هآرتس: هل من مصلحة إسرائيل أن تنسحب سوريا من لبنان؟

وتخشى إسرائيل من أن الخروج السوري الكامل من لبنان سيترك وراءه فراغا قد يتسلل إليه جهات متطرفة.

هآرتس: هل من مصلحة إسرائيل أن تنسحب سوريا من لبنان؟
تساءل المعلق العسكري الإسرائيلي زئيف شبف حول ما هو أفضل الخيارين بالنسبة لإسرائيل، الخيار الأول أن تخرج سوريا من لبنان وأن تصبح لبنان "مستقلة"، أما الخيار الثاني فهو التواجد السوري للحفاظ على الإستقرار في لبنان.

ويضيف شيف بأن هذا النقاش لا ينتهي في الدوائر الأمنية الإسرائيلية،إذ من الواضح ،كما يقول، أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على السيطرة على الوضع وخاصة في جنوب لبنان وما يتصل بحزب الله والتواجد الإيراني، وتخشى إسرائيل من أن الخروج السوري الكامل من لبنان سيترك وراءه فراغا قد يتسلل إليه جهات متطرفة.

لقد سبق وأن دار نقاش مماثل، كما يقول شيف، في إسرائيل عند دخول القوات السورية إلى لبنان بسبب الحرب الأهلية عام 1976، وفي حينه أيدت أمريكا دخول الجيش السوري وطلبت من إسرائيل عدم التدخل. إلا أن الأخيرة إشترطت عدم توغل الجيش السوري نحو الجنوب باتجاه الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وألا تستخدم سوريا طائرات حربية أو تقوم بنصب صواريخ أرض-جو. ولكن بعد الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 ، قامت سوريا بوضع بطاريات صواريخ أرض-جو في لبنان.

وحسب شيف، فقد وجدت سوريا نفسها في موقف صعب للغاية، بعد أن قدمت الولايات المتحدة وفرنسا طلباً إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة لدفع سوريا على الإنسحاب من لبنان، وذلك على خلفية قرار البرلمان اللبناني، من خلال تعديل الدستور، على تمديد ولاية إميل لحود المؤيد للتواجد السوري في لبنان.

ويعتقد شيف، وهو اكثر صحفي في اسرائيل مقرب من اجهزة وارع الامن الاسرائيلية، أنه لا يمكن رؤية تحرك القوات السورية كإنسحاب كامل وحقيقي، فدمشق لن تتنازل عن السيطرة على لبنان وإنما تبحث عن طرق أخرى، ولذلك فهو يعتقد أنها لن تنسحب وإنما تحرك قواتها ليبدو الأمر للمراقبين وكأنه إستجابة لقرار مجلس الأمن، ولكن بقوات أقل لأن المخابرات السورية ستملأ الفراغ الذي ستتركه قواتها المنسحبة.

وفي افتتاحية هآرتس، التي خصصت للموضوع ذاته ايضا، أن سوريا سوف تبقى قبضتها محكمة في لبنان ولكن بوسائل أخرى. وأضافت أنه من الممكن الإعتقاد بأن دمشق قد إتخذت قرارها بالإنسحاب من لبنان تدريجياً، ولكن هذا الإعتقاد سابق لأوانه، فالقرار السوري ليس للأمد البعيد كما أنه قابل للتغيير ولا يوجد أي ضمانات بأن ذلك يعكس توجهاً ايجابياً.

وتضيف الصحيفة بأن الرئيس الراحل حافظ الأسد قد سارع إلى إستغلال الفرصة عام 1976 لإحكام قبضته عللى لبنان ( بعد أن فصل الإنتداب الفرنسي بين الدولتين سوريا ولبنان) ، وذلك لإعتبارات سياسية وأمنية وإقتصادية.

وتؤكد الصحيفة مدى التخبط الإسرائيلي بشأن التعاطي مع تواجد الجيش السوري في لبنان منذ منتصف السبعينيات، وكان الرأي السائد هو أن التواجد السوري سيء، إلا أنه أفضل بكثير من حالة الفوضى الشاملة التي قد تحصل بدونه، ولكن بشرط ألا يتجلى هذا التواجد على شكل جبهة فاعلة ضد إسرائيل، بحيث يضطر الجيش الإسرائيلي إلى المرابطة بقوات كبيرة على جبهتين في الجولان والجليل.

ومن جهة أخرى ، حسب الصحيفة، فإسرائيل معنية بحكم لبناني "مستقل وقوي" بحيث يضع قوات لبنانية على طول الحدود المشتركة ويجبر حزب الله على نزع أسلحته والتحول من حركة مسلحة إلى حزب سياسي، ولكن وفي ظل غياب هذه الإمكانية فإن إسرائيل تفضل الإستقرار في لبنان بفضل التواجد السوري، على المخاطرة بإمكانية سيطرة حزب الله وزيادة التدخل الإيراني.

التعليقات