حراكات شبابية في الناصرة والمنطقة لتعزيز الانتماء والهوية

تنشط في العديد من البلدات العربية وبضمنها الناصرة والمنطقة حراكات شبابية لتعزيز الانتماء والهوية الفلسطينية عن طريق تفعيل الفئات الشعبية والشبابية للنهوض بالبلدات العربية في أراضي 48.

حراكات شبابية في الناصرة والمنطقة لتعزيز الانتماء والهوية

وقفة للحراك النصراوي الفلسطيني بالناصرة (أرشيف عرب 48)

تنشط في العديد من البلدات العربية وبضمنها الناصرة والمنطقة حراكات شبابية لتعزيز الانتماء والهوية الفلسطينية عن طريق تفعيل الفئات الشعبية والشبابية للنهوض بالبلدات العربية في أراضي 48.

وينعكس نشاط تلك الحراكات الشبابية الهادف إلى إعادة ترسيخ الهوية والانتماء الوطني من خلال التأكيد على الرموز التي تميّز البلد وتؤكد على عروبته وفلسطينيته، سواء من خلال رسم الجداريات والنشاطات الإسنادية للأسرى أو تنظيم فعاليات ضد العنف والجريمة، أو من خلال نشاطات هادفة كتنظيم أيام تطوّعية لتنظيف معالم مهملة ومطموسة الأثر كان لها في الماضي مكانة بارزة في تاريخ البلدة.

ويلاحظ وجود نواة لحراك شبابي في العديد من البلدات العربية، قد يكون آخرها الحراك العيلوطي في بلدة عيلوط، والتي شهدت حراكا جماهيريا في أعقاب جريمة قتل المهندس الشاب عاصم سلطي (28 عاما) برصاصة طائشة، إذ قام الحراك الشبابي بالتعاون مع حراكات أخرى بتنظيم تظاهرة جبّارة في منطقة العين بمدينة الناصرة قبل أسابيع.

شيراز عواودة

وهناك نواة لحراك شبابي في كوكب أبو الهيجاء وفي كفر كنا، وحراك فاعل في مدينة حيفا، لكن ربما أكبر وأنشط حراك شبابي هو الحراك النصراوي الفلسطيني، كما يقول أحد الناشطين فيه، مروان أبو واصل، والذي ينشط في الفترة الأخيرة من خلال وقفات احتجاجية نصرة للأسرى المضربين عن الطعام، وكان له دور فعال في التظاهرة الجبارة التي نظمت في ساحة العين بالناصرة ضد العنف والجريمة، حديثا.

وقالت ابنة بلدة كفر كنا والناشطة في الحراك الشبابي النصراوي الفلسطيني، وإحدى المبادرات لهذا الحراك، شيراز نضال عواودة، لـ"عرب 48"، ان "هناك العديد من الحراكات الشبابية في العديد من البلدات العربية، وهناك ائتلاف يجمع بين هذه الحراكات وهو 'ائتلاف الحراكات الفلسطينية في الداخل المحتل' عبر ممثلين من كل حراك، وقد بدأ تشكيل هذا الائتلاف بعد الهبة الشعبية الأخيرة 'هبة الكرامة'، في شهر أيار/ مايو الماضي، والسبب هو المحافظة على النواة وألا تكون الهبة الشعبية مجرد حدث عابر، وطبعا الحراكات تعرف طاقاتها وتعرف حدودها والمساحات التي تستطيع أن تتحرك فيها، لأنها في النهاية ليست فصيلا أو حزبا سياسيا".

وعن الحراك النصراوي الفلسطيني وعملية تنسيق نشاطاته مع الأحزاب السياسية، قالت عواودة: "نحن في الحراك النصراوي من حيث المبادئ نتعارض مع فكرة التمثيل في الكنيست الإسرائيلي، ليس من باب تيار المقاطعة وإنما نحن نقيس الأمور بالجدوى، وبالتالي لا نخوّن أحدا ولا نزايد على أحد بل ننظر إلى جدوى الوجود في الكنيست، والحراك يضم أيضا ناشطين كانوا حزبيين في يوم من الأيام وهجروا أحزابهم، ومن حيث المبدأ ليس لدينا مشكلة مع الناشطين الحزبيين كأفراد، سواء في برنامج أو مشروع أو مظاهرة، لا بل نحن ننضم ونشارك ونساهم في كل نشاط يتوافق مع تطلعاتنا، وليس بيننا وبين أحد أية عداوة ما دامت هذه الأحزاب لا تتعدى الخطوط الحمراء من الثوابت، بل ننظر إليهم على أننا وإياهم أبناء شعب واحد ومصير واحد، واختلافنا معهم في الرؤية وليس في الجوهر".

