07/01/2012 - 17:07

قصّتان قصيرتان جدّا / زياد شليوط

ألقى عليها نظرة قصيرة فاحصة. عيناه لامست كل جسدها، من قمّة رأسها إلى أخمص قدميها، ما ظهر منه وما اختفى.

قصّتان قصيرتان جدّا / زياد شليوط

- زياد شليوط -

حُلُم

ألقى عليها نظرة قصيرة فاحصة. عيناه لامست كل جسدها، من قمّة رأسها إلى أخمص قدميها، ما ظهر منه وما اختفى.

التقت عيناها بعينيه، غضّ طرفه ثانية وعاد ليثبت ناظريه بناظريها، ابتسامة خفيفة وناعمة ارتسمت على شفتيها.. جمد الدم في عروقه وتحوّل إلى كتلة من الجليد.. اتّسعت ابتسامتها وكتم أنفاسه.. الابتسامة على وجنتيها اتسعت وبانت أسنانها البيضاء الصغيرة، فذاب الثلج على قلبه ودبّت الحرارة فيه، خُيّلَ إليه أنه يبادلها الابتسامة.. اقترب منها، اقتربت منه، فتح فاه وحرّك شفتيه:

ألم تتأخري.. بلى تأخرت كثيرا، لماذا تأخرت؟

ردّت عليه بارتعاشة:

لا.. لم أتأخر، أنت قدمت باكرا! بلى جئت باكرا.. لا تحاول.

حرّك رأسه بحيرة ونكّس ناظريه، وقال في سرّه: هل أخطأت المكان؟ هل خانني الزمان؟

 

 الواهم

جاءني كعادته نافشا ريشه، باسطا يديه الطويلتين، أرسل نظرة من عينيه المدفونتين تحت حاجبين كثين أخذ يغزوهما الشيب، وجّه إليّ تهديده ووعيده: إياك والسير مع تلك المجموعة الفاسدة.. الحاقدة.. تلك المجموعة التي تسعى إلى تخريب البلد، وتقويض أسس أمنه واستقراره، تلك المجموعة الحقيرة.. الخسيسة.. إياك والاقتراب منها.. إياك والتحدث مع أي من أفرادها.. إن القائمة طويلة وحاشدة بالأسماء، فلا تجعل اسمك النظيف يكون واحدا منهم.. إني حذرتك وأكرر تحذيري، فورائي أجهزة قوية وفعالة ونشيطة، لا يمكنك الهروب من عيونها وآذانها، ويمكنها أن تعطل حركة تلك المجموعة في أي لحظة.

نظرت إليه نظرة طويلة بعينيّ الصغيرتين الهادئتين، نهضت وأدرت له ظهري وسرت..


* شفاعمرو.

التعليقات