11/12/2014 - 11:52

توديع المنتخب الفلسطيني لكأس أسيا بحضور الحمد الله

نظّم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حفل وداع للمنتخب الوطني المغادر إلى استراليا لتمثيل فلسطين لأول مرة في نهائيات كأس الأمم الأسيوية التي ستقام الشهر المقبل. وأقيم الحفل في فندق الجراند بارك برعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور الدكتور رامي ال

توديع المنتخب الفلسطيني لكأس أسيا بحضور الحمد الله

نظّم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، أمس الاربعاء، حفل وداع للمنتخب الوطني المغادر إلى استراليا لتمثيل فلسطين لأول مرة في نهائيات كأس الأمم الأسيوية التي ستقام الشهر المقبل.

وأقيم الحفل في فندق الجراند بارك برعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء واللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والسفير الاسترالي توم ويلسون وسفراء المغرب ومصر وعدد من أعضاء اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية والمحافظين وقادة الأجهزة الأمنية ورؤساء الاتحادات والمؤسسات والأندية الرياضية والشبابية ومسؤولي القطاع الخاص، بحضور محبوب العرب محمد عساف وبالتعاون مع أسرة الجراند بارك والسفارة الاسترالية وبرعاية ابن فلسطين رجل الأعمال فاروق الشامي.

وعبر رئيس الوزراء د.رامي الحمد لله عن سعادته وفخره بتواجد بين أبنائه لاعبي المنتخب الوطني، الذين اعتبرهم حققوا انتصاراً هاماً ونوعياً بعد تأهلهم لنهائيات كأس أمم آسيا وتحقيقهم للقب أفضل منتخب في القارة الصفراء للعام الحالي ، وهو ما رفع اسم فلسطين عالياً في المحافل الدولية ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس واعتزازه بالفدائي وكافة مكونات الأسرة الرياضية لوضعهم فلسطين على خارطة الرياضة الدولية في موقع هام ومتميز .

وقال الحمد لله : إن الإنجاز الرياضي الهام الذي حققته فلسطين إنما يثبت للعالم بأسره قدرة شعبنا على الإنجاز والتميز وحصد النجاحات رغم شح الإمكانيات والعراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي بجدرانه وحواجزه وبحصاره ، ويعيق وصول المعدات ويعطّل تنفيذ المشاريع الرياضية الحيوية ، ويقتحم المقرات الرياضية ، بل ويغتال أحلام الطفولة البريئة في كرة القدم ولو على شاطئ البحر ، فلا يمكن أن ننسى أطفال عائلة بكر الذين قتلتهم زوارق الاحتلال الحربية بينما كانوا يلهون ويلعبون .

وأكد الحمد لله على ضرورة الضغط على إسرائيل من خلال حشد الدعم الدولي اللازم لإلزام إسرائيل بوضع حد لانتهاكاتها ضد كافة مكونات الرياضة الفلسطينية وبالأخص اللاعب الفلسطيني الذي تعمل على شل حركته وتنقلاته داخل أرجاء الوطن وخارجه إضافة للاعتقال والاغتيال .

وأشاد الحمدلله بما حققته الرياضة الفلسطينية إذ قطعت شوطاً هاماً من خلال إقامة المنشآت والمسابقات وتطوير الكوادر الرياضية ، وكل ذلك بما يتناسب مع المعايير والقوانين القارية والدولية ، مشيداً أيضاً ببصمات رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب وخاصة فيما يتعلق بعزل الرياضة عن التجاذبات السياسية.

واختتم الحمدلله كلمته بتحية المنتخب متمنياً له المزيد من التفوق في التحديات المقبلة ، موجهاً شكره للاتحاد على الجهود المضنية لتمكين الكرة الفلسطينية والارتقاء بها ، ومؤكداً على دعم الحكومة للأسرة الرياضية وفق الإمكانيات المتاحة .

