دليلك إلى الدول التي وصلت إلى صفر انبعاثات كربونية

تشارك في الوصول لهدف الصافي الصفري أكثر من سبعين دولة من بينها الدول المذكورة سابقا، بالإضافة لأكثر من 3000 مؤسسة وشركة مالية تحاول المبادرة بالتقليل من الانبعاثات وتحسين أسلوب إنتاجها بما يتناسب

دليلك إلى الدول التي وصلت إلى صفر انبعاثات كربونية

(توضيحية)

مع زيادة الوعي حول مخاطر الانبعاثات الكربونية المنطلقة في كل مكان حول العالم والمتزايدة يوما بعد يوم، بدأت الدول تسعى بجدية مطلقة للبحث عن وسائل للتقليل من نسب الكربون المنبعثة والوصول إلى ما يسمى "صافي الانبعاثات الصفري".

ما هو صافي الانبعاثات الصفري؟ هل هو مهم؟

يمكن شرح الصافي الصفري للانبعاثات على أنه عملية تخفيض معدل الغازات الدفيئة المنبعثة إلى أقرب ما يمكن من المستوى الصفري، بالإضافة لإعادة الامتصاص للانبعاث المتبقي من الغلاف الجوي بواسطة الغابات والمحيطات وغيرها.

يوضح لنا العلم أن زيادة الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة قد بدأت تصل ذروتها في الآونة الأخيرة، حيث أكد العلماء أن حرارة الأرض قد ارتفعت 1.1 درجة مئوية أعلى مما كانت عليه سابقا في نهايات القرن التاسع عشر، ولكن من أجل أن يبقى كوكبنا سليما من آثار سوء المناخ والتبعات السلبية للتقلبات الحرارية والبنيوية العالمية يجب أن يبقى ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية فقط فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وعند هذه النقطة تكمن أهمية صافي الانبعاث الصفري، حيث يجب أن تبدأ المحاولات الجدية بتخفيض نسب الكربون المتزايد، وقد تم الاتفاق على خطط تخفض الانبعاث بنسبة 45% تقريبا بحلول عام 2030. والوصول إلى الصافي الصفري للانبعاثات بحلول سنة 2050.

كيف يمكن تحقيق الانبعاث الصفري؟

كيف يمكن تحقيق الانبعاث الصفري؟

تعتبر محاولات الدول في الوصول لصفر انبعاثات كربونية من التحديات الأكبر والأكثر جدية التي يواجهها العالم في الآونة الأخيرة، والتي سيكون من الصعب تحقيقها ما لم يحدث تغييرا عميقا وجذريا في أنماط وأساليب الإنتاج والاستهلاك والحركة، فمن المعروف أن قطاع الطاقة يشغل نسبة كبيرة تصل لثلاثة أرباع الغازات الدفيئة المنطلقة.

وفي نفس الوقت يعتبر قطاع الطاقة المفتاح لحل المشكلة وتجنب الآثار السلبية لتغير المناخ، حيث عن طريق استبدال الفحم والغاز والنفط والوقود بمصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، طاقة الأمواج...) سيتم تقليل الكربون المنبعث بشكل كبير وملحوظ.

هل هناك أي مساعٍ من قبل الدول لتحقيق الصافي الصفري للانبعاثات؟

بالطبع، إن الجهد العالمي الذي تنشئه الدول والشركات والمدن والمؤسسات يشكل تحالفا متناميا يسعى بشكل حقيقي إلى الوصول للصافي الصفري من الانبعاثات، ومن أهم تلك الدول هي الدول الكبرى كالصين والولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، حيث تشغل تلك الدول النسب الأعلى للتلوث حول العالم.

تشارك في الوصول لهدف الصافي الصفري أكثر من سبعين دولة من بينها الدول المذكورة سابقا، بالإضافة لأكثر من 3000 مؤسسة وشركة مالية تحاول المبادرة بالتقليل من الانبعاثات وتحسين أسلوب إنتاجها بما يتناسب مع علم المناخ والبيئة.

يشار إلى أن الآلاف من المؤسسات التعليمية والمدن انضمت لهذا التحالف والتحدي بالوصول لصفر انبعاثات كربونية وقد تعهدت باتخاذ كل الإجراءات الملائمة والمناسبة من أجل تقليل نسبة الانبعاثات الكربونية حول العالم إلى النصف تقريبا بحلول سنة 2030.

