قيمة العطاء: شاب من طمرة يواصل العمل التطوعي منذ 10 أعوام

يؤثر العمل التطوعي على حياة الواحد منا بجعله مدركا لقدرته على تقديم المُساعدة في العديد من الأمور في حياة الأشخاص والكائنات وغيرها في المجتمع الذي يعيش فيه.

قيمة العطاء: شاب من طمرة يواصل العمل التطوعي منذ 10 أعوام

محمد بلال ذياب خلال العمل التطوعي (عرب 48)

يؤثر العمل التطوعي على حياة الواحد منا بجعله مدركا لقدرته على تقديم المُساعدة في العديد من الأمور في حياة الأشخاص والكائنات وغيرها في المجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي زيادة التواصل مع الآخرين وتكوين صداقات جديدة معهم عند القيام بالأعمال والنشاطات المُشتركة خاصةً لأولئك الذين تجمعهم ذات الاهتمامات، والتوسع في توطيد العلاقات، وتعزيز مهارات التواصل، إلى جانب القيام بالعديد من الأنشطة الفعالة والممتعة للعامة.

عقد من الزمن مر دون تغيّب الشاب بلال ذياب من طمرة عن تطوعه لتنظيف منطقة الصنيبعة شرقي مدينته، والذي تصل مساحتها إلى ما يقارب أربعة دونمات، والتي تم تحويلها لاحقا من منطقة وعرية تراكمت فيها النفايات إلى متنزه يضم حديقة عامة لأهالي المدينة والمنطقة.

استهل بلال ذياب حديثه لـ"عرب 48" بالقول إن "بلادنا تستحق العطاء من أبنائها"، في محاولة منه لتفعيل مبادرات شبابية لخدمة المجتمع، وقال إنه "لا تنضب الروابي والسهول وبقاع الوطن المختلفة عن التأكيد بأن جمالها يرتوي بانتمائنا لها، من خلال نشر قيم الارتباط بالأرض، والانتماء لمجتمعنا من أجل تعزيز عمل الخير والتشبث بجذور الأصالة في موروثنا الثقافي وقيمنا الأصيلة، فكانت قيمة العطاء من خلال التطوع في صيانة وتنظيف منطقة الصنيبعة منذ أكثر من عقد من الزمن في ريادة مسيرة عملي التطوعي، الذي بادرت إليه بشكل شخصي، إلى أن ارتبطتُ في حبات ترابها وصخورها، وجعلتها بيتي الذي اتفقده".

وأضاف أنه "في بداية عملي التطوعي واجهت صعوبة في العمل الميداني، إذ كانت المنطقة وعرية، حالها بائس، وتملأها النفايات، لكن رغم هذا واصلت التطوع إلى أن جرى تحويل المنطقة إلى متنزه جميل يستقطب الزوار من المدينة وخارجها، فأصررت على مواصلة تنظيف المتنزه كذلك خارج ساعات عملي في صيانة حدائق المدينة".

وينضم عدد من الشباب، في بعض الأحيان، لمساعدة ذياب في تطوعه لتوسيع مساحة التطوع في محيط متنزه الصنيبعة، وعن هذا قال إنه "واجب على كل مواطن أن يقدم لبلده خيرا، مما يساهم بتبني قيمنا الدينية والوطنية والاجتماعية، وفي إعادة صقل القيم الاصيلة الموروثة من ثقافتنا العربية عند الشباب في ظل الانقطاع بين الشباب والأجداد، فعندنا يزور المنطقة شباب لقضاء وقتهم غالبا ما يبادرون لتقديم المساعدة، كذلك يصل إلى المتنزه يوميا العشرات من طلاب المدارس القريبة منه وكأنهم يدخلون إلى حديقة منزلهم".

يسعى ذياب إلى دفع الأهالي لتفعيل مبادرات اجتماعية حتى لو كانت فردية لخدمة المجتمع، مؤكدا بأنه اتخذ لنفسه ولأبنائه الذين ينضمون لمساعدته أحيانا المبدأ القائل "الأشخاص الذين مثلي ومثلك، ينهضون، يبادرون ويعملون، يطوّرون المجتمع، ويحوّلون الرؤيا إلى واقع، بهدف تنمية حس مجتمعي لتشجيع مبادرات تسعى لتطوير حيز مستدام سيكون بمثابة المفتاح للانطلاق بالمجتمع، من خلال الانخراط في عمل الخير للمجتمع".

بلال ذياب

وتكمن أهمية العمل التطوعي على المستوى المجتمعي، باهتمامه في توفير الحلول للعديد من القضايا المهمة، من خلال عطاء الأفراد ورد الجميل للمجتمع الذي يعيش فيه، كما أنّه فرصة لتوجيه طاقات الأفراد ومهاراتهم لتحسين البيئة المحيطة وتقديم المساعدة لمن يحتاجها.

التعليقات