"ألحوار أفضل"

-

جلب الرئيس الأمريكي معه استراتيجية جديدة لتعطيل التهديد الذري الإيراني. إنه يفضل دبلوماسية فعالة، مباحثات مباشرة وتفاهمات هي أفضل من التهديدات وفرض العقوبات. ويمكن القول إنه في فترة الرئيس الأمريكي جورج بوش جرت محاولة لإجراء مفاوضات مع إيران علما أن صرّة التحفيزات التي عرضت على إيران عن طريق الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لم تثمر نتائج مرضية. ويكمن الفارق بأن باراك أوباما لا يعتمد سياسة متطاوسة من الإملاء والتهديد، إنما يدرك أن الحديث يدور عن دولة ترى إلى نفسها دولة عظمى على مستوى المنطقة تستطيع أن تخدم المصالح الأمريكية بشكل خاص والغربية عامة.

يجب ألا يكون اهتمام إسرائيل مستخفا فيما يتعلق بسياسة أوباما. من جهتها، لا تضع إيران تهديدا نوويا ممكنا فقط. فهي تدعم حزب الله أيضا، وتساند حماس وتهريب ألسلاح عن طريق مصر وتعمل على إفشال المجهود المصري للمصالحة بين حماس وفتح. إن تصريحات رئيسها، محمود أحمدي نجاد، بشأن ضرورة إبادة "الكيان الصهيوني"، وإنكاره للكارثة واعتباره أنه لم يكن هنالك لزوم لقيام دولة إسرائيل، تجعل التهديد الإيراني تهديدا وجوديا.

لكن إذا فحصت إسرائيل الإمكانيات المتوفرة لديها، فإنها لا تستطيع أن تضمن أن هجوما على إيران سيؤدي إلى إلغائها البرنامج النووي. ومع أن رئيس الوزراء أعرب عن غبطته من تقدم التحضيرات العسكرية لعملية ضد إيران، إلا أنه يجدر بمواطني إسرائيل أن يقلقوا كثيرا من تبعات هذه الخطة. فهل هي تأخذ بالحسبان عدد المواطنين الهائل الذين يمكن أن يصابوا من هجوم إيراني؟ هل تعرف إسرائيل ماذا وأين يجب أن تهاجم؟ لا يمكن لحربين صغيرتين خاضتهما إسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة أن تضمنا نجاح الهجوم على إيران. حتى لو أن من الممكن الوثوق بقوتها العسكرية، فقد عكس العمق المدني في إسرائيل أنه هو الجهة الحقيقية في تعريف النصر أو الهزيمة.

لذا، فإن على إسرائيل أن تبارك مبادرة أوباما وجهوده لتجنب الحاجة إلى عملية عسكرية. ويبدو أن رئيس الحكومة أيضا، الذي أوضح أن إسرائيل لا تعارض حوارا أمريكيا – إيرانيا، يدرك ذلك. من الأجدر أن نشد على يدي الرئيس الأمريكي بأمل أن ينجح بتحويل المسار النووي الإيراني إلى جهة ليس فيها تهديد على إسرائيل، أو أية دولة أخرى.

التعليقات