هل أحبط دغان عدواناً إسرائيلياً على إيران؟

أشغلت تصريحات رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، مئير دغان، في جلسات مغلقة عن مخاوفه من "مغامرات نتانياهو وباراك الخطيرة" بشأن إيران، خيال المحللين حول ما إذا كان الثنائي نتنياهو - براك يخطط لحرب وشيكة في المنطقة، خصوصاً وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية شهدت الأسبوع الماضي أكبر تمرين لفحص جهوزية الجبهة الداخلية لسقوط آلاف الصواريخ التقليدية وغير التقليدية على المدن الإسرائيلية.

هل أحبط دغان عدواناً إسرائيلياً على إيران؟

داغان ونتنياهو

أشغلت تصريحات رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، مئير دغان، في جلسات مغلقة عن مخاوفه من "مغامرات نتانياهو وباراك الخطيرة" بشأن إيران، خيال المحللين حول ما إذا كان الثنائي نتنياهو - براك يخطط لحرب وشيكة في المنطقة، خصوصاً وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية شهدت الأسبوع الماضي أكبر تمرين لفحص جهوزية الجبهة الداخلية لسقوط آلاف الصواريخ التقليدية وغير التقليدية على المدن الإسرائيلية.

وقد حاول المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، الإجابة على هذه التساؤلات، إذ كتب: "هل توشك إسرائيل على شن حرب مدمرة على إيران، وأُنقذت من الخراب بفضل قوة وجرأة مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي والاستخبارات، صدوا مغامرة رئيس الحكومة ووزير الأمن عديمة المسؤولية والكوابح؟".

ويطرح بن روايتين للرد على هذه التساؤلات، وكتب:  "هذه هي الرواية (الأولى) التي يصورها الكلام الذي يروج له رئيس الموساد السابق مئير دغان (علنا) ورئيس الاركان السابق غابي أشكنازي (في أحاديث مغلقة وبتوجيهات لمقربين). يزعمان أنهما تعاونا مع رئيس "الشباك" السابق يوفال ديسكن ورئيس "المخابرات العسكرية - أمان" السابق عاموس يادلين ورئيس الدولة شمعون بيرس لتثبيط عزم بنيامين نتنياهو وإيهود باراك على ارسال سلاح الجو لقصف المنشآت النووية في إيران. كان هذا الهجوم سيفضي إلى حرب اقليمية مع آلاف الصواريخ على تل أبيب وشلل إقتصادي وأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة".

وتابع:  بحسب هذه الرواية، يستحق أشكنازي وشركاؤه جائزة إسرائيل إن لم نقل جائزة نوبل للسلام. لكن توجد رواية أخرى أيضا لا تقل إقناعا وهي أن جهاز الأمن فشل ولم ينجح في أن يلبي توجيهات المستوى السياسي وهو يعرض فشله الآن على أنه "إظهار مسؤولية وطنية".

وأشار الكاتب إلى أنه عندما تولى نتنياهو منصبه في ربيع 2009 جعل في مقدمة أولوياته إفشال البرنامج النووي الإيراني. واجه سلفاه آريئيل شارون وإيهود أولمرت التهديد الأيراني بالتأليف بين الدبلوماسية وأعمال سرية. لم يستعدا استعدادا كافيا لعملية عسكرية برغم أن إيران في تلك الفترة كانت تملك وسائل أقل للمس بإسرائيل وتولى العمل في البيت الأبيض الرئيس الصديق جورج بوش الذي كان قد يؤيد هجوما إسرائيليا.

وأضاف: وبما أن الجهود السياسية والأعطال التقنية والعقوبات الدولية لم توقف الإيرانيين، فقد قرر نتنياهو أن يعززها بعرض خيار عسكري. وكما بيّن أكثر من مرة علنا، فإن الخيار العسكري الصادق وحده يستطيع أن يعزز العقوبات واجراءات "ليّنة" أخرى. ومن أجل الامتناع عن استعمال القوة يجب أن يقتنع العدو بأن "جميع الخيارات على الطاولة".

وأوضح الكاتب أن "سعى نتنياهو وبراك الذي شاركه في توجهه إلى ثلاثة أهداف، فقد أملا أن تعاظم القوة الإسرائيلية ستشجع الولايات المتحدة على أن تعمل ضد إيران وكان هذا وما يزال البديل الذي يفضلانه. أرادا تعزيز التفاهمات الإستراتيجية مع واشنطن، وأن يضمنا أن يحافظ الرئيس براك أوباما على الردع الاسرائيلي وقد أُحرزت هذه الغاية. وأرادا الاستعداد لعملية إسرائيلية مستقلة إذا خيب المجتمع الدولي الآمال وواجهت إسرائيل وحدها معضلة "قنبلة أو قصف". حظيت هذه السياسة بتأييد المجلس الوزاري المصغر وعُززت بميزانيات وبتوجيهات تخطيط لكنها لم تترجم قط إلى عمل".

وأردف الكاتب: لم يتحمس أشكنازي ودغان ورفاقهما. فقد ضايقتهم سطحية نتنياهو وحديثه عن "المحرقة الثانية"، وموقف باراك المتعدد المعاني. وقد خشوا بيقين حربا فاشلة تُلقى في نهايتها المسؤولية على الضباط لا على الساسة. لهذا خرجوا في عملية إحباط، ليست موجهة إلى إيران، بل ضد المسؤولين عنهم. فقد حذروا من أن بناء القدرة لمواجهة إيران سيضر بمهام أخرى ليست أقل حيوية وقدموا ادعاءات مقنعة، وهي أن الهجوم على إيران سيفضي إلى حرب إقليمية سيصعب على الجيش الإسرائيلي حسمها. يجب على من يريد قصف إيران أن يستعد قبل كل شيء لليوم التالي. امتنع نتنياهو وباراك عن نقاش كهذا فقد أرادا خيارا فقط لا حربا.

وينقل الكاتب أن المستوى السياسي يرى أن أشكنازي فشل في مهمته. فقد طُلب إليه أن يُعد خيارا عسكريا فأعد بدلا منه ذرائع. إذا لم يكن قادرا على الانتصار في "حرب اليوم التالي"، فإن إسرائيل مقيدة بالخيار العسكري وسياسة نتنياهو أُحبطت. هنا "المؤامرة الثانية في الكرياه"، التي ما يزال مُدبروها يفخرون بها ويتحدثون كيف جندوا بيرس لتدبير حاكوه على نتنياهو وباراك. وهنا خلفية صراعات القوة التي جرت في القيادة الامنية لـ "قضية غالنت" وإبعاد اشكنازي ودغان وديسكن للتقاعد. تجلس إسرائيل الآن لا تفعل شيئا وتنطوي أمريكا المهزومة عن المنطقة ويعجل في إيران تخصيب اليورانيوم وينمو الاقتصاد برغم العقوبات.

التعليقات