19/06/2014 - 13:31

بعد تأكده من خسارة رئاسته: نفاع يقود انشقاقًا عن اتحاد الكتاب

الاتحاد العام لأدباء فلسطين: الخزي والعار لكلّ من يفرّط في هذه الوحدة... عاشت الثقافة الفلسطينية موحِّدة وموحَدة

بعد تأكده من خسارة رئاسته: نفاع يقود انشقاقًا عن اتحاد الكتاب
هيبي: خطوتنا ليست انشقاقية بل نريد اتحاد معافى.. 
مهنا:هناك أجندات شخصية وفئوية تتنافى مع رسالة الابداع واخلاقياته..
سرحان: الاتحاد انجازاته كبيرة ولا عمل بلا عثرات.. 
السوداني: من خرج عن الاجماع خرجنا عليه
 
منافسة غير أدبية: في ظل التحضيرات الجارية منذ شهور لعقد المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب الفلسطينيين"48" المقرر بعد غد السبت، وفي ظل مسعى تنافسي محتدم على انتخاب رئيس للاتحاد وهيئاته، حيث يرى بعض المتابعين أن هذا السباق طغى عليه طابع التحزب والفئوية لدى بعض الجهات المنافية لرسالة الثقافة والابداع، لتصل ذروة التنافس بإعلان مجموعة وفي خطوة دراماتيكية  انشقاقهم عن الاتحاد العام واعلان عقد مؤتمر اليوم الخميس في حيفا، الأمر الذي لاقى ردود فعل مستهجنة.
 
وأشارت مصادر لـعرب ٤٨ إلى تدخل شخصيات سياسية منها النائب السابق سعيد نفاع الذي يقود المجموعة المنشقة بعد التحريض على الاتحاد القائم ورئيسه، مما يعكس أجندات شخصية. وأكدت عدة مصادر أن نفاع قرر الانشقاق بعد أن تأكد أن فرصه بالفوز بمنصب رئاسة الاتحاد ضئيلة جداً، وأنه لم يستطع تجنيد دعم الكتاب له رغم حملته التحريضية على الرئيس الحالي.
 
وقال الكاتب علي هيبي، المحسوب على المنشقين،  لموقع عرب 48: نعقد مؤتمرنا عصر اليوم الخميس في حيفا لانتخاب رئيس جديد وانتخاب هيئات الاتحاد تحت اسم اتحاد الأدباء الفلسطينيين.
 
ورداً على سؤال حول الانشقاق عن الاتحاد القائم الذي هو عضو فيه، أجاب: نحن ذاهبون بكل قوة لصياغة اتحاد جديد لأننا وجدنا أن عمل الاتحاد القائم هو عمل وأداء شكلي بلا مضمون، وعلى حساب المهمة الأدبية، وهناك استحواذ على هيئات الاتحاد من قبل البعض القيمين عليه.
 
وحول انسحابه هو وبعض الأعضاء من الاتحاد القائم وبشكل مفاجئ وهو عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قال: نحن لا ننشق ولم ننسحب ولم أكن عضوا بالاتحاد إلا من شهرين، وأنا فرد، لكن مجموعة من الأدباء الكبار رأت أن يعقد مؤتمر  اليوم وأن يتم الانتخاب على أساس ديمقراطي ليكون اتحاد له دور ومهمات ثقافية.
 
بدورها قالت الكاتبة، أنوار سرحان، المعارضة للانشقاق، لعرب 48:  إن أهم إنجازات الاتحاد تبرز في حفاظه على تجاوز الحزبية والفئوية، وفي ترسيخ وتعزيز المشروع الوطنية عبر إعادة الالتحام بالشق الآخر من شعبنا الفلسطيني والعربي، وترسيخ الوحدة الثقافية والوطنية. 
 
وأضافت سرحان إن "الخطوات التي قام بها الاتحاد في الشهرين الأخيرين لاستقطاب الكتاب هي مثال ونموذج للديمقراطية المطلقة، بدءًا بالدعوة المفتوحة للجميع للانتساب وإعادة صياغة الدستور، ثم إتاحة الفرصة للمشاركة في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وللترشّح لكافة الهيئات الإدارية وللرئاسة، وبفرص متساوية بين المنتسبين الجدد وبين الأعضاء المؤسسين الذين بذلوا كل جهودهم ووقتهم للتأسيس منذ أربع سنوات. 
 
وتابعت سرحان: إذا نظرنا إلى المشهد بموضوعية، فإننا أمام فريقين: الأول مجموعة ممن بذلوا من وقتهم وجهودهم، نختلف معهم او نتفق، لكنهم فتحوا الأبواب للديمقراطية الكاملة وأتاحوا الفرص لكل منتسب للتأثير، وأثبتوا أن الوحدة الثقافية والوطنية هي مشروعهم وغايتهم، وأوسعوا الأبواب لكل من يؤمن بالديمقراطية، وأفسحوا الفرص للجميع بالتساوي، فيما الفريق الثاني مجموعة من منتسبين جدد حضروا وانضموا وأخذوا فرصتهم وترشّحوا، ولما اتضح لهم أن الديمقراطية لن تقود لمصالحهم الشخصية والفئوية انقلبوا وانشقوا وسابقوا إلى عقد مؤتمر بل وتحت اسم الاتحاد القائم، وبالتعاون مع الجهات التي حاربَت الاتحاد منذ الإعلان عن تأسيسه. 
 
