كتبت صحيفة "هآرتس" أن جيش الاحتلال يعد الخطط تمهيدا لإمكانية أن يوافق المستوى السياسي الإسرائيلي على مطلب السلطة الفلسطينية بوقف عمليات اقتحام الجيش للمدن الفلسطينية بهدف تنفيذ حملات اعتقالية. وتأتي خطط الجيش هذه بناء على تعليمات المستوى السياسي.
وأضافت الصحيفة أن تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى إمكانية تنفيذ هذه العملية بدون أي مسّ أمني ملموس.
يذكر في هذا السياق أن الصحيفة كانت قد نشرت الإثنين الماضي تقريرا مفاده أنه لم يعد هناك أسماء في قوائم المطلوبين لجيش الاحتلال، حيث أنه تم اغتيال أو اعتقال غالبيتهم، في حين قام بعضهم بتسليم سلاحه.
تجدر الإشارة على أنه بالرغم من أن المسؤولية الأمنية من الناحية الرسمية في المدن المركزية؛ رام الله ونابلس والخيل وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية وجنين وأريحا (مناطق "أ") هي بيد السلطة الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال تدخل يوميا في ساعات الليل إلى هذه المدن من أجل اعتقال "مطلوبين" لأجهزة أمن الاحتلال.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات اقتحام البلدات الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال تتم بهدوء، خاصة وأن عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية يبقون في قواعدهم، ويمتنعون عن مواجهة قوات الاحتلال.
وتابعت أن ما يسمى بـ"قيادة المركز" في جيش الاحتلال بدأت مؤخرا بالإعداد لإمكانية عدم دخول الجيش إلى البلدات الفلسطينية بحرية.
وكان مطلب التوقف عن اقتحام البلدات الفلسطينية قد طرح عدة مرات في الشهور الأخيرة من قبل ممثلي السلطة الفلسطينية، ومن قبل الإدارة الأمريكية التي تقوم بتدريب عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل لم توافق بعد على هذه المطالب، إلا أن المستوى السياسي أصدر تعليمات بالبدء بالاستعداد للوضع الجديد.
كما نقلت "هآرتس" عن ضباط في ما يسمى بـ"كتيبة يهودا والسامرة" العاملة في الضفة الغربية، قولهم في الأسابيع الأخيرة إنهم يعتقدون أنه في ظل التعاون الآخذ بالتحسن مع أجهزة الأمن الفلسطينية، والقدرات الاستخبارية لجهاز الشاباك في الضفة الغربية فإنه من الممكن مواجهة الوضع الجديد بنجاح.
وقال أحد الضباط إن "سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في المدن جيدة جدا الآن. وإن المخرب المنسحب سيجد صعوبة في العثور على ملجأ في داخل المدن الفلسطينية". ونقل عن ضابط آخر قوله إن "الاستخبارات الإسرائيلية جيدة بما يكفي لمعرفة إذا كان مخرب ينوي الخروج من المدينة، ونستطيع اعتقاله لدى خروجه".
كما لفتت الصحيفة إلى أنه في السنة الأخيرة قام جيش الاحتلال بإزالة عدد من الحواجز العسكرية، إلا أنه تم استبدالها بنصب جنود على مداخل المدن على استعداد لتفعيل ما يسمى بـ"شبكة الصيد"، وذلك لإغلاق المخارج بسرعة، واعتقال مشتبهين محتملين. كما لفتت إلى أنه في أعقاب عملية إطلاق النار التي نفذها عناصر حركة حماس، قبل شهرين في منطقة الخليل وغرب رام الله، قامت أجهزة الأمن الفلسطينية باعتقال المئات من عناصر حركة حماس للتحقيق معهم.
ونقلت عن مصادر في جيش الاحتلال أن غالبية العمليات التي تنفذها حركة حماس في الضفة تتم الآن خارج المدن.
التعليقات