22/10/2016 - 13:19

الموسيقى تعزز تواصل الجنين مع أمه وتنمي قدراته الدماغية

تصل الأصوات الخارجية للجنين في بطن أمه منذ بداية الأسبوع السادس عشر، ولكن بطريقة مشوشة لا تمنحه فرصة الاستجابة، ورغم ذلك يظل الطفل قادرا على التحرك بفاعلية داخل الرحم، في حالة الاستماع إلى الموسيقى من خلال ترديد والدته لها.

الموسيقى تعزز تواصل الجنين مع أمه وتنمي قدراته الدماغية

تصل الأصوات الخارجية للجنين في بطن أمه منذ بداية الأسبوع السادس عشر، ولكن بطريقة مشوشة لا تمنحه فرصة الاستجابة، ورغم ذلك يظل الطفل قادرا على التحرك بفاعلية داخل الرحم، في حالة الاستماع إلى الموسيقى من خلال ترديد والدته لها، حيث يحفزه ذلك على الحركة الدائمة، ليس فقط باستخدام قدميه أو يديه، وإنما يستطيع مع تطور مراحل نموه ومخاطبة والدته له عبر الموسيقى تحريك الشفتين واللسان، كنوع من أنواع الكلام أو الغناء مع الأم.

وتنشط حركة الكلام لدى الطفل أكثر من غيره بعد اكتمال عملية الولادة، كما أنها تحمي الطفل من الإصابة بالصمم مع مرور الوقت بدون تواصل بينه وبين الأم من خلال الكلام أو الإشارات عبر الموسيقى، وكذلك يتيح هذا التواصل للأم فرص التحقق من مدى عافية الجنين.

ويقول استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، د. يوسف قضا، عن أهمية سماع الطفل للموسيقى والغناء، إنها 'وسيلة تعزز من التواصل بين الأم وجنينها، لذلك يفضل أن تستمع الأمر دوما للموسيقى، وتقوم بترديد الأغاني طيلة الوقت، حيث أنها تدفع الجنين للحركة، وتجعل سمعه للأصوات أكثر فاعلية، بعكس ما يحدث له في حالة سماع الأصوات الأخرى، مثل مشي الأم وتحدثها مع الآخرين أو سماع الضوضاء التي تصل إليها بهمسات مشوشة، لا يستطيع استخلاص معناها، ومن ثم لا تسهم في التواصل بينه وبين والدته، ويشترط في ذلك أن الموسيقى لابد أن تصل للطفل عن طريق صوت الأم، وليس عبر أجهزة الريكورد، حيث يصل صوت الأم بصورة مضاعفة عن الأصوات الأخرى، كما أن سرعة استجابة الطفل لصوت الأم أعلى من استجابته للأصوات الأخرى، وبالتالي يكون تفاعل الجنين معها أكثر ضمانا من تفاعله مع الأصوات الأخرى، وكذلك يستطيع الطفل فهم تعبيرات وجه الأم ونبرات صوتها عن طريق سماعه للموسيقى والأغاني التي ترددها'، لافتا إلى أنه 'رغم عدم إدراكه لها ولكنه يتفاعل معها كما يتفاعل الآخرون، وهو ما أثبتته دراسة أصدرتها جمعية الموجات فوق الصوتية البريطانية بشأن القدرات التي تتقدم مع تقدم حالة الجنين داخل الرحم، ولإثبات أن مراحل تعلم الجنين تبدأ من الرحم أيضا'.

ويؤكد استشاري طب الأطفال، د. أيمن البغدادي، أن 'غالبية الأجنة يتفاعلون مع الموسيقى والغناء، وتدفعهم إلى تحريك ألسنتهم وإخراج إيماءات متكررة، لأنها تحفز شبكات التواصل الموجودة داخل المخ، وتثير لدى الطرفين ردود فعل نحو الآخر، لذلك يعتبرها المتخصصون وسيلة تضمن سرعة وبقاء التواصل بين الأم والجنين، حيث أن عملها يصل إلى المخ مباشرة، وذلك بالإضافة إلى أن استجابة الطفل للموسيقى يختلف باختلافها، حيث أنه يتفاعل كثيرا مع الموسيقى والأغاني السريعة، تبدأ حركته مع بداية الموسيقى وتتوقف بانتهائها، وتكون استجابته أقل نحو الموسيقى الهادئة وحركته تتخذ نفس المسار'.

اقرأ/ي أيضًا | تقليل السعرات الحرارية يقي من أمراض الدماغ

وينوه البغدادي إلى أن 'استجابة الطفل تتطور مع تطور الحمل، مما يتطلب استخدام الأم للموسيقى دوما كوسيلة للتواصل بينها وبين جنينها، لا سيما أن الطفل يكتشف من خلال الحقل البصري له صفات الأم وملامحها، وتتمركز هذه الأشياء بداخل الدماغ، ويستطيع استرجاعها في أي وقت طالما وصل لمرحلة الإدراك'.

التعليقات