الاستهلاك في رمضان: بين الرغبة والحاجة

الاستهلاك في رمضان: بين الرغبة والحاجة

رغم سمو المعاني التي يكرسها شهر رمضان، الإحساس بالفقير والتدرب على حرمان النفس والتحكم في الرغبات والشهوات، غير أن هذه المعاني تحولت إلى توصيات، وأصبحت الرغبات تتحكم فينا وتسيرنا، حتى صارت ثقافة رمضان السائدة، بل واحدة من أبرز ميزاته، البذخ والإسراف في الشراء والاستهلاك.

وعبر فضيل خطيب من دير حنا عن واقع الحال قائلا إن 'مصروفات رمضان ومشترياته ترتفع بسبب سياسة الإغراء التي تتبعها شركات المواد الغذائية في حملاتها'، مؤكدا أن 'استهلاك الطعام يقل بشكل طبيعي في رمضان، ومع ذلك تزداد المشتريات بسبب حملات التسويق المكثفة، وأن الأصل في هذا الشهر هو الشعور بالفقراء والمحرومين وليس البذخ'.

بدره، قال وليد بدارنة من سخنين، إن 'رمضان يشهد زيادة هائلة في حجم المشتريات، وهذا أصبح جزء من ثقافة التسوق في رمضان، رغم أن معظم هذه المشتريات لا تستهلك وتتكدس، وأعتقد أننا نخطئ معاني الشهر الفضيل عبر هذا السلوك'.

بينما يرى مروان أبو علي من سخنين، أنه 'يفترض أن انخفاض المشتريات في رمضان أمر طبيعي بسبب طبيعة الصيام وفتراته الطويلة، ثقافة الاستهلاك تعود بالأساس في مجتمعنا لربات المنازل فهن من يحدد هذا الأمر، الشيء الوحيد الذي قد يستهلك بكثرة في رمضان هو حلويات رمضان وهذا طبيعي'.

وفي هذا السياق أكد صاحب محلات بقالة في سخنين، إبراهيم زبيدات، أن 'هناك ارتفاعًا نسبيا بالمشتريات خلال شهر رمضان، الناس تشتري وتحب أن يتوفر لديها كل المستلزمات، وأعتقد أن نسبة ارتفاع الاستهلاك لا تقل عن 15%، وربما يعود هذا السلوك لاتباع تسويق الحملات التجارية، للأسف صرنا في الشهر الفضيل نهتم أكثر بأنواع الطعام وليس في معاني الشهر الفضيل'. 

ما بين الرغبة والحاجة

وينصح المستشار الاقتصادي محمد يحيى مصالحة، بإتباع عدة خطوات في شهر رمضان للمحافظة على موازنة في الميزانية، وحتى إمكانية توفير 30% من المصروفات المعتادة.

وقال مصالحة في حديثه لـ'عرب 48': 'القاعدة الأولى لنمط التسوق الصحيح، والذي ينطبق كذلك على شهر رمضان، عدم الذهاب للتسوق وأنت جائع، كي تتمكن من التمييز بين الرغبة والحاجة، فما يحدث أننا نصل في رمضان إلى البقالة او المجمع التجاري ونحن جياع، لتحركنا الرغبة لا الحاجة.'

والقاعدة الثانية، بحسب مصالحة، ' لا تذهب للتسوق بدون قائمة مشتريات حددتها لنفسك قبل خروجك من البيت، واحرص على الالتزام بقائمة المشتريات قدر الإمكان'.

أما القاعدة الثالثة فهي التنظيم، إذ يقول مصالحة، 'في الشهور العادية لدينا يوميا 3 وجبات رئيسية، في رمضان وجبتين فقط، وهذا يعني أن هناك فرصة لتوفير 30% من المصروفات على المواد الغذائية، ولتطبيق ذلك عليك أن تخطط الشهر، أفهم أن الإنسان تقوده رغباته بعد صيام 16 ساعة يوميا، ولكن يمكن تلبية هذه الرغبات عبر التطبيق المسبق لهذه الإستراتيجية، ما يمكن حتى من اختيار أصناف الطعام المحببة.'

والقاعدة الرابعة، كما أكد مصالحة، 'ألا تكون عملية الشراء التي تتبعها منجرة وراء الحملات والتخفيضات، حتى إن توفرت، بالذات في الحملات التي لا تجبرك فقط على الشراء، بل على الاستهلاك كذلك، مثال على ذلك، إن كنت تستخدم مسحوق غسيل لشهر وهناك حملة مغرية بنصف السعر، ويمكنك استخدام هذا المسحوق في الشهر الذي يليه فمن الجيد الاستفادة من الحملة، أما في حال كنت تستهلك كعكة أسبوعيا، وهناك حملة مغرية لثلاثة كعكات، واستهلكت في الأسبوع 3 كعكات فأنت لم توفر، بل بالغت في الإسراف وتناول الطعام، مع ما يرافقه من سكر ودهون وغيرها من مواد ضارة'.

 









التعليقات