"بضعة كرافانات على التلال أم طائرات " F-35"

-

كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن صفقة الطائرات من طراز "أف 35" التي وقعت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل في الشهر الماضي كانت محط خلاف في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والمستوى السياسي. ولم يكن التخبط نابعا في الأساس من نوعية الطائرة "الشبح"، وإنما من سعر الطائرة مقارنة بقدراتها.
 
وأضافت أن جنرالات في الجيش ووزراء اعتقدوا أنه عندما يكون الحديث عن تكلفة تصل إلى أكثر من 130 مليون دولار للطائرة الواحدة فإن هناك طرقا أفضل لاستغلال المساعدات الخارجية الأمريكية. ولكن، وبحسب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، فإن الولايات المتحدة تقدم عرضا سخيا يشتمل على مضاعفة عدد الطائرات التي ستحصل عليها إسرائيل بدون أن يتم خصم ذلك من مبلغ المساعدات الخارجية مستقبلا. ما يعني أنه النقاش حول ضرورة امتلاك الطائرة يصبح بغير جدوى، خاصة إلى جانب بنود أخرى مهمة في قائمة "الهدايا الأمريكية".
 
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من تعرض الرئيس الأمريكي لهجوم بكلمات حادة، أكثر من مرة في إسرائيل، إلا أنه على أرض الواقع لا يزال ملتزما بأمن إسرائيل بما لا يقل عن سابقة جورج بوش. فالرزمة الأمنية التي يعرضها تتضمن أيضا نشر مخازن طوارئ للجيش الأمريكي بحيث يمكن للجيش الإسرائيلي استخدامها في حالات الطوارئ، و 205 مليون دولار للتسلح بمنظومة "القبة الحديدية"، وزيادة عدد المناورات الدفاعية من الهجمات الصاروخية والمشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
 
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله يوم أمس، الأحد، إن الولايات المتحدة قدمت اقتراحا ممتازا، وسيكون من الخطأ عدم الاستجابة له. وبحسبه فإن نتانياهو حقق إنجازا ممتازا، وإذا لم يتم تحقيق ذلك فسوف يؤدي إلى أضرار أمنية.
 
وبحسب الكاتب فإن تمديد تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية يتناقض مع تصريحات نتانياهو في السابق، إلا أن اقتراح أوباما يتضمن عرضا مغريا، فإضافة 20 طائرة "أف 35" إلى الرزمة التي ناقشها الطرفان قبل شهرين يرجح الكفة بشكل واضح، فبالنسبة لإسرائيل فإن هذا الاقتراح لا يمكن رفضه.
 
ويضيف الكاتب أن "واشنطن تدرك أن تجميد البناء الاستيطاني هو خطوة رمزية فالمستوطنون وجدوا طرقا فعالة لتجاوز التجميد. ويشير إلى أن هذه المسألة تثير شبهات بأن هناك قضايا على جدول الأعمال أوسع بكثير من بضعة وحدات سكنية في الضفة الغربية. وليس الحديث فقط عن الجاهزية الإسرائيلية للدفع بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وإنما عن صفقة ما بشأن المسألة الإيرانية. ومن الممكن التخمين بأن أوباما يسعى إلى تقييد إسرائيل لكي تلتزم بألا تتصرف لوحدها ضد المنشآت النووية الإيرانية، مقابل تعزيز قوات سلاح الجو الإسرائيلي بشكل ملموس".
 
وينهي الكاتب مقالته بأنه "في ظل النقاش حول إذا ما كانت المستوطنات تساهم أم تضر بأمن إسرائيل، فإن أوباما بذلك يجعل النقاش أكثر حدة حيث يطرح التساؤل عن مدى حاجة إسرائيل، في المحيط العنيف حولها، إلى بضعة كرافانات فوق تلال الضفة الغربية أم مضاعفة عدد الطائرات القتالية المتطورة الموجودة بحوزتها؟".

التعليقات