هآرتس: السيناتور كيري يعمل على تجديد المفاوضات مع سورية

وتضيف أن كيري عمل على وضع صياغات تكون ضبابية بما يكفي للاستجابة للاحتياجات السياسية للطرفين

هآرتس: السيناتور كيري يعمل على تجديد المفاوضات مع سورية
كتبت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، أن رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب الأمريكي والمقرب من الرئيس الأمريكي، السيناتور جون كيري، يعمل في الشهور الأخيرة مع الرئيس السوري بشار الأسد على بلورة مسار لتجديد المفاوضات مع سورية. وفي المقابل فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يتحفظ على ذلك، وبحسبه فإن يعتقد أن الرئيس السوري غير جدي في نواياه للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
 
وبحسبها، فإن كيري التقى في السنتين الأخيرتين 5 مرات بالرئيس السوري في دمشق، وطرح في كل مرة مسألة تجديد ما يسمى بـ"العملية السياسية" مع إسرائيل. وأضافت أنه قبل عدة شهور انتقلت المحادثات بين الإثنين إلى مسار عملي أكثر.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين أوروبيين أن السيناتور كيري بدأ بصياغة "ورقة موقف" غير رسمية مع الرئيس السوري تحدد مبادئ المفاوضات مع إسرائيل وشروط بدئها.
 
وتابعت أن كيري حاول خلال محادثاته مع الرئيس السوري بلورة مبادئ تكون ضبابية بما يكفي للاستجابة للاحتياجات السياسية للطرفين، حيث أن المبدأ الأولى بشأن الطلب المركزي السوري الانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان تمت صياغته في فترة ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت، وبموجبه تجري المحادثات على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، بحسب مؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
 
كما جاء أن كيري حاول بلورة مبدأ يستجيب لمطالب إسرائيل بأن تقطع سورية علاقاتها مع إيران وحزب الله.
 
ونقل عن دبلوماسي أوروبي، وصف بأنه مطلع على تفاصيل المحادثات بين السيناتور الأمريكي والرئيس السوري، قوله إن "الرئيس السوري أبدى استعدادا للتباحث في المفاوضات بشأن التموضع الاستراتيجي لسورية وبشأن مسائل أمنية إقليمية"، وهو ما وصف على أنه صياغة ضبابية يمكن تفسيرها على أنها موافقة سورية على مناقشة العلاقات مع إيران وحزب الله في حال توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.
 
وكتبت "هآرتس" أن كيري أطلع نتانياهو والمستشار للأمن القومي (المستقيل) عوزي أراد على الاتصالات مع الرئيس السوري. وأشارت إلى أن كيري زار البلاد قبل أو بعد إجراء محادثاته مع دمشق. وأشارت أيضا إلى أنه كان من المفترض أن يزور إسرائيل في نهاية الشهر الماضي، إلا أن الزيارة ألغيت بطلب من البيت الأبيض على خلفية ما أسمي بـ"الأزمات في لبنان ومصر".
 
ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن نتانياهو، وخلال ولايته الأولى في منصب رئيس الحكومة، أجرى مفاوضات مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عن طريق رجل الأعمال الأمريكي رون لاودر. وفي حينه وافق نتانياهو على الانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، وأكد ذلك وزير الأمن في حينه يتسحاك مردخاي، بيد أن نتانياهو ومستشاره أراد ادعيا أنه وافق على الانسحاب الجزئي. ومنذ تسلم نتانياهو منصب رئيس الحكومة مجددا امتنع عن الدفع بـ"المسار السوري"، واكتفى بتصريحات عامة أعلن فيها استعداده لإجراء مفاوضات، ولكن بدون شروط مسبقة.
 
وبحسب "هآرتس" فإن نتانياهو ينظر إلى مبادرة كيري بتشكك، وأنه بالنسبة له فالصياغات الضبابية بشأن مستقبل علاقات سورية مع إيران وحزب الله لا تكفي، وأنه يعتقد أن لا يوجد جاهزية حقيقية لدى الرئيس السوري لصنع سلام مع إسرائيل.
 
وفي حديثه مع "هآرتس" لم ينف الناطق بلسان كيري، فريدريك جونز، المبادرة، وقال إن السيناتور الأمريكي من الداعمين لتجديد "محادثات السلام" بين إسرائيل وسورية، بيد أنه ليس له صلة بالمفاوضات، ولا يوجد لديه نية في زيارة إسرائيل أو سورية قريبا.

التعليقات