ما فوائد صوم رمضان لدى الأطفال؟
رمضانُ الخير، رمضانُ العبادة، الشهر الأقرب لقلوب المسلمين، هو شهرُ الوحي الذّي أُنزل فيه القُرآن الكريم على أطهر الخُلق محمد صلّ اللهُ عليهِ وسلّم في ليلةِ القدر.
لهذا الشّهر مكانة خاصّة في قلوب المسلمين، فمن نشأ وتربّى في بيتٍ مؤمنٍ مُسلمٍ، عَرِفَ هذا الأمر.
ولا بُدّ من أن الأطفال يرثون الطّاعات عن آبائهم، فإنْ صَلُحَ الرّاعي صلُحَت الرّعيّة.
وبوجود العديد من الأمور الرّوحانيّة التّي يتم تعليمها وتلقينها للطّفل عن هذا الشّهر، لا ننسى أنّ لهُ فوائدا صحيّة ونفسيّة تؤثر عليه من صِغرِهِ وتنشأ معهُ.
فوائد الصّيام الصّحيّة لدى الأطفال
تعود الفوائد الصّحية للصّيام على الطّفل كما هي على الكبار، من تعزيزٍ للمناعة، منح القوة والنّشاط، كما أن الصّوم يساعد على تنظيفِ الجسم من الشوائبِ والسموم، ويعزز صحة الكبد والبنكرياس، الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، كما أنّه يساعد على التّخلُّص من الدّهون عند الأطفال المُصابين بالسُّمنة.
فوائد الصّيام عند الأطفال النفسيّة
تتركّز فائدة الصّيام الأهم عند الأطفال، بتعزيز وتنمية مشاعر البهجة والحب لشهر رمضان، هذا الأمر الذي ينمو ويزيد مع الطفل كلّ عام.
تقوية العلاقة مع الله عز وجل
الصّوم عندَ الطّفل يعلِمُهُ على تقويةِ العلاقة مع الله عزَّ وجل، يعلِمُهُ الصبر، يُهذبُ نفسَهُ ويُهذبُ أخلَاقه.
تنمية شعور المساعدة
يزيد بقلبه شعور المساعدة، ما إنْ رأى الجميع يقومون بالتّحضير للمائدة، سيفعل مثلَ ما رأى، لا تقمْ برَدعِهِ، فهذا تصرفٌ نبعَ من قلبه، لينمو ويزيد عِنده الإحساس بالآخرين ومساعدتهم، فاللّطيف مع عائلته لطيفٌ مع الجميع.
ضبط النفس
كما أنّ الصيام يعلّم الطّفل على حفظ لسانه، فعلى الأهل تعليمهُ ما إنْ تعرّضَ لهُ جاهل قامَ بشتمهِ فليقل لهُ: اللّهم إنّي صائم.
تعويد الطفل على الصبر
كما أن الصّبر عند عدم الحصول على الشيء الذي تريده في اللّحظة ذاتها هو أمر مهم لنضج الشخصيّة الإنسانيّة، فشهرُ رمضان يعتبر من أهم الدورات التدريبية التي قد يتعرّض لها الطّفل من أجل هذا الأمر.
تعريف الطفل على الأمور الروحانية
الصيام يعدّ المدخل الرئيسي للتّقوى، فإنْ تمّ تدريب الطّفل على الصّيام وكل الأمور الرّوحانيّة فلا تخفْ عليه، فمن شبَّ على شيءٍ شابَ عليه، هذه الأمور كلها هي التي تدفعهُ ليكون ذو خلقٍ جيّد وصفات حميدة.
فرمضان وقت مثالي لتحسين السّلوك، وذلك بالتحكّم في مشاعره السلبية.
مع فوائد صيام الطّفل، علينا أن نتعاملْ مع الأمر بتنظيم وضبط ومراقبة
لا عليك أن تدع الطّفل يصوم في الأيام التي لم يتناول فيها وجبة السّحور، فالأمر ليس بذلك التّعقيد بالنسبة للأطفال، ولا تقم بتأخير وجبة العشاء وأن تقوم باحتسابها سحورا، هذا سوف يزيد من عدد الساعات التي لم يتناول فيها طفلك الطعام، قد يتعرّض في هذه الحالات إلى جفاف في جسمه أو نقص في مستوى السّكر.
لا تدع الطّفل تحت سن العاشرة بصيام الشهر كاملا، كي يتعوّد الطّفل على الصيام عليكَ بالتّدرُّج معه، فمثلا: عندما يكون في سن السابعة اسمحْ لهُ بالصيام يوم والإفطار يومان أو ثلاثة، وهكذا، قم بالزيادة في كل سنة.
قدرة الطّفل على الصيام تكون مختلفة عند كلّ طفل، ليس من الضروري طفل في سن العاشرة أن يقوم بالصيام وطفل غيره يقوم بالأمر ذاته، هذا يختلف حسب الحالة الصحية وبنية الطفل.
ألا يكون الطّفل لديه أي علامات تدلّ على نقص السكر.
في حال كان الطّفل مصاب بالرّبو أو أي أمراض مزمنة تحتاج لسوائل، أو الأمراض التي تحتاج إلى أدوية بانتظام والأمراض الحادّة والخبيثة، كلّ هؤلاء نحذر من صيامهم، فقد تزداد حالتهم الصّحيّة سوءًا.