بدوره قال اللواء جبريل الرجوب: 'آن الأوان أن يكون هناك ثقافة لها علاقة بتبني الرياضة وبرعايتها، ولها علاقة بالاهتمام بالرياضي الفلسطيني الذي أصبح أصلاً من الأصول الوطنية في المشروع النضالي، بعد أن فرضت الرياضة نفسها كوسيلة نضالية يحترمها الجميع، وما حققه الفدائي يحتم على القطاع الخاص أن يعيد النظر لأن المعركة مع عدو يود احتلال الإرادة الفلسطينية '.

وشدد اللواء الرجوب أن الرياضة ستبقى عنصر وحدة للشعب الفلسطيني، مشبهاً الرياضة بلوحة الفسيفساء التي يتجسد عليها كل الوجود الفلسطيني في غزة والضفة والداخل والشتات، وأن المنتخب أكبر مثال على هذه اللوحة التي تعبر عن عظمة هذا الشعب .

واعتبر الرجوب أن استئناف النشاط الرياضي في المحافظات الجنوبية يعد معجزةً، بعد تدمير 70 % من المنشآت، وسقوط العشرات من الأسرة الرياضية بين شهيد وجريح، وإمكانيات محدودة جداً .

ومازح الرجوب أعضاء المنتخب بتهديده لهم بضرورة العودة من أستراليا بإنجاز يعزز فرحة الشعب والقيادة الرياضية ، خاصة أن الفدائي يمثل أصحاب قضية عادلة، وسيحقق نتائج إيجابية بروح التعاون والعمل بقلب رجل واحد، باعتباره يشارك بلحم ودم ودعم فلسطيني بامتياز، مؤكداً أن عام 2015 سيشهد نجاحات أكبر، وسيشهد مأسسة الحركة الرياضية الوطنية المستقلة كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع مع العدو العنصري الفاشي.

واعتبر الرجوب أن تتويج الفدائي بجائزة أفضل منتخب آسيوي للعام الحالي تحقق بجهد من مثلث متساوي الأضلاع بين مؤسسات الدولة والقوى السياسية ، الاتحاد وأجهزته ، والقطاع الخاص والشعب ، مؤكداَ على ضرورة أن يصان هذا التتويج ، فالوصول للقمم يجب أن يحافظ عليه ، من خلال أداء يتسم بروح المنافسة والرغبة بالإنجاز ، وأن التفكير بالماضي يجب أن يكون لبناء مستقبل بإنجاز أفضل .

وأشهر الرجوب البطاقة الحمراء خلال الاحتفال، مطالباً بأن يحظى ذلك بدعم عربي وإسلامي والعالم الحر في كافة القارات، خلال إجتماعات المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للعبة، الذي سيعقد الشهر الحالي في المغرب، ضد سياسات إسرائيل العنصرية والتي وصلت لحد الاغتيال والتي أبرزها ضد نجم المنتخب الفلسطيني السابق المدرب عاهد زقوت أثناء قراءته لكتاب في بيته، مقدما ً التهاني والتبريكات باسمه واسم الأسرة الرياضية إلى لاعب الفدائي سامح مراعبة، الذي تم الإفراج عنه أول أمس من سجون الاحتلال بعد إعتقال دام 8 شهور.

وأكد الرجوب على مواصلة المسيرة الرياضية بذات العزيمة والكبرياء والشموخ باتجاه تكريس ومأسسة الكيان الرياضي الوطني الفلسطيني .

من جانبه حاز السفير الأسترالي توم ويلسون على تصفيق الحضور، بعد أن ألقى كلمته باللغة العربية ، والتي بدأها بتحية المنتخب الوطني الذي سيشارك في نهائيات أمم آسيا باعتباره من أقوى 16 منتخباً آسيوياً.

واعتبر ويلسون أن استضافة أستراليا للنهائيات يعد فرصة لتعزيز العلاقات مع فلسطين ، من خلال التبادل الثقافي والحب المشترك للرياضة ، منوهاً للقاء التاريخي الذي جمع الفدائي بأستراليا عام 1939 عندما حقق منتخبنا آنذاك الفوز ، متمنياً أن تكرر المباراة التاريخية نفسها ولكن هذه المرة خلال النهائيات الآسيوية .

