تعرّفوا إلى الوجبة الرمضانية الثالثة بين الإفطار والسحور

تعرّفوا إلى الوجبة الرمضانية الثالثة بين الإفطار والسحور

تعتبر "الغبقة" إحدى العادات الرمضانية القديمة، التي لا تزال تعيش في المجتمع القطري والخليجي تعزيزاً للتعارف والترابط الجماعي، كما تطورت لأشكال متعددة مع الحداثة.

وهي عادة خليجية يحافظ عليها القطريون طوال شهر رمضان، بعد صلاة التراويح، تجمع الأهل والأصدقاء على مائدة ما بين الإفطار والسحور.

وتعني الغبقة عند الخليجيين العشاء الرمضاني المتأخر، الذي يسبق وجبة السحور، وهي أيضا كلمة عربية أصيلة من حياة البادية، ويرجع أصلها إلى الغبوق، أي حليب الناقة الذي يشرب ليلًا. 

ومن المعتاد أن تقام الغبقة بين الساعة الحادية عشرة ليلًا والثانية.

تراث أصيل: 

عبّر المواطن القطري عبد الله بن محمد عن أنه "رغم تأثير الحداثة على الغبقة إلا أنها مستمرة كتقليد تراثي يجمع أبناء الأحياء والفرجان وكأنهم أسرة واحدة في المجالس؛ ويتبادل فيها الأهل والأقارب أواصر المودة والمحبة".
وأضاف "نحن القطريون نحرص على التمسك بالعادات والتقاليد التي ورثناها عن أجدادنا"، مشيراً إلى أنه "جرت العادة إقامة غبقات خاصة للرجال وأخرى للنساء".

أطعمة تراثية: 

وقال بن محمد "اشتهرت الغبقات قديما بعدد من المأكولات، أهمها وجبة (لمحمر) والمكونة من الأرز المطبوخ بخلاصة التمر، والسمك الصافي المقلي".

بالإضافة إلى الثريد، وهو خبز مفتت ولحم ومرق، والهريس، وهو القمح المغلي المهروس أو المطحون مع اللحم.

لكن مائدة "الغبقة" أصبحت في أيامنا هذه أكثر تنوعا، ودخلت عليها الأطباق الغربية والحلويات المحلية والشرقية والغربية.

بين التراث والحداثة:

ولا تقتصر إقامة الغبقات الرمضانية في قطر على المجلس والبيوت بين العائلات والأصدقاء والأقارب، بل انتقلت إلى الفنادق والخيام الرمضانية سواء من الأشخاص أو المؤسسات.


وتجد مؤسسات الدولة والشركات ومنظمات المجتمع المدني في الغبقات فرصة لتعزيز علاقات منتسبيها وتحسين العلاقة بين المسؤولين والعاملين.

وغلى الرغم من إقامتها في الفنادق، إلا أن نوعية المأكولات المقدمة دائماً ما يكون على رأسها الأطعمة التراثية والمحلية.

وتتنافس الفنادق في إقامة الخيام الرمضانية، التي تصمم خصيصاً لشهر رمضان، ويغلب عليها الطابع التراثي، وتُقيم المؤسسات المختلفة فيها فعاليتها وغبقتها السنوية.

وينفق القطريون مبالغ باهظة على إقامة الغبقات الرمضانية، وتنشط الأسواق ويرتفع معدل الاستهلاك، فهي موسم هام جداً للفنادق ودور الضيافة.

دورية بين الأهالي:

من جانبه، قال القطري جاسم بن أحمد إن كبار السن والعائلات يرون أن هذه العادة تمثل كرم وحفاوة أهل قطر بالضيف، وهي صورة من العلاقات الاجتماعية الكريمة التي يقدم فيها الشيء الكثير بما يليق بالضيوف.

وأضاف أن تلك العادة تكون دورية بين أهالي الفريج (الأحياء) الواحد، بحيث يكون العشاء الرمضاني الغبقة كل يوم عند فرد وهكذا حتى نهاية الشهر الكريم.

التعليقات