إذا كان الطفل مصابا بالسّمنة خلال هذه الفترة فسوف ينتهز الفرصة في تقليل وزنه، في حال كانت السّمنة غير ناتجة عن حالة مرضيّة.
نصائح لمساعدة الطّفل على الصّيام بشكل آمن
النّوم الكافي للطّفل في اللّيل
تنظيم النّوم عند الطّفل يضمن عدم تأثير الصّيام على دراسته.
أن يقوم بتناول وجبة السحور
وجبة السحور للطفل أمر ضروري ومهم لصحته.
أن يقلع الطّفل عن جميع الأنشطة التّي تقوم باستنزاف طاقته
الأنشطة التي تزيد عنده الإحساس بالجوع والعطش.
الإفطار المتوازن
شرط أساسي من أجل صيام صحيّ، يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على بروتينات، دهون غير مُعقدة ونشويّات وذلك حرصا من أي اضطرابات معويّة قد تصيب الطّفل.
تشجيعهُ على تناول الفواكه وشرب المياه
ما بين وجبة الإفطار ووجبة السّحور يجب على الطفل تناول الفواكه والخضار بأنواعها من أجل تعويض النّقص.
إمداد الطّفل بالسّوائل المتنوعة والانتباه للسّعرات الحراريّة
الجوع الذي تعرّض لهُ خلال النّهار قد يدفعهُ إلى أن يتناول كميّات كبيرة من الحلوى مثلا، هذا يسبب زيادة وزنهُ بشكل غير آمن.
عدم السّماح للطّفل بالصّيام
في حال كان مريضا أو مصابا بأي أمراض طارئة حتى يتعافى تماما.
تعديل أوقات الأدوية
في حال كان مريضا بأمراض مزمنة، عليك تعديل الأوقات بأن تكون متوافقة مع فترات الإفطار، وذلك يكون تحت إشراف الطّبيب المُختصّ.
ماذا أُخبر طفلي عن رمضان؟
نحن نعلم بأن شهر رمضان ليس فقط للامتناع عن الطّعام والشراب، بل هو ترويضٌ للنّفس، وتهدئة للنّفس والإحساس بالمحرومين، وأنّه شهر القُرب من الله عز وجلّ.
لذلك علينا أن نشرح للطفل عن:
شهر رمضان، ولماذا فُرِضَ علينا؟
شرح مبسط عن ثوابه وأجره كي لا يكون هذا الشهر عند الطفل مجرد عادة وليس عبادة.
إن الله سبحانه وتعالى اختارَ شهر رمضان ليُنزّل فيه القُرآن
شرح عن مدى أهمية الصيام وكم يقرّبنا من الله تعالى، وأنّهُ سيرضى عنّا عند تنفيذ أوامره وفروضه.
أنّ الصّوم لا يقتصر أبدا على الطّعام والشراب
ليس فقط الصيام عن الطعام والشراب بل هناك العديد من الأمور التي يجب الابتعاد عنها مثل الكذب وغيرها.
الشرح لهُ في حال قمنا بتناول أي شيء عن طريق الخطأ
النسيان في هذه الحالة هو كرمٌ من الله لمساعدتنا.
ما السبب بأنّ الله تعالى منعنا عن الطّعام والشراب خلال هذا الشّهر؟
لنعرف النّعم التّي أنعمها الله تعالى علينا من طعامٍ وشراب، والإحساس بالمحرومين والعطف أكثر عليهم.
نصائح لتشجيع الطّفل على صيام شهر رمضان
في حين يلجأ بعض الأهل إلى أسلوب التّرهيب للالتزام بشهر رمضان، لكن هذا الأمر حتما خاطئ، يجب على الأهل مراعاة قدرة أطفالهم، وعدم تحميل الطّفل أي مشقّة، والحذر الشديد من القسوة عليه طلبا الالتزام منه، فكل هذه الأمور لن تُجد نفعا.
لتدريب الطّفل على الصّيام وتشجيعهُ:
التحدث مع الطّفل عن شهر رمضان
التحدث عن أهميّة هذا الشّهر في قلوبنا كمسلمين، والثّواب والأجر الكبير الذي ينالهُ الصّائم.
التّدرُّج بساعات الصيام
مشاركتهُ خلال فترة الصيام باللعب بالألعاب غير المتعبة أو القراءة كي لا يقوم بالاستسلام للجوع والعطش ويُفطر.
عدم توبيخ الطفل
إنْ اكتشفت بأن ولدك لم يقم بالالتزام، لا تقم بتوبيخهُ بشكل مهين لهُ، بل قم بنصحهِ وذكّرهُ بأهمية الصّيام ومكانة الصّائم عند الله عز وجلّ.
إعداد الأطباق المشهيّة التي يحبها طفلك على الإفطار والسحور
لتشجيعه وذلك بتحضير الأطباق التي يحبها.
أن تقوموا بمشاركته بالأمور الروحانية
كاصطحابه لأداء صلاة التّراويح، أو توزيع الطعام على المحتاجين، وقراءة القرآن والصلاة معهُ.
تأخير وجبة السحور قدر الإمكان
وذلك بسبب انه مُقبل على صيام يوم كامل.
الملاحظة والانتباه
من أجل الحدّ من المجهود الذي يقوم ببذلهِ، كي لا يشعر بأي تعب أو وهن.
التعليقات