وأكد القائد رمزي صالح أن تتويج الفدائي بلقب أفضل منتخب آسيوي يعد حلماً أصبح حقيقة ، وأشعر كافة أطياف الشعب الفلسطيني بالفخر ، خاصة أنه يعتبر حصداً لثمار الجهد التي بذلها اللواء الرجوب منذ توليه رئاسة اتحاد كرة القدم ، والذي بدأ بتأهل المنتخب للنهائيات الآسيوية وترسيخ مكانة الفدائي بين كبار القارة الآسيوية ، منوهاً إلى أن التتويج بجائزة أفضل منتخب آسيوي جاء بعد 72 ساعة من اقتحام قوات الاحتلال لمقر الاتحاد، في رسالة واضحة لرفع البطاقة الحمراء في وجه الممارسات العنصرية الفاشية الإسرائيلية.

وأكد صالح أن اللاعب الفلسطيني أصبح له قيمة ومكانة كبيرة ، كما أصبح مطلباً في الدوريات العربية ، معتبراً تواجد الفدائي في أستراليا فرصة لإيصال رسالة للعالم عامةً والقارتين الآسيوية والأوروبية، خاصةً مفادها أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش ويمارس حياته أسوةً بكافة الدول، باعتبار أن فلسطين الدولة الوحيدة المشاركة التي لا تزال تحت الاحتلال .

وتوجه صالح بالشكر لسيادة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د.رامي الحمدلله على دعمهم المتواصل للرياضة والرياضيين ، كما طالب القطاع الخاص بدعم المنتخب الفلسطيني ، إضافةً لشكره لكافة الجماهير التي تقف خلف الفدائي وخاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .

وفي اتصال هاتفي وجه النجم الفلسطيني المشارك في برنامج محبوب العرب هيثم خلايلة دعمه للفدائي في مشاركته بكأس آسيا .

واعتبر خلايلة أن الفدائي يلعب كرة القدم لإيصال رسالة للعالم ، وأنه يشارك في برنامج غنائي لإيصال ذات الرسالة ولكن كل بطريقته ، مختتماً حديثه بموّال أهداه للاعبي منتخبنا الوطني .

بدوره وجه عساف كلمة تشجيعية للاعبي الفدائي، متمنيا ً التوفيق لهم في الاستحقاق الآسيوي المقبل المتمثل في نهائيات أمم آسيا، تبع ذلك فقرة غنائية رائعة لعساف نالت تفاعل الحضور، وعرض دبكة لفرقة أصايل للفنون الشعبية.

وقام اللواء جبريل الرجوب في نهاية الحفل بتكريم السفير الإسترالي، كما تلقى الرجوب تكريما خاصا من قبل لاعبي الدوري في المحافظات الشمالية والجنوبية حيث قدم له اللاعب إيهاب أبو جزر درعا تقديريا كما كرمته أندية المحافظات الجنوبية بدرع تقديري قدمه نائب رئيس الاتحاد ابراهيم أبو سليم وقام قائد المنتخب الوطني رمزي صالح بتوشيح رئيس الوزراء والسفير الاسترالي ومحبوب العرب محمد عساف بزي المنتخب الوطني والكوفية الفلسطينية، وتلقى المنتخب ستين حقيبة مقدمة من شركة المسروجي في حين تبرع رئيس مجلس إدارة بنك فلسطين هاشم الشوا بمبلغ ٤٠ ألف دولار لصالح الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم تقديرا لهذا الانجاز.

وكان الحفل الذي استمر ساعتين ونصف قد استهل باستقبال لاعبي المنتخب الوطني وسط عاصفة من التصفيق والترحيب والوقوف دقيقة صمت وإجلال لروح الشهداء وعزف النشيد الوطني وعرض فيلم قصير عن منتخبنا الوطني ،وإختتم بالتقاط الصور التذكارية مع لاعبي المنتخب وكبار الحضور وتولى عرافته الإعلامي منير الغول .

التعليقات