وشددت سرحان إن المثقف النزيه والكاتب الحقيقيّ قادرٌ بكلّ سهولةٍ أن يميز بين اتحاد (مهما كانت إخفاقاته)، أثبت أن مشروعه وطنيٌّ وحدويٌّ، مهما كانت التحديات على الصعيد الشخصيّ، وبين اتحاد منشقّ يبدو أنه لا يؤمن بالديمقراطية حين لا تقود إلى مصالحه الخاصة، فيضرب عرض الحائط بالوحدة، ولا يتورّع عن تمزيق المشهد الثقافيّ وشرذمته، في وقتٍ ما أحوج قضايانا فيه إلى وحدتنا جميعًا، فيجد في استباق موعد المؤتمر المعلن وفي تشويه الحقائق وتضليل الكتّاب سبيلا لغاياته في أجندة يحق لنا جميعًا التساؤل عن الواقفين خلفها.
 
وخلصت سرحان إلى القول: يشرفني أنني كنت ممن أسسوا الاتحاد القائم، وممن بذلوا فيه الجهود، وأن أعود الآن لدعم هذا الاتحاد  وأن أضع يدي بيد كل الكتّاب الحقيقيين الذين أدركوا خطورة الأجندة المشبوهة الساعية لتمزيق ساحتنا الثقافية، ولشغلنا في صراعات تهدر طاقاتنا، وتشوّه مشهدنا الثقافي، وإنني لفخورةٌ بكل المبدعين الحقيقيين من كافة الأجيال وعلى رأسهم أستاذنا الكبير سلمان ناطور وأساتذتنا من الرعيل الأول حتى الجيل الشاب الموهوب، أقول هذا علما أنني لست مرشحة لأي "منصب" وتواجدي في الاتحاد كعضو مخلص لمشروع وطني نحتاجه جميعًا .
 
الشاعر سامي مهنا، رئيس الاتحاد الحالي، استهجن هذه الخطوة غير المتوقعة لا سيما وأنها جاءت في ظل التنافس الجاري على رئاسة الاتحاد بالمؤتمر العام المقرر يوم السبت المقبل، وقال: إن الأمر مستهجن جدا خصوصا وأن هناك مجموعة من الكتاب المنشقين كانوا أعضاء في اتحاد الكتاب وكانوا أعضاء باللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي سيعقد بعد غد السبت، ومن بينهم من أعلن نفسه مرشحا ومنافسا على رئاسة الاتحاد وجاب طول وعرض البلاد لتجنيد الأصوات لضمان فوزه، إلا أنه وفي خطوة مفاجئة ومستهجنة أعلن هذا المنافس انسحابه من الاتحاد وسحب ترشحه، وفورا بادر مع آخرين لتشكيل اتحاد جديد.
 
وأضاف مهنا: أنا متيقن أن السبب الأساسي لذلك جاء بسبب انعدام فرصة فوز هذا المرشح ومن يدعمه ضمن أجندات شخصية وفئوية تتنافى مع الرسالة الثقافية والابداعية ومفاهيم الديمقراطية التي يحتكم لها الاتحاد.
 
وتابع مهنا إن البيان الذي أصدرته هذه المجموعة أمس الأول  جاء غارقا بالمغالطات وتشويه الحقائق والالتفاف على قرارات اتخذت باللجنة التحضيرية للمؤتمر، علما أنهم هم الاشخاص أنفسهم باتخاذ هذه القرارات.
 
وأكد مهنا: سعينا طوال الوقت لبناء اتحاد كتاب يضم الكل وغير محزب ووحدوي بعيدا عن الفئوية المنافية لرسالة الابداع، واعتقد أن هذه الخطوة من الانشقاق والانقسام بالساحة الأدبية لايخدم مصالحنا الثقافية والإبداعية وأخلاقياتها، بل هذا السلوك منافيا لكل أسس الابداع والرسالة الثقافية.
 
وتابع: نحن سعينا وأعلنا لعقد مؤتمرنا القريب بهدف استقطاب أكبر عدد من الكتاب وهيكلة الاتحاد وتنظيم عمله، لكن للأسف إن ما حدث ليس مبررا للانقسام خصوصا أنه تم لاعتبارات شخصية وفئوية وأن خطوة من هذا القبيل لن تصمد. هذا الانشقاق يشطر الحركة الأدبية على أساس فئوي وشخصي، وهذا لن يصمد ولن يتم أي اعتراف من قبل الجهات الرسمية الهامة فلسطينيا وعربيا به. 
 
بدوره أدان أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، مراد السوداني، في حديثه لعرب 48 الانشقاق واعتبره خروجا عن ثابت الفلسطيني الذي لا تنازل عنه، وقال: نحن نعمل منذ ثلاث سنوات ونحن ندعم الكتاب في فلسطين 48 لتوحيد الجهد الثقافي حتى تكون الثقافة على قلب رجل واحد، ونجح الاتحاد والأخ سامي مهنا توحيد هذه الجهود بمشاركة عدد من الكتاب والشعراء بالداخل حتى يكون للكتاب مقولة تليق بهم.
 
