31/10/2010 - 11:02

أنتِ حيفا \ مسلم محاميد

أنتِ حيفا \ مسلم محاميد
نقّلـتُ قلبي حيثُ شئــتُ من الهوى
ما الحـبُّ إلاّ لـوعةٌ وعــــذابُ

نقّلتُ قلبي حيثُ شاء تلوّعـــــي
وكما يشاءُ فؤادُها فَيـُجـــــابُ

وعرفتُ ألفَ محطّةٍ ومحطّــــــةٍ
وبها اختَتَمتُ وتُحفظُ الأسبـــابُ

عذرًا لعنترةَ المتيّمِ في الهــــــوى
فالحُـــــــبُّ آخرُ نوبةٍ تنتابُ
* * * *
يا وجهَ حيفا وابتسامةَ كرمـــــلٍ
حسدته في هذا السّموّ هضــــابُ

يا أيّها البدرُ، استدارةَ وجههـــــا
حيفا المليحةُ والورى أحبـــــابُ

أهديك قلبًا لو عرفتِ جراحَـــــهُ
لبدا بعينِك للدّموعِ خضـــــابُ

يا وردةً لسعَ الزّمانُ خــــدودها
ليمــــوتَ في شهدِ الشّفاهِ رضابُ

وتنافسَتْ فيها الرّماحُ لقتلهـــــا
وتنافسّـــــتْ في الحاجبينِ حرابُ
* * * *
أنتِ المنارةُ إذ تضيعُ منـــــارتي
أنتِ الصِّبا إذ يُستباحُ شبـــــابُ

أنتِ الكمانُ، أنينُ نايي في المـــدى
أنتِ الصَّبا إذْ يستفيـــــقُ ربابُ

أنت الشّراعُ سيهتدي رغم الضّيــاعِ
ورغمَ إذْ أسَــرَ السّــفينَ غـيابُ

وأنا المتيّمُ إثرَ وجهٍ صامــــــدٍ
العينُ فيه منارةٌ وشهـــــــابُ

قمرٌ تعلّقَ في العيونِ على الــــرّبى
وتناقلته عصورُها، الأحقـــــابُ

قمرٌ تمدّدَ في الجفونِ وضمّـــــهُ
وردُ الجفونِ تحفّهُ الأهـــــدابُ

قمرٌ يسافرُ في عيونك واستــــوتْ
بينَ العيونِ محبّةٌ وعتـــــــابُ

لم أدرِ ما جعلَ الفؤادَ صـــــديّها
فأماته رغمَ الشـــــّرابِ سرابُ

هل كنتِ آخرَ قطرةٍ من قطـــرِهِ ؟
يسعى إليها ماؤه وشــــــرابُ

هل كنتِ آخرَ دمعةٍ في سِفـــرِه ؟
كم ضمّ دمعًا للحنينِ كتـــــابُ
* * * *
قومي إلى الوجع القديمِ تقــــدّمي
لولا السّبــــاتُ لما نمت أعشابُ

عيناك مسألة الزّمانِ وعقـــــدةٌ
فالعيْــــنُ تُرمَى والقلوبُ تُصابُ

والشّهدُ يسعى فيهما في نشــــوةٍ
مسحورةٍ عندَ المساءِ تُهـــــابُ

شهدُ العيونِ لثمته لكنّــــــني
النّحلُ يلسعني ويُغرَزُ نــــــابُ

فالنّحلُ صارَ تمرُّدًا مثل الـــــذّئا
بِ لَشدَّ ما تُردي الظّباءَ ذئــــابُ
* * * *
عمري وعمرك مثل ثلجٍ ذائــــبٍ
والشّمسُ تلفحُ والثّلوجُ تُــــذابُ

وغدوتُ يا حيفا الجنونُ سجيّـــتي
وتحاكُ عندي للجنونِ ثيـــــابُ

فجُنِنْتُ في هذا الهوى نعم الهـــوى
هل في الجنونِ ملامةٌ وحســـابُ ؟!

يا كرملَ العينينِ خذني في المـــدى
شمسًا عليها يستريحُ سحـــــابُ

خذني إليك وضمّني في لهفـــــةٍ
ما عادَ يجدي حــــاجزٌ وحجابُ

مهما يطُلْ حيفا الفراقُ وبعــــدُنا
لا بُدّ تفتحُ للهوى الأبــــــوابُ

.

التعليقات