كيف يمكن تنظيم الدراسة خلال رمضان؟

كيف يمكن تنظيم الدراسة خلال رمضان؟

إن الدراسة في شهر رمضان تعد من المهمات الصعبة على الطلاب ولا سيما عندما يتزامن هذا الشهر مع أوقات دوام المدارس أو الجامعات وامتحانات العام الدراسي. لهذا قد يحتاج العمل على تنظيم الدراسة إلى تنسيق وخطوات مفصلية لأجل الوصول لأقصى استفادة خلال شهر رمضان ودون التأثير على الحصيلة العلمية.

كيف يؤثر شهر رمضان على الدراسة؟

كيف يؤثر شهر رمضان على الدراسة؟

في كثير من الحالات يأتي شهر رمضان قريبا من فترة الامتحانات الخاصة بالمدارس أو الجامعات وغيرها، مما يؤثر سلبا على الطلاب من حيث التحصيل الدراسي نتيجة شعورهم بحالة عجز في ما يخص الأسلوب المناسب للدراسة في هذا الشهر.

ويلاحظ أن فترة النهار طويلة (فترة الصيام) وفترة ما بعد الإفطار قصيرة وفيها يكون الطلاب متخمين من تناول الطعام ومتابعة البرامج التلفزيونية أو مقابلة الأقارب والأصدقاء، فهذا التقسيم للوقت يجعل من الدراسة وخصوصا في فترة الامتحان أمرا صعبا جدا ويحتاج للكثير من حسن التصرف والتخطيط والحكمة من الطالب حتى يستطيع أن يتعامل مع الظروف المحيطة به.

لكي يتخطى الطالب هذه المشكلة عليه أن يتصرف بعقلانية ورغبة سليمة لكي يصل إلى الطريقة الأفضل في دراسته، ثم بعد ذلك يبدأ بالتفكير حول كيفية التفوق بها. وقد أثبتت العديد من الدراسات أن النجاح والتفوق يتحقق في شهر رمضان تماما مثل غيره من الأشهر إذا كان الطالب منظما وهادئا في أدائه الدراسي ويصب تركيزه في التنظيم والتخطيط المناسب.

كيف يمكن تنظيم الدراسة خلال شهر رمضان؟

هناك مجموعة من الخطوات التي يجب على الطالب اتباعها لكي ينظم دراسته خلال شهر رمضان، نذكر منها ما يلي:

تحليل الوقت المتوفر للدراسة في كل يوم

يجب على الطالب بدايةً أن يقوم بتحليل الأوقات المتاحة للدراسة، فمثلا يبدأ بتحديد ساعات ذهابه للمدرسة، ثم تحديد عدد الساعات التي يستغرقها الإفطار وما بعده وتوقيت السحور وما يتبعه من برامج تلفزيونية، وبعد جمع هذه الأوقات يقوم بتحديد الوقت الخاص بدراسته بين تلك الأوقات.

كما يجب التأكد من أوقات الخروج من المنزل أو حضور أحد الأقارب للمنزل، وعندما يضع الطالب هذه المنظومة يصبح قادرا على الدراسة بشكل أفضل لأن كمية الساعات لم تتغير بل مواعيدها التي تغيرت فقط.

الاستفادة من الدراسة الصباحية

تعتبر الدراسة الصباحية ولا سيما في الصباح الباكر بعد ساعات الفجر من أفضل الأوقات للدراسة. حتى خلال الأيام العادية أثبتت كثير من الدراسات أهمية الدراسة في هذا الوقت حيث يستيقظ الإنسان ويكون الدماغ قد نال قسطا كافيا من الراحة فيكون في كامل النشاط واليقظة لاستغلاله بالدراسة، إضافة إلى الهدوء في هذا الوقت من اليوم فيستطيع الطالب أن يركز جيدا، وفي شهر رمضان لن يشعر الطالب في الساعات الأولى من الصباح بالعطش أو الجوع، ما يعني أن كافة أجزاء جسمه متاحة للتركيز والإقبال على الدراسة.

تحديد أوقات مخصصة للراحة

من الجيد أن يقوم الطالب بالتخطيط لساعات يستغلها في الراحة، حيث في شهر رمضان غالبا ما تكون فترة الصيام طويلة تصل أحيانا إلى 16 ساعة مما يشعر الطالب بالإرهاق والعطش والجوع.

