31/10/2010 - 11:02

الشوق يبحر يا عراق/ ساجدة الموسوي

-

الشوق يبحر يا عراق/ ساجدة الموسوي
أيها البحر ما أجملك
من حباك ازرقاق العيون
وفي الليل من كحلك؟
دعوت فيا لهف روحي إليك
ويا شوق بنت العراق
إلى ليلة منذ ألف تحن إليها
لتبحر هائمة كالندى والمدى
فوق مائك أو ساعديك

****

دعوت أميرات بابل
دعوت صبيات أوروك
والحاملات القرابين يوم خميس النذور....
ليحملن في موكبي
نسمات صبا الرافدين
واس وشمع وضوع البخور...
دعوت النجوم
ليحملن في ليلة الحب هذي
قلائد شمس العراق....
وقطعة ماس
من سماء العراق
فكل الدفوف تدق
وكل القلوب ترق
ليومك يا بحر
كل خيلي
وليلي سراح
وأنت المليك ...

***

فهبني مدى
فيه أنسى الجراح
فذي ليلتي منذ ألف
وقلبي انتظار ...
قميصك برد
وقلبي اشتعال
أتكفي مياهك اطفاء ناري
وحر اشتعالي؟
ربما ليس تكفي
بل وماء والدنا ليس يكفي
إذا استعرت جمرة في فؤاد حزين
ليس يطفؤها غير إنصافها
من يد الظالمين...

****

أجل أيها المتوسط قلبي
تنهد حزن المساء
سمائي دموع
سماؤك ماء
كلانا بامواهه ضامىء
والمدى حرقة واغتراب...
أنبحر يا بحر صوب العراق...
أتدري أيها البحر
كيف ينام العراق؟
جائعا موجعا نازفا وحزين
ضامئا حاسرا وأسير
كيونس في حوت هذا الزمان
كيوسف في بئر من انكروه
أخا أو خليل...
ولكنها النار صارت اليفته
كلما ازداد فيها اللهيب
يقول لها:ازددت بردا
فكوني سلاما...

****

تنهد حزن المساء
أنبحر يا بحر صوب العراق...
أنا اشتقت أمي
ووجه أبي..
أنا اشتقت أهلي وذي ليلتي منذ ألف
وقلبي انتظار...

****

بكيت على نخلة
رجفت تحت قصف العدو...
هزها الروع ...
بل هز أطفالها
فغادرت الطير أعشاشها
ومضت لبلاد بعيدة ...
أبت أن تعود...

****

غريب هواي
أنت مثلي غريب
تلك نار الحروب
أذي ليلة البحر
أم ليلة الجرح
كيف اجتمعنا
بهذا الزمان العجيب؟

***

تقول ابحري
فنارك لي ستضيء المدى
اصعدي فوق موجي
إلى ماتشائين من أرضين
أحقا تقول؟
أريد بلادا
لا أرى فوق وجنتها
أثرا للدموع
ليس تعرى
وليست تجوع...
بلادا بحجم بلادي
لها قمر كل يوم أراه
وشمس تشعشع بالكبرياء
أتأخذني لبلاد
أعز الكنوز بها انسانها
ليس فيها حراب...
ليس فيها خراب..
قال سمّي البلاد التي ترغبين
ولكنني لن اسمي
سوى وطني ...

****

أنت يا بحر مثلي غريب
ومثلي حزين
فاعطني دسر قلبي
لعلي أؤب
إلى بيت روحي الشآم
هناك على صدرها الياسمين
أنام واحلم.. أحلم
بالعيد يأتي إلى وطني...
عندما يرفع الغاصبون الحراب
والدماء تشع
قناديلها في الدروب..
بما سال من دمه
في الثرى
والكرى
والوهاد...

***

التعليقات