31/03/2016 - 21:51

قانون "ازدراء الأديان" في مصر: بين القداسة والقمع

أثار تأييد محكمة مصرية، اليوم الخميس، قرارٍ بحبس الكاتبة الصحفية، فاطمة ناعوت، ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الأديان، حالة من الجدل بين مؤيدي الحكم ومعارضيه.

قانون

أثار تأييد محكمة مصرية، اليوم الخميس، قرارٍ بحبس الكاتبة الصحفية، فاطمة ناعوت، ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الأديان، حالة من الجدل بين مؤيدي الحكم ومعارضيه.

وشمل الجدل وجود القانون المُجَرّم لازدراء الأديان ذاته، خاصة وأن الحكم يأتي عقب سجن الإعلامي إسلام البحيري، مدة عام، بالتهمة ذاتها في ديسمبر/ كانون أول الماضي.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، سجالاً حادًا بين المؤيدين للقانون، الذين اعتبروه "حماية لقداسة الدين"، والمعارضين الذين رأوا أنه "يحجر على الإبداع ويقمع حرية الرأي".

وتنص المادة 98 من قانون العقوبات المصري (المشهورة بقانون ازدراء الأديان) على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات، أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه، ولا تتجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى، لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف الدينية المنتمية إليها، أو الإضرار بالوحدة الوطنية".

من جانبه، قال الكاتب والبرلماني المصري، يوسف القعيد، في اتصال هاتفي للأناضول، إنه يجب على الجهات المسؤولة إعادة النظر في وجود قانون "ازدراء الأديان"، مطالبًا اتحاد الكتاب بالتدخل والضغط لوقف تنفيذ قرار الحبس بحق فاطمة ناعوت.

وأضاف القعيد أن "وجود مثل هذا القانون (ازدراء الأديان) يمثل كارثة حقيقية"، مشيرًا أنهم بصدد إعداد مشروع في مجلس النواب لتعديله.

وقال رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الناشط الحقوقي جمال عيد، إن وجود مثل هذا القانون "يطعن في أي مزاعم بمدنية الدولة المصرية"، مضيفًا أن القانون المذكور "يفتح باب المزايدة" من قبل من سماهم بـ"المتشددين".

في المقابل، رأى أستاذ التربية المساعد بجامعة عين شمس، الناقد الأدبي حسام عقل، أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في التهجم على رموز الدين الإسلامي والسخرية منها، مشيرًا أن ذلك يهدف إلى استئصال الفكرة الدينية من المشهد الاجتماعي والسياسي في مصر.

وأضاف عقل أن الدستور المصري ينص على أن الشريعة مصدر أساسي للتشريع، وأن الهوية الإسلامية تمثل المرجعية لغالبية المصريين؛ ولذا "يجب تثبيت هذه الهوية بنصوص قانونية تحميها من عبث العابثين".

وشدد عقل أنه "لا بد من وجود نصوص قانونية تحمي الدين الإسلامي ورموزه كالصحابة والأنبياء، وتمنع التعرض لها بأي انتقاص أو إذلال".

واتفق الأستاذ بجامعة الأزهر، حلمي القاعود، مع ما ذهب إليه الناقد الأدبي حسام عقل، مشددًا على ضرورة وجود هذه المادة من قانون العقوبات، التي يفترض أن تردع كل متطاول عن التعرض بسوء للأديان بشكل عام، والإسلام بشكل خاص.

اقرأ/ي أيضًا | مصر: الحكم على الكاتبة فاطمة ناعوت لـ "ازدرائها الأديان"

وأوضح القاعود، أنه "في ظل الهجمة التي تشن على ثوابت الإسلام من قبل كتاب وصحفيين وإعلاميين، يجب تغليظ العقوبة بحق من يثبت ازدراؤه للإسلام".

التعليقات