ويمكن للطالب أن يحدد أفضل الأوقات المتاحة لكي يرتاح وذلك حسب برنامج الدراسة عند كل طالب، فمثلا إذا كان طالب جامعة يستطيع أن يختار وقت الراحة بعد عودته للمنزل مباشرةً أو قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، وتأتي أهمية هذا الوقت من الراحة بأن الطالب يستعيد الطاقة والقدرة على التعامل مع باقي اليوم لأجل الدراسة، لذا يجب عدم إهمال هذا الوقت أثناء التخطيط للدراسة.

عدم القيام بعدة مهمات في نفس اليوم

يجب الأخذ بعين الاعتبار دائما أنه عند الرغبة بالدراسة يجب أن يتم التركيز على مادة واحدة من المواد الدراسية خلال اليوم، وعدم تشتيت الانتباه في أكثر من مادة، لأن دراسة مادة واحدة والتعامل معها يجعل الطالب يفهمها بشكل أفضل، مما يمكن الطالب من أن يحدد في كل يوم مادة للدراسة، لأن الغاية هي التركيز والتفوق وليس النجاح فقط.

الكمية التي يجب تناولها من الطعام

تعد طبيعة الطعام التي يجب تناولها من أهم الأمور التي يجدر الانتباه إليها، وتشمل طبيعة الطعام كميته ونوعيته، حيث أن تناول كمية طعام كبيرة في وقت الإفطار يعطي نتيجة سلبية من الكسل والخمول، وبالتالي ضعفا في القدرة الدراسية لساعات بعد الإفطار الهامة في التركيز دون الشعور بالجوع أو العطش، لذا يجب تناول كمية معتدلة للحفاظ على النشاط والحيوية لوقت أطول.

الابتعاد عن الدراسة في حالة الإرهاق

تعتبر هذه الخطوة أحد أفضل الخطوات المتبعة للدراسة في شهر رمضان، لأنه من المهم ألا يقوم الطالب بالدراسة عندما يكون مرهقا بدنيا، فهو لن يصل إلى التركيز المطلوب لفهم وحفظ المادة، وبالتالي فإن جهده يضيع وبدلا عن ذلك يجب أن يقوم باستراحة وتجميع طاقته للعودة إلى دراسته بنشاط.

وضع جدول خاص بالدراسة في شهر رمضان

يعتبر وضع جدول دراسي من أهم خطوات تنظيم الدراسة في شهر رمضان، حيث يضع به الطالب أوقات دراسته وراحته ونومه وافطاره وسحوره بشكل مفصل على مدى شهر رمضان، ثم تعليق الجدول في مكان يسهل رؤيته فيه كي يتجنب الطالب نسيانه، ويتجنب الفوضى في دراسته وضياع وقته وجهده.

أن تكون الدراسة مقسمة لأوقات قصيرة

لأن الدراسة لفترات طويلة ليست مريحة على الطالب الصائم، يجب أن يقوم بتقسيم دراسته إلى أوقات قصيرة مثلا ساعة ونصف لكل مرحلة، ثم التوقف قليلا والعودة بعدها للدراسة، وهذه الطريقة تساعد الطالب على الإنجاز أكثر.

تخصيص المواد البسيطة في وقت الصيام

تحتاج المواد البسيطة إلى تركيز بسيط لفهمها، وبالتالي يقل المجهود اللازم لدراستها خلال وقت الصيام، أو بالإمكان تخصيص هذا الوقت للمراجعة كونها أيضا تتطلب جهدا أقل من الدراسة.

القيام بقيلولة صغيرة

القيام بقيلولة صغيرة

لأن القيلولة القصيرة خلال النهار تعمل على تجديد النشاط الذهني عند الطالب مما يجعله يعود للدراسة بطاقة أعلى.

ممارسة نشاطات خفيفة

من أمثلتها المشي والتمارين الخفيفة المنزلية كونها تساعد في تنظيم الدراسة في شهر رمضان، حيث تنشط دورة الدم في الجسم وتقلل من الكسل والخمول الذي يرافق الصيام، ولكن يجب عدم المبالغة في هذه النشاطات كي لا يصاب الطالب بالإرهاق.

التعليقات