كيف يمكن تهيئة الجسم لصيام شهر رمضان؟

كيف يمكن تهيئة الجسم لصيام شهر رمضان؟

أهم ما يميز شهر رمضان هو الصيام عن الطعام والشراب والمفطرات من الفجر وحتى غروب الشمس، ولكن الأمر المهم والذي يغيب عن بال معظم الصائمين هو أهمية تهيئة الجسم للصيام وتحضيره للتأقلم من الناحية الغذائية مع الساعات الطويلة للصيام الأمر الذي يخفف عنهم الكثير من التعب ويجنبهم الشعور بالإرهاق بسرعة والإصابة بالصداع والاضطرابات في الجهاز الهضمي والمعدة.

يواجه العديد من الصائمين عدة مشاكل صحية خاصة في الأيام الأولى من الصيام بسبب تغير نظامهم الغذائي بشكل مفاجئ وانقطاعهم عن الطعام والماء لفترة طويلة من النهار.

إن الوقت الأفضل لتهيئة الجسم للصيام هو الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان، وتتم تلك العملية عن طريق إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد في حياته اليومية. وفي ما يلي أهم الخطوات والإرشادات لمساعدة الجسم على الاستعداد للصيام:

استشارة طبيب

من المهم جدا استشارة الطبيب للأشخاص الذين ينوون الصيام ولديهم أمراض مزمنة مثل السكري وخاصة النوع الأول منه، وأمراض الضغط والقلب، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب والتأكد من إمكانية الصيام في رمضان بما لا يتعارض مع مرض الفرد وصحته وتنظيم الأدوية إن وجدت تبعا لذلك، ويمكن إجراء بعض التحاليل والفحوص.

الحد من الكافايين بشكل تدريجي

من الضروري جدا التدرج في تقليل نسب الكافايين اليومية التي يستهلكها الجسم قبل بدء شهر رمضان، لأنه في حال توقفنا عن تناول القهوة بشكل مفاجئ ولوقت طويل قد يتسبب ذلك بأعراض انسحابية سلبية مثل التوتر ونقص التركيز بالإضافة للتعب و التغير الحاد للمزاج، لذلك يجب التقليل تدريجيا في عدد أكواب القهوة لتجنب تلك الأعراض.

التخلص من العادات المغلوطة

من الضروري التخلص من العادات الغذائية الخاطئة قبل قدوم شهر رمضان، فذلك يجنبك الإرهاق والتعب والمزاجية والعصبية أثناء الصيام.

ومن أهم تلك العادات غير الصحية الإفراط في شرب المنبهات خاصة التي تحتوي على نسب عالية من الكافايين بالإضافة للإكثار من تناول الحلويات والسكر، حيث أن استهلاك السكريات والكافايين بشكل مفرط طوال السنة ثم التوقف عنها بشكل مفاجئ ولوقت طويل من اليوم يسبب بعض ردود الأفعال من الجسم مثل التوتر والعصبية والصداع والإمساك.

ولكي تتجنب هذه الأعراض يمكن التقليل تدريجيا من عدد الأكواب يوميا من المنبهات لدى الفرد، والتدرج في تقليل السكريات ضمن النظام الغذائي اليومي واستبداله بوجبات صحية.

خطط لوجباتك

الكثير من الناس يستغلون فترة الصيام خلال شهر رمضان من أجل تطبيق برامج صحية وغذائية بهدف زيادة أو إنقاص الوزن أو الحفاظ على روتين صحي للجسم.

إن جميع الصائمين وخاصة الفئة التي تتبع أنظمة صحية يجب أن يقوموا بتنظيم وجباتهم الغذائية التي يتناولونها في رمضان في الوقت بين الإفطار والسحور، ومن ثم شراء الأطعمة الصحية والمكونات اللازمة لإعداد وجباتهم الخاصة.

من المهم أن تحتوي هذه الأطعمة على الكثير من الخضروات والفواكه بسبب فوائدها ولأنها لا تستغرق وقتا في التحضير والطبخ وهذا يجنب الفرد اللجوء لوجبات سريعة غير صحية.