وأضاف السوداني: لكن نتفاجأ ونستهجن عشية انعقاد مؤتمر الاتحاد بعد غد السبت بأصوات نشاز هنا وهناك سعت لشق الوحدة الثقافية في فلسطين 48 ويأتي باقتراحات خارجة عن السياق الثقافي بسبب أجندات شخصية. اتحاد الكتاب في فلسطين والشتات نشد على الاتحاد ورئيسه الشرعي الاخ سامي مهنا ونحن معهم يوم السبت لتأكيد وحدة الثقافة الفلسطينية على أرض فلسطين الـ48 التي تخَلق من ترابها كوكبة من المبدعين الخالدين، كما أننا نؤكد على ضرورة عقد المؤتمر يوم السبت مثلما كان مقرراً وباب الانتساب مفتوح والترشح للرئاسة والعضوية.
 
وتابع السوداني: أما أن يترشح بعضهم وينقلب على الاتحاد فهذا خروج عن الوحدة وعن الثابت الثقافي، ونحن ندين كل من يصيب الثقافة الفلسطينية وكل صوت نشاز ونشجبه. أما نحن سنكون بالمؤتمر وأدعو كافة الكتاب والمبدعين أن نلتقي في شفاعمروتحت الراية الفلسطينية ولكي نضيف حجرة اخرى لميدان الابداع، ونكرر ونؤكد أن من يخرج على الاجماع خرجنا عليه.

بيان من الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين
حول التوجه الانشقاقي في فرع الاتحاد (1948)

نما إلى الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، وجود توجه إلى الانشقاق عن المسيرة التي يرعاها بين الأدباء الفلسطينيين (1948)، وهي مسيرة تتوجت بتشكيل اتحاد موحد وموحِّد، يكون جزءا من الثقافة الفلسطينية الواحدة في كل الأماكن التي يتواجد فيها أدباء فلسطينيون، ويكون بالتالي جزءا من الاتحاد العام، الذي رفع شعار الثقافة الفلسطينية الواحدة، وقد اتخذت كل الاستعدادات كي تجري انتخاباته الأولى في مدينة شفا عمرو، يوم السبت الموافق 21/6/2014، بعد أن فتحت لجنته التحضيرية الأبواب واسعة لكل من يملك الحق في أن يكون عضوا في هذا الاتحاد، ضمن شروط العضوية المتفق عليها مع الأمانة العامة، دون النظر إلى انتمائه الحزبي، ما دام يشكل رافدا في الثقافة الفلسطينية الوطنية.

وتنظر الأمانة العامة بغضب شديد إلى التوجه الانشقاقي الذي لا ترى أي مبرر له، سوى الدوافع الشخصية، أو التآمر على وحدة الثقافة الفلسطينية، أيا كان مصدره، بعد أن تقرر جمع شملها في اتحاد غير مرتبط بغير الثقافة الفلسطينية. وهي ترى أن هذا التحرّك يهدف إلى إعاقة التوجه الوحدوي في الثقافة الوطنية، داخل فلسطين التاريخية، وفي الشتات، وهو فعل يصبّ في صالح الاحتلال، وسياسات التفرقة التي يعمل عليها منذ بدأ احتلاله لهذه الأرض من أصحابها.

إن الأمانة العامة تدين بكلّ قوة، هذا التوجه الانشقاقي، أيا كان مصدره، وتعلن بوضوح أنها ستقف ضده، في الوطن وخارجه، وخصوصا في المحافل الثقافية التي جهدت كثيرا من أجل أن تحصل على اعترافها بأن الأديب الفلسطيني جزء من الثقافة الفلسطينية، أيا كان تواجده، وأن أدباء 1948 هم جزء لا يتجزأ من الثقافة الفلسطينية، كما أنها ستعمل على كشف من يقفون وراءه، أينما كانوا، ولن تتردد في الحديث عن دوافعهم، والمصادر التي يستقون منها هذه الدوافع.

إن الأمانة العامة ترى في هذا التوجه الانشقاقي خروجا على الصفّ الوطني لا يجوز السكوت عنه من قبل من يؤمنون بوحدة الثقافة الوطنية الفلسطينية، والحق الفلسطيني في التحرر من الاحتلال والتبعية، وهي تدعو الأدباء الفلسطينيين، في كل مكان، إلى إدانة هذا التوجه، وعدم الاستجابة لأية مبررات يسوقها، لأن فيه ردة حقيقية نحو مبايعة الاحتلال، والسير في ركابه، وهو ما تسعى الثقافة الفلسطينية إلى الاستقلال عنه، حتى تحافظ على الهوية الفلسطينية خالصة كما يجب أن تكون.


عاشت الثقافة الفلسطينية موحِّدة وموحَدة
عاش الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين موحدا في فلسطين كلها وفي طريق العودة
والخزي والعار لكلّ من يفرّط في هذه الوحدة

                                                                                                        الأمانة العامة

 

التعليقات