15/08/2010 - 12:17

'بيت الشعر' في فلسطين يصدر الأعمال الكاملة للشاعر الراحل محمد حسيب القاضي

'بيت الشعر' في فلسطين يصدر الأعمال الكاملة للشاعر الراحل محمد حسيب القاضي
رام الله ـ ' القدس العربي' صدرت عن ' بيت الشعر الفلسطيني' ولأوّل مرّة، الأعمال الكاملة للشاعر الراحل محمد حسيب القاضي، في طبعة أنيقة في مجلدين، وقد تضمن المجلد الأول والذي جاء في ( 350) صفحة من القطع الكبير، المجموعات التالية: ' فصول الهجرة الأربعة'، ' مريم تأتي'، ' أربعاء أيوب'، ' أقبية الليل'، ' إنه الصراخ وأنا فيه'.
واشتمل المجلد الثاني والذي جاء في ( 350) صفحة من القطع الكبير المجموعات التالية: ' الرماد الصباحي'، ' إعادة وصفنا للتيه'، ' قمر للعواء'، ' ثم رمادك في رقصة'، ' السدى قطرة قطرة' .
وقد صدرت هذه الأعمال بالتزامن مع الذكرى الثانية لرحيل الشاعر محمود درويش، حيث رأى بيت الشعر أن تكريم درويش يكون بالالتفات إلى الأسماء المهمشة في المشهد الثقافي الفلسطيني وتسليط الضوء على تجربتها الشعرية وإنصافها.
وقد قدّم للأعمال الشاعر مراد السوداني تحت عنوان: ' محمد حسيب القاضي، خزّاف الأغنية الثورية والحبر الساخن'، ومما جاء فيه: ' هاتفته قبل عامين وهو في القاهرة، طلبت منه تزويدي بأعماله الشعرية لطباعتها في فلسطين.. مؤكداً أننا كجيل الانتفاضة الكبرى العام 1987، لا بدّ لنا من التعرف إلى تجربة الأوائل للإفادة.. ومن حقّ مناهجنا المدرسية أن تحتضن تجارب هؤلاء الكبار الذين منحوا فلسطين طاقة الخير والإبداع فمنحتهم وسيع العطاء وعناد البقاء.. فرح حينها.. زوّدني بأعماله الشعرية. طوال عامين ونحن في ( بيت الشعر) نعمل لإنجازها، تدقيقاً وتشكيلاً ومونتاجاً.. حتى استوت للنشر، قبل يومين من دفعها للمطبعة يأتي الخبر من غزة برحيل الشاعر المظلوم ..
كنّا نرغب في حمل الإنجاز للاحتفاء به في القاهرة، أسوة بالشاعر المناضل خالد أبو خالد.. إنّه الندم الذي سيبقى معلقاً كقلادة الوجع في العنق.. الندم الكاوي بأننا قصّرنا، ولم نضع بين يديه الكريمتين عطاياه الشعرية، التي طالما انتظرها.. فعُذراً أيّها الشاعر الشهم، لقد حال بيننا وبينك توفير مستلزمات الطباعة، التي أسعفتنا بها مشكورة ( اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم)، فعذراً لك.. وقد استدركنا القيام بالواجب.. وأوفينا ما وعدناه، انحيازاً للكلام الحرّ وللكلمة الطلقة، ولصبرك في مغتربات العمر ترتق فتق الليالي، نسّاجاً للقصيدة المقاتلة.. نقيّاً مثل نجمة الصبح، تفيض بالمحبّة والكرامة والمروءة الباذخة.. سلام على روحك العليّة.. سلام لك وقد رحلت وتركت للبلاد حصيدك الشعري والإبداعي ليخضرّ عالياً بين أيدي الأجيال ..'
وقد خصّ الشاعر الراحل الأعمال الكاملة بـ ( مقاطع من سيرة كتابة) والتي تحدث فيها عن سيرته الشعرية والإبداعية ومما جاء فيها: ' هل هي رحلة بلا متاع، كما يقول ( ريتسوس) ونار بلا فحم. جوع بلا خبز. عطش ونشوة بلا نبيذ؟ هل الأمر يتعلق باللاجدوى والعزاء تجاه ما سقط منا أثناء الرحلة، أو يتعلق بالسخرية في مواجهة الانكسار والعجز عن التقاط ما تبقى لنا، من أحلام وظلال فوق المساحة الضيقة والمتاحة؟ هل هو سؤال الحياة عن نفسها، أم الإحساس بالأبد المطلق بلا حدود؟ والإنسان نقطة في محيط وسط دوامات وهدير لا نهائي وحوار النقطة مع المحيط هو حوار بين الوجود والعدم.. الإنسان وحكمة الزمن وسط اللامبالاة والقهر والموت..
وأحسب أن تراجيديا الفلسطيني تحمل بعض هذه المعاني الوجودية.. كما أنها قد تشي بالغياب الملموس أثناء الحضور الصاخب والسريع للعالم والأشياء. وفي كل الحالات أجدني دائب البحث عن هذا المعنى المتخفي وراء الكلمات، وهو بحث عن الحقيقة الضائعة في خضم الوجوه والألوان والدمامة التي تملأ واقعنا وعصرنا المنحط بامتياز..
ولا أدري إن كان الشعر قادراً حقاً على تغيير العالم كما يقول الفلاسفة والشعراء في كل العصور، أو أنه يستطيع أن ينفض غبار اللحظة عن أثاث المنزل، ويجدد محتويات الغرف وهواءها الفاسد خلف النوافذ المغلقة'.
وقد تم طبع الأعمال الكاملة بدعم من ' اللجنة الوطنية الفلسطينية للثقافة والتربية والعلوم'

.

التعليقات