"واقع جديد ونهاية للخيار العسكري"..

-


تحت عنوان "واقع جديد ونهاية للخيار العسكري" كتب شموئيل روزنر وألوف بن في صحيفة "هآرتس" إن تقرير المخابرات الأمريكية الذي أفاد أن إيران أوقفت برنامجها النووي في العام 2003، وأن البرنامج الحالي يتصل بالأهداف المدنية، سوف يؤدي إلى سقوط الخيار العسكري ضد إيران.

واقتبس الكاتبان ما كتبه القاضي الأمريكي المعروف ريتشارد بوزنر، في كتابه "لمنع هجوم مفاجئ" حول أن الإجماع الإستخباري هو أمر من الصعب الاعتراض عليه بمعلومات جديدة. ويتناول الكتاب المذكور الإصلاح المطلوب في الأجهزة الإستخبارية الأمريكية في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. فعناصر الاستخبارات، مثل بقية الناس، "يرتدعون عن تغيير مواقفهم والاعتراف بأنه أخطأوا أو فوجئوا. وفي الوقت نفسه يجب تذكر أن تصحيح الخطأ بخطأ آخر يجعل من الصعوبة بمكان تغيير الرأي مرة أخرى".

وتابعت الصحيفة أن كان السفير الإسرائيلي في واشنطن، سالي مريدور، قد أنهى أسبوعا حافلا بالتحذيرات من البرنامج النووي الإيراني. فقد قام بذلك في فلوريدا في اجتماع نصف سنوي لـ"الحركة اليهودية المحافظة"، وثانية في مساء يوم الأحد مع منظمة "المشروع الإسرائيلي". وكانت إسرائيل على علم بالتقرير المذكور من الأسبوع الماضي، وحذر مريدور بكلمات حادة أن الوقت ينفذ، إلا أنه تبين أن الوقت لا ينفذ والإيرانيون لا يتقدمون، وأن إسرائيل بدأت ترتسم كأرنب قد تملكه الذعر جراء سماع صوت سقوط حبة تفاح على الأرض.

وبحسب الكاتبين سيكون هناك جدال كبير حول نتائج التقرير، وسيفترض كثيرون أن معدي التقرير أخطأوا في جمع المعلومات وفي التحليل. كما سيتم ضم تفسير نفسي للرأي المخالف لنتائج التقرير: الاستخبارات التي أصيبت بـ"التقدير الزائد" قبل الحرب على العراق، عندما افترضت أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يمتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية، سوف تصاب بـ"التقدير الناقص" الفتاك بشأن إيران، والذي سيكون ثمنه مفاجأة أخرى للولايات المتحدة مثلما حصل معها لدى الكشف عن القنبلة النووية الهندية والقنبلة الباكستانية.

وتابع الكاتبان أنه من الناحية المهنية، سوف يحصل نقاش عاصف، استمرارا للنقاش الذي ثار بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (قنبلة إيرانية في العام 2009-2010) وبين الاستخبارات الأمريكية (قنبلة إيرانية في العام 2012- 2013). وبرأيهما لم يشرح الأمريكيون كيف توصلوا إلى هذه النتائج الجديدة، وهذه تفاصيل تمت الإشارة إليها في القسم السري من التقرير. ومن هنا سيكون من الصعب على الجمهور العريض أن يحكم. ربما يكون الحسم ممكنا في المستقبل عندما تظهر القنبلة النووية، أو لا تظهر. وإلى حين ذلك تنتهج الاستخبارات الإسرائيلية توجها متشددا، إلا أن ما يؤثر على القرار الأمريكي هو التقديرات الأمريكية.

ويخلص الكاتبان إلى أنه في كل الحالات ليس مهما من هو على صواب، فالتقرير يحدد واقعا جديدا دراميا، بكل ما يتصل بالحرب ضد القنبلة النووية الإيرانية: الخيار العسكري، الأمريكي أو الإسرائيلي يسقط عن جدول الأعمال لفترة زمنية غير محدودة، ربما على الأقل إلى حين كتابة التقرير المقلوب، أو حتى يظهر دليل جديد لا يمكن دحضه.

وبرأيهما لا يمكن لأي رئيس أمريكي، بما في ذلك جورج بوش، أن يهاجم (إيران) عندما يكون هذا التقرير هو الأساس للمعطيات التي توجه بشكل رسمي سياسة إدارته. وحتى إسرائيل سوف تكتشف أنه يقيدها. فالولايات المتحدة لن تكون جاهزة لدفع ثمن هجوم حليفتها، وهناك شك إذا ما كانت إسرائيل تستطيع أن تهاجم عندما تعارض الولايات المتحدة ذلك. ورغم أن أولمرت كان قد قال لبوش في لقائه معه الأسبوع الماضي بأن إسرائيل سوف تدافع عن نفسها، ورغم أن رئيس مخابرات دولة عربية قد صرح منذ مدة أن إسرائيل سوف تهاجم المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر القريبة، إلا أن الظروف قد اختلفت الآن في الساحة العالمية، وفي الساحة الداخلية في الولايات المتحدة أيضا، وباتت أكثر تعقيدا مهمة المنظمات اليهودية التي تركزت في السنوات الأخيرة على تجنيد الأصوات ضد إيران، وحتى حماس المشرعين الذين يكرسون وقتهم لإحكام الطوق حول الاقتصاد الإيراني سوف يتبدد، أو يفتر في أقل تقدير.

التعليقات