"انتخابات الآن أو حكومة بديلة قبل شتاء إيراني محتمل"..

-

كتب آري شافيط في صحيفة "هآرتس" أنه يجب المسارعة إلى إجراء انتخابات الآن أو حكومة بديلة فورا، تحسبا من سيناريوهات محتملة مثل "شتاء إيراني" محتمل، قبل أن يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد الرئاسة، في حال انتخاب باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة.

وبرأيه فإن هناك سيناريو متوقعا يقوم بموجبه الرئيس الحالي للولايات المتحدة، جورج بوش، وبعد انتخاب أوباما للرئاسة، بتوجيه ضربة إلى إيران، والتي من الممكن أن تكون على شكل فرض حصار بحري أو استعراض عضلات عسكري أو هجوم جوي شامل على البرنامج النووي الإيراني.

ويشير إلى أنه في الأيام العادية يرفض الناس العاديون مثل هذا السيناريو. فالجمهور الأمريكي يرفض فتح جبهة ثانية في الشرق الأوسط، في حين أن هناك مخاوف لدى المؤسسة السياسية والعسكرية والاستخبارية. علاوة على أن القيام بخطوة عسكرية أو نصف عسكرية لم يحصل من قبل وغير مشروع، وسيتم تناوله كعمل جنوني أخير لإدارة دينية غيبية.

ويتابع- وبما أن الأيام ليست عادية، فإن من لهم صلة بالأمر ليسوا عاديين. والمنطق الذي يحكم بوش وريتشارد تشيني ليس مفهوما دائما للرأي العام الغربي. وهذا المنطق يقود بوش وتشيني إلى نتيجة أنه "إذا لم يفعلا شيئا فإن أوباما لن يفعل شيئا أيضا، وفي هذه الحالة فإن إيران سوف تصبح دولة نووية، ما يعني انتصار الشر". ومن هنا فإن الإدارة الحالية من الممكن تقوم بما هو غير متوقع، وأن ينهي بوش ولايته التعيسة كرئيس للولايات المتحدة بضربة عسكرية.

ويدعي أنه في حال انتخاب جون ماكين، فلن يكون هناك حاجة لتوجيه ضربة إلى إيران.

ويضيف أنه رغم أن هناك احتمالات ضئيلة بأن يتحقق مثل هذا السيناريو، إلا أنها ليست قريبة من الصفر. وعلى المدى البعيد فإن مثل هذا السيناريو جيد لإسرائيل، مثلما هو جيد للولايات المتحدة. فإيران النووية تشكل خطرا على وجود إٍسرائيل وعلى الاستقرار في الشرق الأوسط. والعكس من ذلك يضمن مستقبل إسرائيل، ويدفع الشرق الأوسط إلى الاعتدال.

وبحسبه، فإنه على المدى القصير فإن هذا السيناريو يحمل مخاطر كثيرة، ومن الممكن أن يكون فشلا استخباريا أو عسكريا. وفي كل الحالات فإن إيران هي دولة قوية، وفي حال محاصرتها فإنها سترد بتوجيه ضربة لا يعرف أحد طبيعتها وقوتها بالتأكيد.

ويتابع أن دولة جدية من الممكن تنظر بجدية إلى كل سيناريو من الممكن أن يصوغ مستقبلها، للأفضل أو للأسوأ. ومن الضروري أن تتم دراسة سيناريوهات ذات احتمالات منخفضة بجدية. لا يوجد أي تأكيد يشير إلى أن الشتاء القادم هو شتاء إيراني، ولا يعقل أن يكون الشتاء القادم شتاء إيرانيا أيضا، إلا أنه على أسرائيل أن تتصرف في الصيف الحالي كأنما هناك شتاء إيراني محتمل.

ويضيف أنه على المستوى السياسي فإن المعنى واضح: حسم سريع. فإسرائيل لا تستطيع أن تخاطر، وأن يكون على رأسها قائد سحبت من صلاحياته الأخلاقية، في لحظة امتحان قومي من الدرجة الأولى، أو أن تكون في أوج معركة انتخابية. ومن هنا فإن القرار يجب أن يكون قاطعا وواضحا: انتخابات الآن او حكومة بديلة فورا. ويجب ضمان أن يكون هناك قيادة جديدة ومسؤولة يثق بها الجمهور قبل تشرين الثاني/نوفمبر.

التعليقات