ما هي الدول التي وصلت إلى صفر انبعاثات كربونية؟

في ظل المحاولات والتعاون الجدي للوصول إلى الصافي الصفري من الانبعاثات أو أقرب مستوى له، تمكنت بالفعل سبع دول حتى الآن من أن تبدي مصلحة بيئتها والمناخ وتصل إلى الصفر من الانبعاثات الكربونية وتكسب لقب "الدول الأكثر خضرةً في العالم"، حيث تعتبر هذه المناطق سالبة الكربون أي أن الغازات الدفيئة في هذه المناطق تستهلك من غازات الاحتباس الحراري أكثر مما تنبعث. وهذه الدول هي:

بوتان

وهي الدولة الأولى التي تمكنت من تحقيق الصافي الصفري والوصول للسالب كربون، حيث يفرض قانون بوتان على سكانها حماية الغابات والحفاظ على نسبة 60% فما فوق من مساحاتها الخضراء.

يبلغ متوسط مساحتها 14800 ميل مربع. وتغطي الغابات الخضراء حوالي 70% من المملكة مشكلة بذلك مصرفا طبيعيا للكربون، ولكونها تعتبر دولة غير متطورة، هذا بدوره ساهم إلى حد كبير بالتخلص من ثلاثة أضعاف كمية الكربون الذي ينتجه سكان بوتان البالغ عددهم 750 ألف نسمة ويعمل معظمهم في قطاع الزراعة والسياحة الخضراء.

سورينام

وهي الدولة المستقلة الأصغر والأقل مساحة في أميركا الجنوبية، وهي الدولة الثانية عالميا بتحقيقها صفر الانبعاثات الكربونية.

تغطي دولة سورينام الغابات الاستوائية المطيرة على مساحة شاسعة وصلت إلى 97% من مساحتها، حيث أقام سكان سورينام العديد من المحميات الطبيعية ضمنها، وهذه المساحة الضخمة من الغابات أدت لبلوغ الدولة صفر انبعاث كربوني بوقت قصير.

من الجدير بالذكر أن اقتصاد سورينام يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة والاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية وعمليات استخراج الذهب والبتروكيماويات.

بنما

دولة بنما الواقعة في أمريكا الوسطى

تمكنت دولة بنما الواقعة في أميركا الوسطى من بلوغ السالب الكربوني بعد أن بدأت بالتوقف عن تخريب وتدمير الغطاء الحرجي لها لتغطي المساحات الخضراء وخاصة الغابات المطيرة بعدها ما يقارب 60% من بنما، وتشمل تلك المساحة محميات طبيعية، بالإضافة لاعتماد بنما الحد تدريجيا من عمليات استخراج واستغلال الفحم والوقود الأحفوري الثقيل.

غيانا

حيث تشكل الغابات المطيرة الاستوائية قرابة 85% من مساحة غيانا، أي ما يقارب 14 مليون هكتار من الأراضي الخضراء القادرة على امتصاص كميات هائلة من الكربون تصل إلى 350 طن.

جزر القمر

وهي عبارة عن أربعة جزر ذات طبيعة بركانية تشكل الزراعة والصيد والاعتماد على الثروات الحيوانية وإدارة الغابات أكثر من نصف اقتصادها، وبذلك فهي من الدول الأقل إنتاجا للكربون في العالم.

الغابون

وهي دولة تقع في وسط وغرب قارة إفريقيا. تمكنت دولة الغابون من الحد من انبعاث الكربون والوصول للسالب الكربوني عن طريق اتخاذها إجراءات صارمة بالحد من إزالة الغابات وتدمير المساحات الخضراء وبذلك فقد تمكنت من تسجيل أدنى المستويات في قطع الغابات من كل المناطق الرئيسية للغابات المطيرة في القرن الواحد والعشرين. وتنوي دولة الغابون المحافظة على معدل امتصاص مرتفع من مكافئ غاز ثنائي أكسيد الكربون قد يصل إلى 100 مليون طن بعد عام 2050.

مدغشقر

قُدّر صافي الكربون الممتص في مدغشقر بما يقارب 24 طن من مكافئ غاز ثنائي أكسيد الكربون لعام 2020.

التعليقات