13/05/2011 - 14:32

أغنيات الغجريّ/ أحمد فوزي أبو بكر

(قصائد قصيرة)

أغنيات الغجريّ/ أحمد فوزي أبو بكر

   (قصائد قصيرة)

 

 

1-عشوائيُّ الخبط

تشبعُ من حبّة تمرْ

تسكَرُ من لون البحرْ

تكتِبُ ,تكذبُ, تلعبُ, تصخبْ

أو ترقصُ فوقَ الجمرْ

إذْ يستهويكَ النَّيلْ

من أسرارِ اللَّّيلْ

أحْضِنْ كلَّ نساءِ الدّنيا

في شغفٍ كالطّفلْ

ها قد آخَتكَ النّارْ

في وقع الأقدارْ

عشوائيُّ الخبطِِ  ,

غريبٌ, تسكنكَ الأخطارْ

ظلُّكَ غطّى الشَّمسْ

يا حاملَ جرحَ الأمسْ

لا تغويكَ كنوزُ الدّنيا

بل يغويكَ الهمسْ

في عينيكَ بريقْ

يكشفُ كلّ طريقْ

ذئبةُ قفرٍ إذْ تلقاكَ

تصيرُ أعزَّ رفيقْ

...

2- في قبتيّْ معبد

يا شمسُ يا سيّدة الأغاني

لا تذهبي للبحرْ

فالبحر مغرقكِ

هذا الغروب لكِ

تجرين في فلك المغيب الآني

فيضيع مجرى النهرْ

عشقاً لعتمتكِ

والعتمتانِ هناكْ

في قبتيّْ معبد

والبحر حارسُهُ

والبحر سارقهُ

أبداً معانقكِ

هاجت له الأمواجْ

عند الضّحى مثنىً

والعتمتان هناكْ

قُيّّدْنَ بالعَشْرِ

....

3-بداية جديدة

لا يهمّكِ من أنا

لا يعني من أنتِ

المهمُّ عندنا قهرنا للكبتِ

كَتبََتْ عنك الصّحفْ

قرأوا ليَ بختي

أغلقوا عنّي الغُرَفْ

تركوا لي صمتي

أسيرةٌ في عُرْفِنا

أميرةٌ عُرِفتِ

أغرقوك بالغنى

والمنى والسُّحتِ

أتركيهم للفنا

عودي كماكنتِ

من حبيبتي أنا

إن لم تكُنْ أنتِ

..

4- النجمة السّوداء

في غابةِ القلقِ

ليلٌ شديدُ الوهجِ يلسعني

في خانةِ الأرقِ

النجمةُ السوداءُ تصلبني

هذا السّواد طويل

يسمو للمستحيل

والعشق في صمتٍ يضيّعني

ترنو النجومُ الحُمْر

من مربض الشّفقِ

فيحيدُ موقعُها عنّي فيوقعني

قد زاد في أرقي

عِطْرٌ علا عرقي

فالنّجْمةُ السّوداءُ تملكني

ذهبٌ يصوغ اللّيلَ في الأفقِ

والرّيح من فوقي تخبّرني

أسرارها العطشى.. حتّى تحيّرني

فتضيع بوصلتي في حُمرة الشفقِ

والضّوء يحملني من غيهبِ الغسقِ

والنّجمة السّوداء تتركني

..

5- عتم

ويزورها في كلّ عتمٍ مرّتين

في المرّة الأولى

يكون المرمر المشتاقُ

مرميّاً على مرأى

مرايا العتمةِ الكبرى

فتغرقُ في وشاح الغيمْ..

بشائر زخّةٍ سكرى

وفي الأخرى

يكون العشب مبلولاً ومبلوّاً

كما في الشّتوةِ الأخرى

..

6- ليل

على السّرير المستديرْ

دُبّانِ أبيضانِ نائمان

ووسادةٌ زرقاءْ

والسّقفُ ليلكيّْ

والفضاء أرجوان

والقطّة السّوداء والشّيطان ِ يخصِفان

من عتم أسرارِ القمرْ

لوناً من الأحزان

ليسترا نارهما عن أعينِ السلطان

..

7- صورَةُ الرّيح

أُنْظُر إلى الرّيحِ واقرأ  كم هيّجَتْه التّرابا

وانصت إليها لتعجب  كم أنبحتها الكلابا

واكتب عليها  سطوراً    إذ شرّدتهُ السّحابا

الرّيح نوحُ الثكالى   روحٌ تقِضُّ الغيابا

والرّيحُ أشجى الأغاني   ما ضُيِّعَتْ أحقابا

الرّيحُ بوح العذارى      إذ غََلَّقَتْ أبوابا

والرّيح أنثى لعوبٌ  قد أوردتني الشّعابا

جنُّ القصائد منها          ما أُُفقهت إعرابا

لكنّها حينَ تغوي   تؤتي الجنونَ الجوابا

بحرٌ يجنّدُ موجاً           كي يلثمَ الأكعابا

مزمورُ راعٍ قديمٌ   يُسمو الجبالَ الصّعابا

تأتي مع الفجر طلاّ      قد موّلتهُ العَتابا

أُهربْ مع الرّيحِ تهنأ      ولا تَسَلْ إعرابا

...

ahfabo@hotmail.com

 

 

   

التعليقات