06/05/2011 - 18:59

كذا الدنيا/ نصر الله زهرة

كذا الدّنيا... فلا تجزعْ إذا ضاقت بكم يومًا

كذا الدنيا/ نصر الله زهرة

كذا الدّنيا...

فلا تجزعْ

إذا ضاقت بكم يومًا

وقلتَ :"اليومَ ما أفظعْ "

ألم تشهدْ

ضبابَ العينِ منقشعًا

على المدمَعْ ؟

ألم تشعر بهمِّ الجسمِ منسلخًا

على المِبضَعْ ؟

ألم تسمعْ

 غناءَ الصيّفِ ينثرهُ

جنونُ الريحِ

 في تشرينَ أنْغامًا

على المخدَعْ ؟

كذا الدُّنيا يا صاحِ

فكمْ طيرٍ رأى الآفاقَ منزلَهُ

وقال: الرّيح مركبتي

أسوق الرّيحَ كي أطلَعْ

أتته الريحُ زاجرةً

فلم يركن ولم يخنعْ

كذا الدّنيا لإنسانٍ

فمطرقةُ وسندانٌ

تدقُّ السيّفَ

 كي يلمعْ

ودربُ الحقِّ جلجثةٌ

صليبٌ فوقهُ يُرْفَعْ

فإن تُبصِرْ

بدفقِ الماءِ ساقيةً

وإن تبصرْ

بسَجْنِِ الماءِ مستنقعْ

فلِمْ تقنعْ ؟

ولِمْ تهجعْ ؟

كذا الدّنيا

فلا تجزع

لكابوسٍ

يعضُّ الحلم أو يبلعْ

ولا تجزعْ

لطغيانٍ

يربّي المكرَ في رأسٍ

ويجري الهدم بالأربعْ

 

فمُدَّ الرّوحَ أغنيةً

وشُدَّ الكفَّ

كي تُطْبَعْ

فسرُّ الضوْءِ

في عينيكَ مُكْتَنَزٌ

وسرُّ الماءِ بالشّريانِ

مُسْتودَعْ

 

كفر برعم-ألجش

26.4.2011

التعليقات