"باراك لا يعتقد بنجاح أنابولس"..

-

وجهت صحيفة "هآرتس" انتقادات لوزير الأمن إيهود باراك، كمن يعمل على عدم إنجاح مؤتمر أنابولس، وكمن يدلي بتصريحات لا تقنع أحدا بأنها صادرة عن قيادة حزب هو الثاني، وتضعه في موقع العابث باحتمالات نجاح أنابولس، رغم كونه يشغل منصبا في الحكومة.

كتبت هيئة تحرير "هآرتس" أن باراك يكثر في الأيام الأخيرة من القول بأنه يصلي لنجاح مؤتمر أنابولس، وذلك أمر جيد، إلا أنه يتوقع أكثر من الصلاة من وزير الأمن.

وأضافت أن باراك صمت لشهور طويلة، ولم يشعر أحد بدوره كوزير للأمن، وساد الانطباع بأنه يجد صعوبة في وضع بصماته على ما يحصل، رغم تجربته الأمنية الغنية. إلا أنه كسر الصمت في الآونة الأخيرة، ولكن التصريحات التي أدلى بها لم تقنع أحدا بأنها صادرة عن قائد لحزب هو الثاني، والذي يفترض أن يقود خطا سياسيا وأمنيا واضحا، يميزه عن باقي الأحزاب.

وفي الوقت ذاته، فقد علت أصوات متشائمة من مكتبه حيال إمكانيات نجاح المؤتمر، الذي يشارك فيه باراك نفسه. وفي يوم الأحد، من هذا الأسبوع، وعندما تحدث باراك في مركز الحزب تأكد أنه هو نفسه لا يعتقد باحتمال نجاح المؤتمر، فقد خصص لأنابولس عدة جمل عبثية. في المقابل تشير التسريبات من جلسة الحكومة، يوم امس الأول، أن باراك تحدث في صالح المستوطنين، بما في ذلك المستوطنون في البؤر الاستيطانية "غير القانونية".

وتضيف "هآرتس" أنه من حق وزير الأمن ألا يعتقد بنجاح المؤتمر، ولكن يجب عدم العبث باحتمالات نجاح المؤتمر بأي شكل من الأشكال، طالما يشغل منصبا في الحكومة التي تضع نصب عينيها إنجاح المؤتمر. ولوزير الأمن تأثير بعيد المدى على كل ما يحصل تمهيدا للمؤتمر. فهو يستطيع أن يصدر الأمر بإجراء تسهيلات ملموسة على حياة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، كتأكيد على حسن نوايا إسرائيل في التقدم باتجاه السلام، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى، وفتح الحواجز بشكل حقيقي وليس "مفبركا"، وتقليص الاعتقالات بالجملة، ومنح تصاريح عمل، كل ذلك من الممكن أن يشير إلى بدء فصل جديد.

ولكن باراك لم يفعل أي شيء بهذا الاتجاه. وبصفته الوزير الذي يفترض أن يراقب نشاط المستوطنين، فإن دعمه، بموجب التسريبات، للمستوطنين في البؤر الاستيطانية غير القانونية، ومعارضته، وفقما تم اقتباسه، لتجميد الاستيطان بادعاء أن ذلك غير ممكن، كل ذلك يزيد من صعوبة نجاح مؤتمر أنابولس، بحيث أن نبوءته المتشائمة من الممكن أن تحقق ذاتها.

وتابعت أنه ليس من العبث يتذمر زملاء باراك في قيادة حزب العمل من أدائه. وقال الوزير عامي أيالون: "نحن نلتزم الصمت، ونبقي الساحة خاضعة لضغوط اليمين". في حين تذمر آخرون من الخط المتشائم للحزب، الذي كان يفترض أن يشكل مجموعة التأثير الأهم في الحكومة من أجل التقدم السياسي، الذي انتخبت لأجله.

وفي تطرقها إلى قول باراك "سنقلب كل حجر في الطريق إلى السلام"، تقول الصحيفة إن باراك يحاول أن "يسترجع أيامه الجريئة في كامب ديفيد في طرح كافة المواضيع الجوهرية الحقيقية. ويبدو أن باراك يحاول أن يقلب كل حجر من أجل إحباط السلام.. هل هو على استعداد لقلب كل حجر من أجل السلام فقط عندما يكون رئيسا للحكومة؟ وهل هو ليس على استعداد لتقديم المساعدة، بل وللتخريب، لأنه لا يجلس على مقعد رئيس الحكومة؟".

التعليقات