كل ما تريد معرفته عن الفلفل الحار
محبوب الكثيرين وعدو الكثيرين كذلك. الفلفل الحار بألوانه وأنواعه ودرجاته رفيق السفرة والمأكولات العربية في السلطات والطبخ وحتى نيئا جانب الخضروات. سنجيب هنا على الأسئلة التي تراودنا جميعا بخصوص الفلفل.
سبب حرارة الفلفل الحار
كم مرة جلست العائلة على مائدة الغداء وتناول الأب حبة من الفلفل الأخضر ليأكلها نيئة كما يفضلها ويقول "يا سلام حارة كما أحبها!" وخلال دقائق قليلة تبدأ الحازوقة وسيلان الدموع ويحمرّ الوجه. ما سبب ردة الفعل هذه من قبل الجسم؟ السبب في هذه الأعراض هو مادة "الكابسايسين" وهي مادة تنتجها أنواع الفلفل للدفاع عن نفسها عند محاولة أكلها من قبل الحيوانات في الطبيعة. وهذه المادة هي التي تعطي للفلفل طعمه اللاذع وتسبب شعورا بالحرق للأنسجة التي تلامسها عند الثدييات بما في ذلك الإنسان طبعا. لا داعي للقلق من هذه الأعراض لأنها في معظم الوقت تزول بعد التوقف عن أكل الفلفل بوقتٍ قصير إلا في بعض الحالات النادرة من أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة.
كم وحدة سكوفيل يمكنك أن تتحمل؟
يتم قياس درجة حرارة الفلفل بوحدة قياس تدعى مقياس "سكوفيل" وكلما ارتفع عدد وحدات سكوفيل في الفلفل كان حارا أكثر. فمثلا يحتوي الفلفل ذو الشكل الكروي الكبير المعروف باسم "فلفل الجرس" على (صفر) من وحدات سكوفيل وهذا الأمر واضح من طعمه إذ أنه غير حار أبدا. أما الأنواع الأخرى الشائعة مثلا في المكسيك مثل "الشيبوتلي" و "الهالابينيو" فيحتويان حوالي 10000 وحدة ويعتبران حاران نسبيا مرورا "بالتاباسكو" الذي يحتوي على 50000 وحدة ويعتبر حارا للغاية. ويتبوأ عرش الفلفل الحار بدون منازع نوع شيطاني من الفلفل سيجعلك تندم أنك تجرأت بالنظر إليه يدعى "كارولينا ريبر" أو "سفاح كارولينا" الذي يحتوي على 2200000 وحدة سكوفيل. إذا أردت أن تتعرف أكثر على هذا النوع من الفلفل فاليوتيوب ممتلئ بتحدي تناوله وهذه الفيديوهات بدورها تندرج بتقديري تحت فئة الرعب والتراجيديا في آنٍ معا.
فوائد الفلفل الحار الصحية
بالرغم من العذاب الذي يمكن أن يترافق مع أكل الفلفل الحار فإن له فوائد لا يمكن إنكارها.
الوقاية من مرض السرطان
من المعروف أن الفلفل بكل أنواعه طعام صحي للغاية وغني بالعناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم التي تسمح له بمحاربة الأمراض، ومنها السرطان بالإضافة إلى احتوائه على مجموعة ضخمة من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم للقيام بعملياته الحيوية والأعمال اليومية. لكن يتميز الفلفل الحار باحتوائه على مادة الكابسايسين التي تشير الدراسات إلى أنها قد تلعب دورا في منع انتشار الخلايا السرطانية وانقسامها مما يعتبر أمرا جيدا للمرضى.
تأثير مسكن للألم
قد تظن أن الألم الذي تشعر به عند تناول الفلفل الحار ينسيك الآلام الأخرى التي تعاني منها وبهذا يكون له مفعول مسكن، لكن ليس هذا ما أعنيه. فقد أثبتت الدراسات أن مادة الكابسايسين قد يكون لها مفعول مسكن للآلام المتنوعة في الجسم وخصوصا آلام الرأس مثل الشقيقة والصداع وألم الأسنان.
