31/10/2010 - 11:02

سلمى والعصفور \ ليلى الصفدي

سلمى والعصفور  \ ليلى الصفدي
هو كان اكتشافها الأول للعصافير... هي كانت اكتشافه المتكرر للخوف...، ذاكرة سلمى ما تزال تشبه ذاكرته قبل اصطياده الأول/الأخير. بين ذاكرتها النظيفة وذاكرته الخائفة كان لقاء لم تستوعبه سلمى... فصاحت قائلة: "لماذا يخاف مني؟!! أنا أحبه.. وأطعمه.."
كيف سأفهم سلمى أن للذاكرة قصة طويلة تكبر فينا بصمت مشاكس وغريب... تلتقط أشياءنا الصغيرة وتبني منها عوالم للخوف... للكره.. للألم .
كيف سأبرر لها بذاكرتي المشوهة؟! هي تتساءل كيف يهرب منها عصفور تحبه.. وأنا أتعجب لذاكرة تسكنني تتجاوز استيعاب العصافير.. كيف أهرب ممن يحبني؟ وكيف أخاف من أشياء آمنة؟ ولم تؤلمني التفاهات؟
ماذا التقطت ذاكرتي من صور ومن نظرات؟ كيف نسجتها وأوصلتني إلى هنا؟
سلمى ما زالت تفسر العالم والأشياء بالحب، وكأنه تعويذتها الوحيدة ضد الشر والخوف والألم.
ماذا سترسم مخيلتها في كل التقاط معاكس للحب؟ كيف سألتقي معها في ربيعها الذي لا يسكنه إلا فراش وزهر وأسئلة ترتبك أمام كل مشهد مؤلم؟
كيف أخبرك حبيبتي أن نوافذك المشرعة للحب.. نوافذ حلم، وتعويذتك ستخبو مع كل يوم يمضي.....؟
لكل سؤال لكِ.. صدى من ألف سؤالٍ فيّ، تربكيني صغيرتي.. بين سؤال خائف.. مفاجئ، وجواب له من ذاكرتك النظيفة صيد.
كيف سأفرش ذاكرتك سلمى بعصافير فرحة لا تخاف... وبفرَاش يطير ولا يقترب من الضوء؟
لم تكتمل.. فسلمى ما زالت تكبر.... ومازالت تسأل.
lailat72@hotmail.com

.

التعليقات