"أولمرت 2006 ونتانياهو 2011"

"نتانياهو يواجه تحديات أولها تثبت العلاقات مع مصر، وثانيها تجديد الهدنة مع حركة حماس"..

أجرى الكاتب آري شفيط في صحيفة "هآرتس" مقارنة بين هجمات إيلات وبين أسر الجنود الإسرائييليين في تموز/ يوليو 2006، وتناول الخيارات الماثلة أمام نتانياهو مقارنة بتلك التي كانت أمام أولمرت، ليخلص إلى تحذير نتانياهو من تصعيد الوضع في الظروف الحالية، لصالح تثبيت العلاقات مع مصر.
 
تحت عنوان "اختبار نتانياهو: عدم التصعيد" كتب آري شفيط في صحيفة "هآرتس" أن ضربة الواقع قاسية بالنسبة للأمريكيين الذين بدأوا يدركون ماذا فعلوا في الشتاء الماضي عندما هدموا "مصر مبارك"، وقاسية بالنسبة للإسرائيليين الذين اعتقدوا أن جدول أعمال الصيف الحالي سيكون مدنيا اجتماعيا، وقاسية لمن كان متحمسا من ميدان التحرير وأدرك أن ثورة ميدان التحرير تهدم السلام.
 
كما كتب أن ضربة الواقع هي خيبة أمل بالنسبة لخصوم بنيامين نتانياهو الذين يشاهدون كيف تضرب لجان المقاومة في قطاع غزة بخيام الاحتجاج في روتشيلد، وهي قاسية بالنسبة لنتانياهو نفسه الذي تفاخر سابقا بأنه لم يسقط قتلى في ولايته. ويضيف أنها قاسية بالنسبة لجميع الإسرائيليين لأنها "تذكرهم أين يعيشون، ومن يحيط بهم، وماذا يواجهون".
 
وبحسبه فإن هجمات إيلات في 18 آب، أغسطس مماثلة بشكل كبير لخطف الجنود في الشمال في 12 تموز/ يوليو 2006. ففي الحالتين "نفذت عمليات إرهابية محكمة فاجأت إسرائيل وهي غافلة". وفي الحالتين نفذت "عمليات إرهابية انتهكت الحدود الدولية المعترف بها، ومست بالسيادة الإسرائيلية". وفي الحالتين كان لدى إسرائيل معلومات استخبارية لم تذوت والأداء العسكري الإسرائيلي على الأرض كان فاشلا. وفي الحالتين كان الرد الإسرائيلي "دقيقا وقاصما" ولكن الرد على الرد الإسرائيلي كان إطلاق صواريخ قتلت مدنيين.
 
وأضاف أن السؤال الذي يواجهه نتانياهو هو هل يواصل العمل في الجنوب مثلما فعل إيهود أولمرت في الشمال قبل 5 سنوات؟ وهل يصعد ثم يصعد ويورط إسرائيل في حرب غزة ثانية؟. ويتابع الكاتب أنه في الساعات الـ48 الأولى بعد هجمات إيلات نفذ نتانياهو هجمات محسوبة، وحتى الأزمة مع مصر أدارها كما يجب، ولكن بعد سقوط قتيل في بئر السبع فإن الأمور قد تتغير.
 
ويشير إلى أن من يحيط بنتايناهو قد يحاولون إغراءه بالعمل بطرق أخرى ويحاولون إخراج خطط خطيرة من الأدراج. وبحسبه فإن ذلك قد يغري نتانياهو الذي يريد أن ينتقم ويستطيع أن ينتقم، لكونه يؤمن بالرد وبإمكانه تجديد الردع، وفي حال نجح فإنه قد يتمكن من إطلق سراح غلعاد شاليط ويصبح "بطل الأمة".
 
ويتابع الكاتب أنه على نتانياهو ألا ينجر وراء الإغراءات، فحركة حماس لم تبادر لتنفيذ الهجمات، وهي أيضا ليست معنية بالتصعيد، ولذلك فإن الهجوم المباشر على حركة حماس ينظر إليها على أنه هجوم غير متناسب وغير شرعي على جسم نصف سياسي. ويشير أيضا إلى أن مصر لن تبقى مكتوفة اليدين، بل ستقوم فعلا بإعادة السفير من تل أبيب وتجمد السلام.
 
ويضيف الكاتب أن المجتمع الدولي سينظر إلى إسرائيل على انها تسعى إلى الحرب. وعندما يتم إطلاق مئات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه سديروت وعسقلان وأسدود وبئر السبع ورحوفوت وريشون لتسيون وتل أبيب، سيتضح أن القبة الحديدة ليست المنقذ، وأن نتانياهو سيقف أمام معضلات أقسى من تلك التي مزقت رئيس الحكومة السابق أولمرت.
 
ويخلص إلى أن المطلوب الآن هو التروي والتفكير للمدى البعيد، وأن التحدي الأول هو تثبيت العلاقات مع مصر، وتثبيت الأوضاع في سيناء، وأن ذلك بحاجة إلى "قيادة وإبداع أمريكيين". أما التحدي الثاني فهو تجديد الهدنة مع حركة حماس وهذا يقتضي ضبط إسرائيل لنفسها. ويتابع أنه حتى لو كان لا بد من المواجهة المستقبلة مع قطاع غزة فعلى إسرائيل أن تؤجل ذلك قدر الإمكان، ويجب عدم التصعيد.
 
ويختم مقالته بالقول "ليس الآن، وليس في هذه الظروف الحساسة، وإذا تورط نتانياهو مثل أولمرت، فهو سينتهي مثل أولمرت، وستكون الاحتجاجات قبل الحرب لا شيء بالمقارنة مع الاحتجاجات بعد الحرب".

التعليقات