بجانب ذلك، من المهم التركيز على تقليل الوجبات الخفيفة بين الوجبتين الرئيسيتين في شهر رمضان وهما الإفطار والسحور كالمكسرات والحلويات الدسمة ويفضل الابتعاد عنها نهائيا أو استبدالها بوجبات خفيفة صحية مثل الفواكه والخضروات.

تنظيم النوم

أن تنال قسطا وافرا من الراحة والنوم شيء أساسي في حياتك اليومية وبشكل خاص في شهر رمضان، فقد يعاني البعض من تغيرات في الحالة المزاجية بجانب التعب والإرهاق نتيجة اضطراب عمل الساعة البيولوجية بسبب تغير مواعيد النوم إلى النوم في النهار والاستيقاظ في الليل.

وللتخفيف من آثار هذه المشكلة يمكن البدء بتقليل ساعات السهر والنوم باكرا والاستيقاظ عند الفجر، بالإضافة إلى تقليل وقت القيلولة أو محاولة الاستغناء عنها. إن تنظيم ساعات النوم خلال شهر رمضان يساعدك على تخطي الكثير من التعب والجوع أثناء الصيام.

ابدأ بالصيام مسبقا

ابدأ بالصيام مسبقاً

تعتبر هذه الخطوة مهمة جدا ولها فائدة كبيرة في تحضير الجسم لصيام شهر رمضان، حيث يمكن البدء بالصيام في الأيام البيض من الشهر الهجري وأيام الإثنين والخميس.

ارفع جودة الطعام في وجباتك

حتى وإن كنت غير مدمن على المنبهات أو السكريات، فإن احتمال أن تصاب بهبوط في الضغط أو بالإرهاق الشديد في أيام الصيام الأولى هو احتمال غير ضئيل، ويعود ذلك لشح المخزون الغذائي في جسمك واتباعك عادات خاطئة في تناول الطعام والاعتماد على الأطعمة قليلة العناصر الغذائية والتي تعطي شعورا آنيا بالشبع ثم تختفي لاحقا، وبالتالي يقوم جسدك باستهلاك مخزون الدهون والعضلات بسرعة.

ولكي يكون جسمنا قادرا على تحمل الصيام يجب اتباع أنظمة متوازنة صحية تشمل أطعمة غنية بالبروتين والألياف والبوتاسيوم مثل البيض والحليب والخضروات والفواكه المجففة، حيث أن تلك الأغذية والعناصر الغذائية تعطي شعورا بالشبع لمدة طويلة خلال النهار وبالتالي يبقى الجسم متماسكا وقويا أثناء الصيام.

التخفيف من التدخين

إن الابتعاد عن التدخين والانقطاع عنه لساعات طويلة خلال النهار هو التحدي الأصعب للمدخنين، حيث يعاني المدخن أثناء صيامه من نوبات غضب وتقلب حاد في المزاج بالإضافة للإرهاق وضعف في التركيز على المهام اليومية بالشكل المطلوب، وتفاديا لذلك يجب على المدخنين العمل على تقليل عدد السجائر خلال اليوم إلى النصف أو أقل والبدء بذلك بشكل تدريجي. وقد يكون شهر رمضان فرصة مناسبة لبعض الأشخاص للإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.

التقليل من البهارات الحارة والملح في الطعام

حيث أن الأطعمة الحارة والمالحة تسبب العطش الشديد خاصة أثناء الأيام الأولى للصيام وقد تؤدي للجفاف، لذلك من المهم البدء بالتقليل من وضع الملح والبهارات وخاصة الحارة منها على الطعام قبل عدة أيام من بداية شهر رمضان لكي يعتاد الجسم على هذا التغيير ونتجنب تعريضه للجفاف.

تأخير وجبة الغداء

يمكن التحضر للصيام في شهر رمضان عن طريق تغيير موعد الغداء اليومي المعتاد وتأخيره بضع ساعات من أجل مساعدة الجسم على الاستعداد للصيام الصبر وانتظار موعد الإفطار في رمضان عند أذان المغرب.

التعليقات