22/04/2012 - 00:15

هاوية، هاوية لا غير / عمر زيادة

أرى عصافيرَ كثيرة تطلعُ من الصّدى ولكن.. لا سماءْ!

هاوية، هاوية لا غير / عمر زيادة

جسد

زوّجيني 
نافذتَكِ الفاحشة، 
زوّجيني سريرَكِ
النّابحَ على قمر اللّحمِ،

زوّجيني خطاياكِ
كلّها، 

خطاياكِ اللانهائيّة،

حينَ أخمشُ
جسدَكِ
قطّةً قطّةً،

وتنتبهُ
الغُرَفُ المسعورة
إلى شامَةٍ تتصاعدُ 
من لغتي.

----
مضربٌ عن الحبّ 
عن الوطن.. عن اللّغةِ 
عن كواكبِ التّداعي والعتمة 
عن الصّدى الخافت في جناح فراشة
عن النّساء المتعفّنات بين أصابعي
عن الجنس ..
عن الأسِرّة التي لم تعد تتّسعُ لجسدين منسيينْ
عن الوقتِ والجدوى ..
عن شوارع التّاريخِ الخلفيّة
عن مواسمِ الغجر النّابحة على قمر الرّحيل
عن النّهايات البطوليّة دائمًا.. الهوليوديّة دائمًا.. الهائلة دائمًا
عن الموتِ وقوفًا؛ كحصان كاسدْ
عن الهواء يلتهمُ النّوافذ.. والشُّرف المكسورة
عن الأمكنة.. ولا أمكنة ..

مضربٌ..
عن النّهر والولادة.. 
عن ما تبقّى من اسمي... ومنّي،

وعنّي..
إلى آخر القصيدة.

 

غُبار، غُبار
بحصانٍ بارد.. وسيفٍ مكسور.. عائدًا من مدنِ الرّمل.. والهباء
إلى معاركِ التّكنولوجيا في رأسهِ البعيد،
إلى كيبورد أصابعه البالية،
إلى فنادق الأرق.. والتّلاشي..
إلى امرأةٍ تنخرُ عظامه.. حتّى الشّجرة الرّماد..
إلى أصدقاء.. يكسرون خبزهم على مائدة الخديعة...

الفارسُ الأخيرُ.. 

يعلّقُ غُبارَهُ على مشجبِ العالم
.
.
.
.
وينطفئ!

 

مُنتَهى
القصيدة الأخيرة
للّتي من وجعٍ وغبار 
تدقّ كساعةٍ غائمة 
في كتف الحائط 
معلنةً 
ولادةَ النّهائيّ:

أرى عصافيرَ
كثيرة 
تطلعُ من الصّدى 

ولكن.. لا سماءْ!

 

 

* شاعر من نابلس.

التعليقات