مونديال قطر: دفاع المغرب الحديديّ يودّع البطولة... ورأسه مرفوعة

القصة الرائعة لدفاع المغرب تركت صفحاتها البهية للأدوار الإقصائية، فاحتفظ الرباعي الحديد، بمساعدة من الإبر ومسكنات الآلام بنظافة شباكه أمام تيكي تاكا إسبانيا، ورفعه في ركلات الترجيح الحارس المبتسم والبارد

مونديال قطر: دفاع المغرب الحديديّ يودّع البطولة... ورأسه مرفوعة

(Gettyimages)

كان دفاع منتخب المغرب أحد نجوم مونديال قطر، فارضا سدا فولاذيا أمام مهاجمين عالميين من دور المجموعات حتى الأدوار الإقصائية، لكن في المباراة السادسة أثقلته الإصابات وواقعية فرنسا ليرضخ ويودّع برأس مرفوعة من نصف النهائي.

وشكّل قطبا الدفاع القائد رومان سايس ونايف أكرد مع الظهيرين نصير مزراوي (بايرن ميونخ الألماني) وأشرف حكيمي (باريس سان جيرمان) جدارا رائعا أمام الحارس المتألق ياسين بونو (إشبيلية الإسباني).

بدأت حكاية الشباك النظيفة في المباراة الأولى ضد كرواتيا، عندما أطل "أسود الأطلس" برأسهم محققين نقطة التعادل السلبي، في محاولتهم الثانية لتخطي دور المجموعات بعد 1986.

على استاد "البيت" في مدينة الخور الواقعة شمال العاصمة الدوحة، عانى الظهير الأيسر مزراوي إصابة بجنبه عندما ارتمى على كرة مرتدة من الحارس دومينيك ليفاكوفيتش، فيما شعر الظهير الأيمن حكيمي بآلام في فخذه وأكمل المباراة.

لكن الظهور الثاني كان أكثر نجاعة، فتغلب أولاد المدرب وليد الركراكي على بلجيكا 2-0، في مباراة أطل فيها شبح الإصابات مع اضطرار الحارس بونو إلى الانسحاب رغم وقوفه مع زملائه عند عزف النشيد الوطني، فحلّ بدلا منه منير المحمدي وحافظ على نظافة شباكه.

المباراة الثالثة كانت الوحيدة تهتزّ فيها شباك المغرب خلال دور المجموعات. فبعد التقدّم بهدفين على كندا، حوّل أكرد مدافع وست هام الإنجليزي عن طريق الخطأ كرة هزّت شباك الفريق الأحمر للمرة الأولى.

القصة الرائعة لدفاع المغرب تركت صفحاتها البهية للأدوار الإقصائية، فاحتفظ الرباعي الحديد، بمساعدة من الإبر ومسكنات الآلام بنظافة شباكه أمام تيكي تاكا إسبانيا، ورفعه في ركلات الترجيح الحارس المبتسم والبارد الاعصاب بونو.

أصبح المغرب أول منتخب إفريقي يبلغ نصف النهائي، بعد معركة ناجحة ونظيفة الشباك أمام البرتغال.. لكن شبح الإصابات لم يطلّ فقط برأسه، بل أبعد مزراوي وأكرد نهائيا عن ربع النهائي.

رغم ذلك، كانت المفاجأة الجميلة في بروز بديليهما يحيى عطية الله (الوداد البيضاوي) وجواد الياميق (بلد الوليد الإسباني)، فقاد المهاجم يوسف النصيري برأسيته العالية فوق سطح البحر، وبتمريرة جميلة جدا من المدافع عطية الله، بلاده إلى المربع الأخير بموازاة تألق بونو أمام جواو فيليكس والبديل كريستيانو رونالدو فيما وقف الياميق سدا منيعا أمام هجمات غونسالو راموس ورونالدو.

مواجهة تعرّض خلالها القائد قطب دفاع بشكتاش التركي سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي أشرف داري في الدقيقة 57.

قال الركراكي في المؤتمر الصحافي عقب التأهل التاريخي إلى المربع الذهبي عقب الفوز على البرتغال "لا نعرف كم هي حظوظ اللاعبين نصير مزراوي ونايف أكرد والقائد رومان سايس لخوض المباراة المقبلة".

وأضاف الركراكي "مزراوي مريض وأكرد مصاب، الآن أصيب سايس"، مشيرا إلى أن "حكيمي بدأ المسابقة وهو ليس في حالة جيدة لكنه يقاتل وموجود في كل مباراة".

وتابع "ولكن ما يتعين علي قوله هو أنه في كل يوم تخسر لاعبا وتكسب آخر. لدي 26 لاعبا وإذا أردت الفوز بهذه المسابقة عليك أن تثق في الجميع وعندما يصاب لاعب أو يمرض يتعين عليك الدفع بلاعب آخر".

وأردف قائلا "ما فعله اليوم (يحيى) عطية الله و(جواد) الياميق و(بدر) بانون و(أشرف) داري شيء رائع، وما قام به لاعبون كثر لم يبدأوا هذه البطولة أيضا، والحمد لله لحسن حظنا أن روحنا المعنوية جيدة، وأتمنى عودة نصير وأكرد إلى التشكيلة لأهمتيهما الكبرى في خطتي التكتيكية وسايس أيضا".

مرّة جديدة وأخيرة، حضر اسم أكرد على ورقة نصف النهائي ضد فرنسا، لكن في اللحظة الأخيرة، وكما غاب بونو عن المباراة الثانية، سُحب اسمه لمصلحة داري.

ثغرة دفاعية مطلع المباراة أمام نجم المباراة أنطوان غريزمان، أثمرت هدفا سريعا للمدافع الفرنسي ثيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة.

عرج القائد رومان سايس مطالبا بتبديله، فخرج في الدقيقة 21 ودخل لاعب الوسط سليم أملاح بدلا منه.

غيّر الركراكي خطته من خمسة مدافعين إلى أربعة، وتعرّضت لضرر إضافي مع خروج مزراوي بين الشوطين.

رغم كل ذلك، صمد المغرب وشكل خطرا على مرمى لوريس بتسديدات وركلات حرة لزياش وأكروباتيات في القائم، حتى حُسم الأمر بالهدف الثاني للبديل راندال كولو مواني.

الدفاع الحديد للمغرب، استسلم أخيرا، وودّع برأس مرفوعة.

التعليقات