12/12/2023 - 17:54

نتنياهو يقر بـ"خلافات" مع إدارة بايدن حول "اليوم التالي لحماس": "لن نكرر خطأ أوسلو"

بينما يستعد للاجتماع مع مسؤول أميركي، نتنياهو يقر بوجود خلافات مع واشنطن حول تصور مستقبل غزة في ما يصفه بـ"اليوم التالي" للحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع ويشدد على أن حكومته لن تسمح بتحويل غزة إلى "حمستان وفتحستان"، وفق تعبيره.

نتنياهو يقر بـ

سوليفان يجتمع مع نتنياهو (Getty Images)

أقر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بوجود خلافات بين حكومته وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول ما وصفه بـ"اليوم التالي لـ(حركة) حماس" في قطاع غزة المحاصر، في إشارة إلى الجهة التي قد يوكل إليها إدارة قطاع غزة بعد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وجدد نتنياهو تأكيده على أن تل أبيب تحت قيادته لن "تكرر خطأ أوسلو" على حد تعبيره، وستعمل على منع إدارة قطاع غزة بواسطة جهة فلسطينية، معتبرا أن قطاع غزة لن يتحول إلى "حماستان ولا فتحستان، بعد التضحيات الهائلة التي قدمها مواطنونا ومقاتلونا"، وفق تعبيره.

وشدد نتنياهو على أن حكومته لن تسمح "بجلب أولئك الذين يقومون بتعليم الإرهاب، ودعم الإرهاب، وتمويل الإرهاب إلى غزة"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية، وقال: "نعم، هناك خلافات مع واشنطن حول ‘اليوم التالي لحماس‘، وآمل أن نتوصل إلى تفاهم كذلك حول هذه المسألة".

جاء ذلك في خطاب مصور صدر عن مكتب نتنياهو، عبّر من خلاله عن "تقديره للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل لتدمير حماس وإعادة الرهائن" الإسرائيليين في قطاع غزة، وأضاف "بعد المحادثات المكثفة مع الرئيس بايدن والمسؤولين في إدارته، حصلنا على الدعم الكامل للدخول البري والحد من الضغوط الدولية التي نتعرض لها لإنهاء الحرب".

"أوسلو ماتت تحت جنازير دبابات الاحتلال"

وفي تعليقه على تصريحات نتنياهو، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، في منشور على منصة "إكس"، وقال إن "تصريح نتنياهو الذي يساوي بين اتفاق أوسلو وما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر (في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى")، يؤكد أن حربه ضد الكل الفلسطيني، ونحن نقول لنتنياهو إن أوسلو ماتت تحت جنازير دباباته التي تجتاح كل مدننا وقرانا ومخيماتنا من جنين حتى رفح".

وكانت الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان - ريشيت بيت") قد نقلت عن نتنياهو قوله إن إسرائيل تستعد لاحتمال خوض قتال ضد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك في تصريحات صدرت عنه خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عقدت أمس الإثنين.

ورد نتنياهو على أسئلة طرحها أعضاء اللجنة بشأن احتمال تصويب قوات السلطة الفلسطينية أسلحتها نحو جنود الاحتلال في الضفة الغربية، بالقول إن "هذا سيناريو معروف لنا ومطروح على الطاولة ونحن نناقشه. ونريد الوصول إلى وضع يتيح وجود طائرات هليكوبتر في الجو في غضون دقائق قليلة، للرد على حدث كهذا في حال حدوثه".

وأضاف نتنياهو خلال الجلسة أنّ "اتفاقية أوسلو هي كارثة أسفرت عن عدد الضحايا نفسه، كما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، خلال فترة أطول من الزمن. اتفاقات أوسلو هي الخطأ الأساسي. أخذوا الجهة الأكثر عداءً للصهيونية واليهودية وجلبوها إلى هنا".

وسبقت تصريحات نتنياهو بشأن الخلاف مع واشنطن حول "اليوم التالي"، محادثات من المقرر أن يجريها مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الذي سيزور إسرائيلي يوم الخميس المقبل. وأوضح الأخير في تصريحات صدرت عنه اليوم، أنه سيبحث في محادثاته المقررة مع المسؤولين الإسرائيليين، "جدولا زمنيا لإنهاء الحرب" على غزة.

كما قال سوليفان "لا نعلم إمكانية الهدنة في غزة حاليا، لكن نعمل بإصرار للوصول إليها"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". إلى ذلك، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي أنه سيناقش مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، دور الجيش الإسرائيلي في غزة "في اليوم التالي" الحرب

وكان سوليفان قد أكد أن الولايات المتحدة قد ناقشت مع إسرائيل جدول العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط تحذير أميركي صريح بشأن الهجمات على القطاع، وذلك في مقابلة مع وكالة "رويترز"، نشرت يوم الأربعاء الماضي، وقال: "لقد تحدثنا معهم بشأن الجداول الزمنية".

وتابع "لا أريد أن أشارك ذلك، لأنّ إسرائيل أرسلت بالفعل موقع عمليتها البرية على وجه التحديد، ولا أريد أن أكون الشخص الذي ينشر الجداول الزمنية"، واستطرد قائلا: "سأقول فقط إننا تحدثنا معهم في ما يفكرون فيه في ما يتعلق بالمدة وكيف يندرج ذلك ضمن إستراتيجية طويلة المدى لمعالجة هذه القضية التي تتجاوز مجرد الوسائل العسكرية".

واشنطن تتوقع تراجع الهجمات والانتقال لمرحلة جديدة

يأتي ذلك فيما تتوقع واشنطن أن يجري تقليص المرحلة الأكثر كثافة من الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في جنوب قطاع غزة في أوائل كانون الثاني/ يناير المقبل، لتصبح الأهداف محددة بشكل أكبر، يحسب ما أكد مسؤولون أميركيون لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء.

ويرى المسؤولون الأميركيون أنه لا تزال لدى إسرائيل ما يصفوه ب"الأهداف العسكرية المشروعة" في جنوب قطاع غزة، تبرّر الهجوم الإسرائيلي المستمرّ في خانيونس وغيرها من المناطق التي يُعتقد أن كبار نشطاء حركة حماس "يختبئون فيها"، بحسب المسؤولين الذين تحدثوا إلى الصحيفة شرط عدم الكشف عن هوياتهم.

في المقابل، تتوقع واشنطن تحوّلاً في التكتيكات بعيدًا عن الهجوم البري الكامل، على الأرجح في كانون الثاني/ يناير، نحو غارات متلاحقة لملاحقة كبار قادة حماس وأهداف أخرى "عالية القيمة"، وأكد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن "الآن هي المرحلة الأكثر كثافة"، وأضاف أنه "في مرحلة ما، سيكون النهج مختلفًا، مع وجود عدد أقل من القوات على الأرض".

وفي الوقت ذاته، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع، عدم وجود خلافات بين تل أبيب وواشنطن بشأن أهداف الحرب، وهي "القضاء على حركة حماس، وإنهاء قدرتها على حكم قطاع غزة أو مهاجمة إسرائيل". وقال: "هناك مستوى عالٍ من التفهم لما نقوم به"، مؤكدًا على تنسيق دائم مع واشنطن حول العمليات التي تنفذها إسرائيل في غزة.

التعليقات