وأكدت أن "فعاليات ونشاطات الحراكات الشبابية والأحزاب السياسية في موضوع الأسرى، على سبيل المثال، غير كافية للأسف الشديد بسبب غياب المشروع الوطني على مستوى كل البلاد وليس على مستوى عرب الداخل، ولذلك قلت إننا نعرف جيدا المساحة التي نستطيع التحرك فيها، ولذلك نتحرك في موضوع الأسرى على المساحة المتاحة لنا ونحاول أن نغطيها من خلال فعاليات مختلفة".

وختمت عواودة بالقول إنه "ليس حتما أن تكون رؤى كافة الحراكات الشبابية موحّدة ومتطابقة على الرغم من وجود التنسيق بينها، لكن لكل بلدة ميزتها، والحراك غير مبني على تطابق الأسس والمبادئ وإنما على أساس المساحات المشتركة، لكن لكل بلدة ظروفها وطبيعتها وأولوياتها، ولذلك هناك اختلاف في البرامج والفعاليات التي يبادر إليها كل حراك حيث ينشط".

براءة أبو راس

وقالت الشابة براءة أبو راس (19 عاما) من عيلوط، وهي إحدى المبادرات لتأسيس حراك شبابي في عيلوط، بعد الهبة الشعبية لـ"عرب 48" إنه "بعد أحداث الهبّة في أيار/ مايو الأخير، وإعلان إضراب الكرامة، لم يكن هناك أي تحرك من قبل السلطة المحلية، وكانت حالة صمت وخوف وصدمة تخيم على البلدة، فقمنا نحن مجموعة شبابية صغيرة نحمل ذات الفكر الوطني وأردنا أن نبادر إلى نشاط يهدف لرفع الوعي الوطني وتعزيز الانتماء للهوية الفلسطينية، قبل أن تأتي فكرة الحراك، وبادرنا إلى وقفة احتجاجية في منطقة 'السدرة' وسط البلدة، وفوجئنا بالحضور الواسع من أهالي البلدة الذين شاركوا معنا، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس حراك شبابي الأمر الذي شجع العديد من الشباب والفتيات على الانضمام إلى الحراك".

وأضافت أنه "لدينا طاقات شبابية كبيرة ولدينا قضايا تحتاج إلى معالجة، سواء على صعيد البلدة أو على المستوى الوطني العام، ولدى البعض هناك تخوّف من الانضمام إلى حراك شعبي أو شبابي، لكنهم لا يبخلون بالتبرع ودعم نشاطات الحراك. وبادر الحراك الشبابي العيلوطي إلى مشروع 'حنعمّرها' بالتعاون مع مؤسسة 'مريم' لدعم مرضى السرطان، قام من خلالها الحراك الشبابي بحملة تبرعات لدعم مرضى السرطان في مستشفيات غزة، وشمل المشروع أيضا عرضا كوميديا مجانيا للفنان أيمن نحاس، وفيلما وثائقيا، وكانت هناك تبرعات سخية من أهل البلد لهذا المشروع".

وأشارت إلى أنه "ما أن خرجنا من مشروع دعم المرضى والمستشفيات حتى صدمنا بجريمة قتل الشاب المهندس عاصم السلطي، عندها أطلقنا حملة 'أنا مش حمائلي.. أنا عيلوطي' عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ساهم في المشاركة الجبارة التي نظمت لاحقا في منطقة العين بالناصرة، ونظمنا وقفة في البلدة تحت الشعار المذكور".

وأنهت الشابة براءة أبو راس التي تدرس حاليا في إيطاليا حديثها بالقول إن "المشكلة في عدم التفاعل مع نشاطات الحراكات الشبابية تعود إلى أن الذاكرة قصيرة والأحداث كثيرة ومتعاقبة، وهكذا فإن عملية 'نفق الحرية' همّشت جانبا 'هبة الكرامة' وبالتالي بعد أن أعيد اعتقال الأسرى انشغل الجمهور بالجريمة التي شهدتها البلدة، والآن تأتي قضية الأسرى المضربين عن الطعام لتطيح بكل ما قبلها إلى هامش الذاكرة".

التعليقات