكل صحيح لأنه يواجه خطرا حقيقيا على حياته".

وأشار إلى أن "وليد أنهى محكوميته الأساسية قبل شهور، لكن السلطات الإسرائيلية والسجون مددت محكوميته لسنتين إضافيتين وذلك بسبب ما يسمى بمخالفات إدارية وهذا غير معقول وغير منطقي، من خلال الإصرار على إبقائه داخل السجون".

محمد بركة (عرب 48)

وفي آخر المستجدات في قضية الأسير دقة، رفضت لجنة الإفراجات الإسرائيلية الخاصة، مؤخرا، عدم الإفراج عنه في حين أكدت عائلته وحملة الإفراج عنه في حينه أنها ستستأنف على قرار عدم الإفراج المبكر للمحكمة المركزية.

والأسير وليد دقة (60 عاما) من مدينة باقة الغربية في منطقة المثلث، معتقل منذ 38 عاما، ويعاني من إصابته بنوع نادر من أمراض السرطان يسمى التليف النقوي ويصيب النخاع العظمي. حيث يتواجد في ما يسمى "مستشفى سجن الرملة".

وكان الأسير دقة، قد أُدخل المستشفى في 23 آذار/ مارس 2023، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل حادّ، بعد تشخصيه بمرض التليف النقوي (Myelofibrosis)، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2022، والذي تطور عن سرطان الدم الذي تم تشخيصه قبل قرابة عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.

وأتاحت سلطة السجون الإسرائيلية، يوم 27 نيسان/ أبريل الماضي، زيارة الأسير وليد دقة من قِبل زوجته سناء، وابنته ميلاد في مستشفى "برزيلاي" في عسقلان، حيث خضع لعملية استئصال جزء من رئته اليمنى في 12 نيسان/ أبريل الماضي؛ وذلك بعد مماطلة دامت أكثر من أسبوعين.

ويعد الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في السجون الإسرائيلية، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.

التعليقات