"تخوف من التصعيد في قطاع غزة أو لبنان"..

"إضعاف سورية سيكون له تأثير في لبنان وغزة وتعويض عن الأضرار التي حصلت لإسرائيل في أعقاب الثورة المصرية"..

في مقالته التي نشرت اليوم الثلاثاء، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تناول البروفيسور في تاريخ الشرق الأوسط إيتمار رابينوفيتش ما يحصل في سورية، والتخوفات من إمكانية التصعيد في قطاع غزة أو لبنان.
 
وتناول الكاتب، الذي سبق وأن أشغل منصب رئيس الوفد الإسرائيلي للمحادثات مع سورية، في مقالته عدة نقاط بدأها بالحديث عن "إضعاف المحور الإيراني"، حيث كتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تحدث في الأيام الأخيرة عن مساعدة إيران للرئيس السوري في قمع الاحتجاجات بعنف. وبحسب الكاتب فالأمر ليس مفاجئا، فسورية حليفة لإيران وجسر لها في لبنان وقطاع غزة والبحر المتوسط.
 
وأشار في هذا السياق إلى أن السفن الإيرانية التي عبرت قناة السويس مؤخرا توجهت إلى ميناء اللاذقية. كما أشار إلى أنه بينما يعتبر سقوط مبارك في مصر وبن علي في تونس في صالح طهران، فإن إضعاف الرئيس السوري بشار الأسد سيلعب لصالح إسرائيل.
 
وفي حديثه عن لبنان وقطاع غزة كتب رابينوفيتش إن سورية هي الداعم الأكبر لحزب الله، وتعتبر قناة لنقل الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ، لحزب الله. كما أن "القيادة الخارجية" لحركة حماس تتخذ من دمشق مقرا لها. ويضيف أن إضعاف نظام الأسد سيكون له تأثير مهم في لبنان وقطاع غزة. وفي كل الحالات ففي الصورة الإقليمية الشاملة فإن إضعاف سورية تعويض معين عن الأضرار التي حصلت لإسرائيل في أعقاب الثورة المصرية.
 
وفي حديثه عن البدائل، كتب أنه يجري في العالم اقتباس متحدثين باسم مجموعات سورية تطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان. وبحسبه فإنه لا يبدو أن الحديث عن معارضة مدنية متبلورة وجاهزة لإقامة نظام بديل. ويضيف أن الأخوان المسلمين هم القوة المنظمة الأكبر في سورية، بيد أن الحركة لم تنتعش بعد مما حصل في مطلع الثمانينيات.
 
وأضاف أن "استمرار الأزمة" في سورية من الممكن أن يؤدي إلى إضعافها، إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى أزمة إقليمية. وبحسبه فإن عدم الاستقرار في سورية، كما حصل عام 1967، قد يدفع الرئيس السوري وشركاءه إلى التصعيد في غزة أو لبنان لتحسين وضعه في سورية.
 
كما يشير الكاتب إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد تعاملت مع الرئيس السوري بعد خطابه في آذار/ مارس على أنه "مصلح"، ما يعني أن الإدارة الأمريكة لا ترغب بتغيير النظام في دمشق، ولا تريد التدخل في سورية، ولكن في حال ارتكب النظام مجازر بحق الشعب السوري فإن الإدارة الأمريكية ستجد صعوبة في تفسير عدم تدخلها خاصة بعد تدخلها في ليبيا لـ"دواع إنسانية". وعليه فإن واشنطن ستفضل أن يهدئ الرئيس السوري الوضع من خلال الإصلاحات والتنازلات، إلا أن قادة النظام السوري يعارضون ذلك بشدة بينما ترى المعارضة أن أي تنازل يعني ضعف النظام وبالتالي ستصعد من مطالبها.
 
 
كما لفت الكاتب إلى أن هناك من يدعي في الولايات المتحدة وأوروبا أن هذا الوقت مناسب للدفع بـ"عملية السلام" بين إسرائيل والدول العربية، في حين أن إسرائيل تدعي أنه لا يوجد أي منطق في تقديم تنازلات لأنظمة غير مستقرة. وبحسب الكاتب فمن الواضح أن الوقت ليس مناسبا لتجديد المحادثات مع الرئيس السوري ، ولكنه مناسب لتجديد قناة اتصال معه.
 
ويضيف رابينوفيتش أن "إسقاط النظام من الممكن أن يؤدي إلى سفك دماء تجري خلاله الغالبية السنية حسابات طويلة مع النظام، وإنه يوجد لإسرائيل ما تعرضه في هذا السياق، وليس الحديث عن محادثات علنية، وإنما عن أجندة متعددة الاحتمالات"، على حد تعبيره.

التعليقات