"إسرائيلي يعيش في مخيم الدهيشة"

"هآرتس" تدعي أنه يريد التخلي عن المواطنة الإسرائيلية والحصول على الفلسطينية * الصحافي عطا مناع: لم يكن معروفا في المخيم ولم ينخرط في فعالياته

أندري فشنيتسنيكوف (24 عاما)، وهو من مواليد الاتحاد السوفييتي، هاجر إلى البلاد قبل 11 عاما، وخدم في الجيش الإسرائيلي مدة سنة  ونصف، إلا أنه سكن في الشهور الثلاثة الأخيرة في مناطق السلطة الفلسطينية، في بيت لحم ومخيم الدهيشة، وطلب التخلي عن المواطنة الإسرائيلية، والحصول على المواطنة الفلسطينية. وفي المقابل فإن مصادر فلسطينية في مخيم الدهيشة تنفي أن يكون معروفا هناك أو أن يكون منخرطا في فعاليات المخيم مثل باقي الأجانب الناشطين في مؤسسات المجتمع المدني هناك.

وفي حديثه مع صحيفة "هآرتس" قال فشنيتسنيكوف إنه يريد أن يثبت أنه بالإمكان العيش في الحيز الفلسطيني طالما أنه لا يأتي كعدو. وأضاف أن الدافع لذلك هو "ترك حياة الامتيازات الصهيونية والانتقال إلى جهة الشعب الواقع تحت الاحتلال تضامنا معه".

وكان قد انتقل للعيش في بيت لحم قبل ثلاثة شهور، وفي الأسابيع الأخيرة انتقل إلى مخيم الدهيشة للاجئين. وخلال هذه الفترة عمل كعامل بناء ونادل. وبحسبه فقد استقبل بالترحاب من قبل الجيران في بيت لحم، وفي الدهيشة قوبل بالتشكك بسبب كونه إسرائيليا، ولكنه لم يكن هناك أي خطر على حياته. على حد قوله.

وتدعي "هآرتس" أن فشنيتسنيكوف مر في عملية "إنقلاب فكرية" في السنوات الأخيرة، إلا أنه يعتبر ذلك تغييرا، مشيرا إلى أنه منذ أن وصل البلاد بدأ بتحليل الواقع وقراءة التاريخ.

ورغم أنه خدم في الجيش كمبرمج، وقام بأدوار حراسة في الضفة الغربية، إلا أنه ينزع عنه الصهيونية اليوم، ويضع نفسه في موقع قريب من مواقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكتبت "هآرتس" أنه بسبب مكوثه في مناطق السلطة فقد تم اعتقاله قبل ثلاثة أسابيع من قوات قوات الأمن الفلسطينية، بناء على طلب إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن قوات الأمن الفلسطينية قامت بتفتيش بيته، والتحقيق معه قبل تسليمه لإسرائيل. وخلال تفتيش البيت عثرت قوات الأمن الفلسطينية على وثيقة تسريحه من الجيش الإسرائيلي. وبحسب الصحيفة فإنه يقول إن قوات الأمن الفلسطينية عرضت الوثيقة على جيرانه لكي تثبت أنه جاسوس إسرائيلي.

وتابعت الصحيفة أنه في إسرائيل تم التحقيق معه من قبل الشرطة والشاباك. ولدى تمديد اعتقاله في محكمة الصلح في القدس ادعت النيابة أن فشنيتسنيكوف "عضو في تنظيم إرهابي يسعى للقضاء على دولة إسرائيل".

كما جاء أن الدفاع وجه للمحققين عدة أسئلة بشأن ما ينسب للمعتقل من تهم "قنابل أم مجرد أنه انتقل للعيش في مخيم الدهيشة؟ وما هو الأساس لنشاطه في منظمة إرهابية". من جهته أقر المحقق بأن المعتقل قد التزم الصمت خلال التحقيق معه.

وفي نهاية المداولات في المحكمة قررت القاضية إطلاق سراح فشنيتسنيكوف، وكتبت في قرارها أنه ضمن مواد الأدلة لا يوجد ما يسند عضويته في هذه المنظمة أو تلك أو ما يشير إلى أنه ينشط في إطار تنظيم إرهابي. وفي الغداة عاد إلى مناطق السلطة الفلسطينية، إلا أنه اعتقل مرة أخرى وجرى تسليمه لإسرائيل مرة أخرى.

وتابعت الصحيفة أنه تم احتجازه في معتقل في مستوطنة "كريات أربع" مدة ثمانية أيام لأنه رفض التوقيع على شروط إطلاق سراحه، والتي تتضمن تعهده بعدم الدخول إلى مناطق "إيه" في الضفة الغربية. كما رفض طلبه الانتقال إلى زنزانة مع معتقلين فلسطينيين.

ونقلت "هآرتس" عنه قوله إنه تم وضعه في زنزانة بذريعة الاهتمام بسلامته. وفي حديثه أمام القاضي قال: "أنا ضد السلطات الصهيونية، ومع ذلك أنا لا أدعي أنني لست إسرائيليا.. المشكلة هي أنهم يدخلون الأسرلة بالقوة في المعتقل، وأنا لا أريد الأسرلة بالقوة.. خذوا إسرائيليتكم وخذوا بطاقة الهوية الشخصية، وضعوني في غرفة مع الأسرى الفلسطينيين".

وأطلق سراحه في نهاية أيار/ مايو الماضي بعد أن وافق على التوقيع على تعهد. ومع إطلاق سراحه قدمت لائحة اتهام ضده تتضمن الدخول إلى منطقة عسكرية مغلقة. وفي هذه الأثناء سافر إلى أوروبا لعدة شهور، وهو يتعهد بمواصلة النضال من أجل حقه في العيش في مناطق السلطة.

ونقلت "هآرتس" عنه قوله "سأواصل النضال من أجل التنازل عن المواطنة الإسرائيلية والحصول على المواطنة الفلسطينية". وبحسبه فقد قدم طلبا رسميا للحصول على المواطنة الفلسطينية.

إلى ذلك، نفى الكاتب والصحافي الفلسطيني عطا مناع، من سكان مخيم الدهيشة للاجئين، في حديثه مع موقع عــ48ـرب، أن يكون فشنيتسنيكوف معروفا في المخيم. وأشار إلى أن الأخير غادر المخيم قبل نحو شهر إلى بتير، ولم يعلم عنه شيء لاحقا.

وتابع مناع أنه قبل نحو شهر نوقش في المخيم عدد من القضايا، أثيرت خلالها قضية تواجد إسرائيليين في داخل المخيم، ما حدا بقوات الأمن إلى اعتقاله.

وأشار مناع إلى وجود عدد كبير من الأجانب ينشطون في المخيم من خلال نحو 45 مؤسسة مجتمع مدني، الأمر الذي يخلق حالة من التداخل على المستوى اليومي. ونوه إلى أنه لم يدخل المخيم كأسرائيلي، كما لم ينخرط في فعاليات المخيم مثل باقي الأجانب، وبالتالي لم يكن معروفا. 
 

التعليقات