تعزيز الجهاز المناعي
يعتبر الفلفل الحار غنيا بالفيتامين سي بكل ألوانه وأنواعه. حتى أن كمية الفيتامين سي الموجودة فيه تفوق كميته الموجودة في البرتقال والليمون مثلا. فتناول حبة منه سيزود الجسم بحاجته اليومية من هذا الفيتامين بشرط قدرة الجسم على امتصاصه. ويعتبر فيتامين سي أحد أهم الفيتامينات بالنسبة للجهاز المناعي وهو يقي من العدوى والالتهابات المتنوعة مثل الرشح الموسمي أو الإنفلونزا.
الفلفل الحار وداء السكري
يعمل تناول الفلفل الحار على تحفيز الجسم على إنتاج الأنسولين مما يساعد على تخفيف أعراض السكري من النوع الثاني تحديدا. وقد أثبتت الدراسات أن نسبة سكر الدم تنخفض بشكل ملحوظ عند المصابين بهذا المرض بعد تناول وجبة تتضمن الفلفل الحار. يتوجب إجراء دراسات علمية أكثر في هذا الخصوص لأن بعض الآراء الطبية ترى أن الفلفل الحار قد يتداخل دوائيا مع الأنسولين ولذلك ننصح القراء باستشارة الطبيب قبل تناول الفلفل الحار بشكل مكثف.
يخفف أعراض التهاب المفاصل
تشير الدراسات العلمية إلى قدرة الفلفل الحار عند تناوله بشكل منتظم على تخفيف أعراض التهاب المفاصل والروماتيزم.
صحة القلب وجهاز الدوران
تعمل مادة الكابسايسين وهي المادة الفعالة في الفلفل الحار على تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والذبحات الصدرية وتعزز صحة جهاز الدوران أي الأوعية والشرايين. كما أن لها قدرة على تخفيض مستويات الكوليسترول الضار في الدم. ولذلك يعتبر الفلفل الحار صديقا للذين يعانون من مشاكل القلب والشرايين ومع ذلك فمن الضروري استشارة الطبيب عند اتباع نظام غذائي غني به.
الفلفل الحار والقرحة المعدية
قد يكون تناول الفلفل الحار مؤلما للذين يعانون من القرحة المعدية ومن الشائع أن ينصح هؤلاء الأشخاص بعدم تناوله. ومع أن المزيد من الدراسات مطلوبة في هذا المضمار فإن الدراسات الطبية تشير إلى قدرة مادة الكابسايسين على الوقاية من القرحة على خلاف الظنون الشعبية. فبالإضافة إلى فيتامين سي المهم لصحة الجسم والجهاز المناعي على وجه الخصوص، يحتوي الفلفل الحار على مضادات التهاب قوية تعمل على تطهير الجسم والمجرى الهضمي على وجه الخصوص من الجراثيم والميكروبات التي يمكن أن تسبب العدوى ومشاكل الجهاز الهضمي. كما أن مادة الكابسايسين تعمل على تخفيف حدة الحمض الموجود في المعدة طبيعيا وتحمي بطانتها المخاطية من التلف.
الفلفل الحار والوزن الزائد
أثبتت الدراسات أن تناول الفلفل الحار المنتظم أو تضمينه في الحمية الغذائية قد يساهم تناول الفلفل الحار على عدم اكتساب الوزن الزائد. لأن مادة الكابسايسين تحفز الإستقلاب، وعدم احتوائه على السكر وعلى كميات قليلة من السعرات الحرارية. كما أن تناول بعض أنواع الفلفل الحار كفيل بأن يجعلك تكره تناول الطعام من تلقاء نفسك.
تكبير الشفاه
تعمد بعض الفتيات إلى فرك الشفتين بقطعة من الفلفل الحار الأمر الذي يزيد من حجم الشفاه لأنها تتورم بفعل الكابسايسين. من الصحيح أنك قد تحصلين على شفاه ممتلئة بوقت قصير لكن هل الأمر جدير بالألم؟ قبل أن تركضي إلى المطبخ وتمارسي تعذيب الذات بفرك شفتيكِ بالفلفل الحار يجب أن تعلمي أنه في بعض الحالات قد تسبب هذه العملية حروقا كيميائية على الشفتين. وأنه بإمكانك الاستعاضة عنه بأحمر الشفاه الذي تدخله مادة المنتول المستخرجة من النعناع ويمكنها أن تكسبك نفس النتيجة بعذاب أقل بكثير.
التعليقات